لم يكد رجل المخابرات الإسرائيلية، الذي يسمي نفسه باحثا وإعلاميا، إيدي كوهين،.. لم يكد ينشر تغريدة على حسابه تقول إن بشار سيرحل للأبد صيف هذا العام، حتى أتبعها بتغريدة أخرى تتحدث صراحة عن "خليفة" بشار المحتمل في حكم سوريا، واضعا صورة هذا "الخليفة"، مع إشارة (منشن) له.
فقد انبرى "كوهين" الذي يعد من أشهر رجال المخابرات العبرية تغريدا بالعربية للقول إن الأسد سيخرج "وللأبد من الحكم في شهر تموز/يوليو القادم"، مؤكدا أن هذا الموعد يتزامن مع إتمام "بشار الأسد عشرين سنة في الحكم بعد أن أنهى تدمير بلده وتشريد شعبه".
"كوهين" الذي يتقن العربية كونه ولد في حي "وادي أبو جميل" ببيروت (حي اليهود)، والذي تستضيفه قنوات عربية ودولية للتعليق على شؤون الكيان العبري، أتبع تغريدته عن رحيل بشار بصورة لـسوري يدعى "فهد المصري"، متسائلا: "هل هذا الشخص @AlmasriFahad فهد المصري هو الذي سيحكم سورية بعد هلاك بشار الأسد؟".
واللافت أن "فهد المصري" الذي ينصب نفسه معارضا لنظام الأسد ويترأس "جبهة الإنقاذ الوطني في سورية"، قد تلقف كلام "كوهين" على محمل الجد، بل وزكاه، مبينا أن هذا "الكوهين" ليس نكرة، بل هو "دكتور باحث وأستاذ جامعي في جامعة بار إيلان، وليس مجرد مغرد وناشط على وسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفا: "هو باحث معتبر في أحد أهم مراكز الأبحاث الإسرائيلية ومن المعروف أن مراكز الأبحاث والأجهزة في اغلب الدول تلجأ لقياس الرأي العام لدى جماهير وشرائح معينة من الناس واستطلاع الآراء بطرق مختلفة لاستشفاف الرأي والمزاج العام".
*مثل السادات
تقريظ "المصري" لكوهين جاء خلال منشور طويل للأول، مرفقا بصورة عن تغريدة الأخير بخصوص من سيخلف بشار الأسد بعد هلاكه.
"المصري" جدد خلال منشوره الطويل الإقرار بموقفه المعلن من "إسرائيل" ومما ينبغي أن تكون علاقة سوريا معها إذا سقط الأسد، قائلا إنه يعمل تحت الضوء وفي العلن، ويمتلك من "الشجاعة والجرأة الكافية" لدرجة أنه توجه نهاية عام 2016 بـ"خطاب معلن ومتلفز للشعب الإسرائيلي"، حيث طرح "خارطة طريق للسلام بين سوريا وإسرائيل".
وزعم "المصري" أنه اعتذر عدة مرات عن قبول الدعوة لزيارة إسرائيل، لأنه يحب العمل في العلن، ولأن ذهابه إلى "تل أبيب" يجب أن يكون ضمن المشروع السياسي الذي أعلنه، وأن يتوج بـ"ثمار ونتائج، وليس بسلة فارغة".
وتابع: "حتى الآن لم أقم بزيارة إسرائيل لا بشكل شخصي ولا بشكل رسمي لا بالسر ولا بالعلن، وننتظر الظروف والعوامل المناسبة وأولها وجود شركاء حقيقيين يؤمنون بالسلام العادل في إسرائيل... سنقوم حينها بزيارة عمل رسمية لكن يجب أن تقترن بلقاء رسمي مع رئيس الحكومة و وزير الخارجية ومع قادة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووضع إكليل من الزهور باسم الشعب السوري الذبيح على النصب التذكاري لضحايا المحرقة... وأود أن يكون لي كلمة موجهة للشعب الإسرائيلي في الكنيست من ذات المنبر الذي ألقى منه كلمته للإسرائيليين الرئيس البطل الشهيد أنور السادات".
وأفاد "المصري" أنه التقى بالكثير من الشخصيات الإسرائيلية المهمة "خارج إسرائيل، في فرنسا ودول أخرى"، مضيفا: "كنت سعيدا بالكثير من اللقاءات مثل لقائي مع الرئيس الراحل شيمون بيريز ولقائي برئيس الحكومة السابق إيهود باراك وكذلك رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم وكذلك الحالي وقيادات بارزة من الأمن القومي... واللقاء مع السيدة العزيزة أليزا بن نون سفيرة إسرائيل في فرنسا، واعتز بالمحبة التي تجمعني مع الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للموحدين الدروز".
*خادم خدام
طبعا تغريدة كوهين حول رحيل بشار، وتولية "المصري" بدلا عنه، لم تكن لتذهب أدراج الرياح في مواقع التواصل، لاسيما أن "كوهين" لا يغرّد بـ"بلاش" أو دونما هدف، وإنما يؤدي وظيفته ودوره مستخدما أسلوبا مستفزا ومدروسا، يعزف على وتر "الإثارة" التي يلهث وراءها الكثيرون، وقد سبق للرجل أن نشر تغريدات كانت بمثابة قنابل مدوية، وبالذات تغريداته حول عمالة بعض حكام العرب، وفي مقدمتهم السيسي وبشار.
ولأجل هذا التعويم الذي أراده "كوهين" للمصري، وتصويره على أنه الخلفية القادم لبشار، فقد ارتأت "زمان الوصل" أن تعرض جانبا من سيرة "فهد المصري"، الذي استثمر الثورة على نظام بشار، لينصب نفسه أحد الناطقين باسم السوريين الطامحين للحرية والكرامة، ويخلع على شخصه ألقاب ويعطي لها مراتب وأدوارا لا يعلم أحد من ولاه إياها.
تقول المعلومات الرسمية التي بين أيدينا إن الاسم الكامل للرجل هو "فهد بن محمد الأرغا المصري" (كنيته مركبة: الأرغا المصري)، من مواليد 1970 في حي الميدان بدمشق.
وطوال السنوات التي سبقت الثورة السورية، كان نشاط "المصري" منصبا على الحقل الإعلامي، حيث انخرط في عدة مشروعات إلى أن وصل لمرتبة مقدم برامج في قناة "بردى" بلندن، التي أسسها وأدارها "أنس العبدة" ومولتها واشنطن بملايين الدولارات، وقدمت نفسها بوصفها قناة معارضة لحكم الأسد الشمولي، ولكن "مخرجات" القناة لم تكن تناسب حجم تمويلها ولا شعار المعارضة الذي حملته، بل إنها أنتجت صورة باهتة (وربما بائسة) عن ما يمكن أن تمثله "المعارضة" على مستوى الفكر والمشروع.
تركزت إقامة "الأرغا المصري" في باريس، حيث بنى علاقات لاحقا مع "المنشق" عبد الحليم خدام، ووجه له مع "الشهابي" دعوة لحضور مؤتمر نظم في باريس خريف 2005، تحت اسم "الملتقى الوطني السوري"، بعد شهور من اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري.
وقد لاقت خطوة "الأرغا المصري" حينها انتقادا من بعض من دعي المؤتمر، مذكرين بأن "خدام" و"حكمت الشهابي" من أعتى مسؤولي النظام الذين تلطخت أيديهم بشبهات الدماء والفساد العريض، وأن الرجلين كانا عبارة عن مسننين ضخمين في آلة الاستبداد والإرهاب الأسدية، وقد قدما لحافظ ومن بعده بشار خدمات لا تقدر بثمن، وشاركاهما الإجرام، فلن يكونا شاهدين على نفسيهما وعلى الأسد (الوالد والولد).
ومع هذه المعارضة لدعوة "خدام" إلى مؤتمر يفترض أنه يعارض الأسد ويفضح جرائمه، فإن "الأرغا المصري" بقي متعلقا بخدام ووفيا له، حتى بعد اندلاع الثورة التي جاءت لكنس كل رموز النظام بشقيه من الحرس القديم والجديد.
ففي نيسان من عام 2011، تولى "الأرغا المصري" تنظيم مؤتمر صحفي لـ"خدام"، زعم فيه الأخير بكل صفاقة ومنافاة للوقائع أن "سوريا لم تعرف أي احتقان طائفي من قبل"، مؤكدا أن ممارسات بشار منذ 2005 هي التي أججت الاحتقان الطائفي، أي إن سوريا في عهد حافظ –حسب كلام خدام- كانت جنة للمساواة والعدالة البعيدة كل البعد عن المحسوبيات الطائفية، كما كان عهد بشار كذلك، حتى 2005 (ولاحظوا حتى 2005)، أي حتى تجريده من مناصبه ورميه خارجا، وحتى اغتيال "الحريري" الذي كان بمثابة بنك مفتوح على حساب خدام.
*المداواة بالداء
عندما اشتد ساعد الثورة السورية وصار لها "جيش حر" يحميها، قفز "الأرغا المصري" إلى الشاشات ونصبته بعض الفضائيات في غفلة من معظم السوريين، ليكون "المتحدث الرسمي" باسم الجيش الحر، فيخرج ليوجه رسائله العشوائية يمنة ويسرة.
ولما ثارت التساؤلات عن من يكون هذا المتحدث ومن نصبه، اختار الرجل أن يقول إنه ناطق باسم "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر"، وهو تشكيل "ضرار" لا قيمة له في وجود الجيش الحر، إلا التشويش على هذا الجيش وتشتيته، تماما كما فعل حافظ الأسد الذي "أبدع" في استيلاد تشكيلات الضرار سواء على مستوى الأحزاب السورية (فشقها إلى فرعين أو ثلاثة)، ومع التنظيمات الفلسطينية كذلك، فدعم كل قائد يريد تشكيل تنظيم خاص به (يريد أن يفتح على حسابه باللسان الدارج).
ورغم إصرار بعض وسائل الإعلام على تصديره وتسميته ناطقا باسم الجيش الحر، فإن "الأرغا المصري" أعلن استسلامه في النهاية، بعدما كُشف أن "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر" ليست سوى كيان ورقي أكثر منه عمليا، وأنه مشروع للتسلق على أكتاف الثورة والثوار.. ولكن أيضا بعد أن ألحق "الأرغا المصري" أضرارا غير قليلة بمشروع الجيش الحر وصورته.
ومع حلول آذار/مارس 2014، وإعلانه "انسحابه" من "القيادة المشتركة" وتخليه عن منصب المتحدث الرسمي باسمها، بدأ "الأرغا المصري" في اعتماد تكتيك جديد يضمن له العودة إلى الواجهة، ويبدو أنه لم يجد أهون ولا أسرع من البوابة الإسرائيلية، فـأطلق مشروع "الغزل السياسي" الخاص به، بل وبدأ بمسابقة آخرين فيه إلى الحضن الإسرائيلي، على مبدأ "ما حدا أحسن من حدا".
وما هو إلا شهر واحد (نيسان 2014)، حتى أعلن "الأرغا المصري" عن تصوره لمشروع "إنقاذ سوريا"، والذي تبين أنه يدعو لوصفة تشبه قول الشاعر "وداوها بالتي كانت هي الداء"، أي إنه يستنجد بإسرائيل لإنقاذ بلد تورطت في تدميره حتى النخاع، ولعبت دورا محوريا في ضمان استمرار نظامه الوحشي وعدم مساءلته، وفرضت "فيتو" قويا ضد أي محاولة لإسقاطه.
وهكذا شكل "الأرغا المصري" ما سماها "مجموعة الإنقاذ الوطني في سوريا"، التي تحولت إلى لاحقا إلى "جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا"، زاعما أنها تضم قيادتين سياسية وعسكرية، وأن ما يسمى "مجلس الحكمة في سوريا" –كيان آخر هلامي- قد تبنى مشروع الجبهة وتوجيهه (ربما على غرار تبني مؤتمرات حزب البعث لتوجيهات القائد).
*49 للإخوان وسلام لليهود
في نهاية 2016، أقدم "الأرغا المصري" بصفته رئيس جبهة "إنقاذ سوريا" على توجيه "رسالة مفتوحة للشعب الإسرائيلي"، محورها الرئيس: "السلام بين إسرائيل وسوريا الجديدة".
ويزعم "الأرغا المصري" أن لجبهته، التي لا يعرف كثير من السوريين موقعها من الإعراب،.. أن لهذه الجبهة 35 ممثلية في أنحاء العالم، وأن 32 مواطنا "سورياً يهوديا" قد انضموا لها، ما جعل منها "أول تنظيم ومشروع وطني جامع يضم جميع ألوان الشعب السوري، دون أي تمييز أو استثناء أو إقصاء".
وبالتزامن مع هذه الخطوة أصدر "الأرغا المصري" ما يمكن اعتباره نسخته الخاصة من قانون 49 (قانون فرضه حافظ الأسد وجرّم عبره كل من ينتمي للإخوان).. فقد أصدر "رئيس جبهة الإنقاذ" بيانا صنف فيه جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بأنها "جماعة إرهابية"، كما شكل في نفس العام (2017) منظمة سماها "سوريون و يهود من أجل السلام"، ادعى أنها تضم قرابة 200 شخصية سورية ويهودية.
وفي 2018، أعلن "الأرغا المصري" أنه عقد اجتماعا في باريس مع ما يسمى "حركة الضباط العلويين الأحرار" (حركة لا يمكن الجزم بوجودها أصلا، ولا بمدى فاعليتها إن وجدت)، حيث تم الاتفاق بين جبهة "الإنقاذ" وهذه الحركة على ما دُعي "ميثاق باريس".
ولم تقف "حركات" الأرغا المصري عند هذا الحد، ففي ربيع العام الماضي قص شرط ما سماه مبادرة "الأمل" التي تدعو "تل أبيب" إلى السماح "المواطنين السوريين من الدروز والعلويين في الجولان المحتل إلى أهاليهم في سوريا"، علما أن جزءا من هؤلاء "الدروز"، والنسبة العظمى من "العلويين" قد ركنوا نهائيا إلى الجنسية الإسرائيلية، ورضوا بها هوية وانتماء (راجع .
*معارضة أم هروب؟
كان هذا جانبا من السيرة المضطربة لـ"فهد الأرغا المصري"، الذي نصب نفسه معارضا شرسا لنظام الأسد، لكنه لم يتحرج في المقابل من الارتباط الشديد بأحد أهم رموزه (عبدالحليم خدام)، والذي أسس بعد "انشقاقه" ما سمي "جبهة الخلاص"، التي ولدت مجضهة، ولم تستمر طويلا، لكن "الأرغا المصري" أحياها أثناء اندلاع الثورة السورية، وغير "كلمة الخلاص" إلى "الإنقاذ"، علما أن "الخلاص" و"الإنقاذ" بالفرنسية والإنجليزية مستمدان من نفس الكلمة (salut، salvation).
أما الجانب الذي قد يخفى على الغالبية العظمى من السوريين، والذي يحاول "الأرغا المصري" إخفاءه والهروب منه عبر اللجوء إلى ادعاءات مختلفة... فتكشفه "زمان الوصل" عبر السجل الجنائي الذي تملكه، والذي يبين أن خليفة الأسد المزكى إسرائيليا، ليس سوى صاحب سوابق، وهناك عدة مذكرات طلب بحق، في جرائم مختلفة تعود إلى سنوات بعيدة.
يقول "المصري" في حديثه عن نفسه كمعارض إن النظام طرده من المعهد العالي للعلوم السياسية بدمشق عام 1988- 1989، واعتقله 3 مرات، وثم درس الأدب العربي في دمشق لكنه لم يكمل دراسته وغادر إلى لبنان ولاحقا إلى فرنسا، حيث استقر هناك منذ نحو ربع قرن.
ولكن السجل الجنائي لـ"الأرغا المصري" يقول شيئا مغايرا نوعا ما، ويرجح المؤشرات التي تقود إلى إن الرجل قد يكون غادر سوريا ليس بسبب معارضته، وإنما لأسباب تتعلق بسجله العدلي، وهروبه من جرائم ارتكبها في تسعينات القرن الماضي.
وبحسب مصادر "زمان الوصل"، السجل الجنائي الرسمي يكشف أن فهد الأرغا المصري بن محمد، عليه المذكرات التالية التي تحتفظ "زمان الوصل" بصور عنها:
· مذكرة جرم احتيال صادرة سنة 1996.
· مذكرة مطلوب بجرم شيك بلا رصيد صادرة عام 1996، وتقضي بـحبسه وتغريمه.
· مذكرة مطلوب بجرم الاحتيال، صادرة عام 2001، تقضي بحبسه وتغريمه.
· وقبل كل هذه المذكرات هناك بطاقة مطلوب بجرم ممانعة وضرب دورية للشرطة، تعود لعام 1992 (حين كان عمر الأرغا المصري 22 عاما)، وهذه المذكرة صادرة عن قيادة شرطة محافظة القنيطرة.
ويبدو أن "فهد الأرغا المصري" كان يمارس نشاطه الجرمي بمساعدة أخ أصغر منه يدعى "أ"، بدليل إن عددا من المذكرات التي سطرت بحق هذا الأخ قد صدرت في نفس توقيت المذكرات المتعلقة بـ"فهد"، وأن جرائم الأخ "أ" قريبة في بعضها من طبيعة جرائم شقيقه "فهد"، وإن كان سجل "أ" أكبر وأكثر امتلاء بالمذكرات.
ويحوي سجل شقيق "فهد" نحو 6 مذكرات، بجرائم مختلفة تتراوح بين: التحرش، السرقات، الضرب والخطف.
ختاما:
إن تسليط الضوء على السيرة المضطربة لـ"فهد الأرغا المصري" وكشف سجله الجنائي على الملأ، لا يعني إطلاقا شهادة تزكية لمن خاصمهم هذا الشخص أو عاداهم، فقد يكون بينهم من هم أسوأ منه أداء وأكثر من اضطرابا وتسلقا على الثورة وتضحيات أبنائها.. فمهاجمة شخصية سلبية لتيار أو فرد ما، لا يعني أن هذا التيار أو ذلك الفرد بات منزها بالضرورة، وإلا لكان "الأرغا المصري" وكثير ممن باعوا واشتروا منزهين فقط لأنهم خاصموا بشار وعارضوه.
إيثار عبد الحق-زمان الوصل-خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية