· المحافظ المدعوم فضح المستثمر صاحب "المبادرة الوطنية"
· المحجر الفاره شبه مهجور من سنوات وقريب من البؤرة الأهم للمليشيات الإيرانية في سوريا
· صور تظهر تعرض الفندق لخراب واضح نتيجة غارات إسرائيلية على مقار المليشيات
· نقل النظام المحجورين من تحت "دلف" الدوير إلى تحت مزراب "فندق المطار"
· الأطباء لاقوا إهمالا من الوزارة التي يفترض أن تهتم بهم أشد الاهتمام
لم يستطع النظام أن يتمسك طويلا بحبل كذباته حول مركز الدوير ومناسبته لظروف الحجر الصحي المتعارف عليها، فنقل وبعد ساعات من تفجر فضيحة تهالك المركز كل نزلائه نحو فندق يفترض أنه من فئة 4 نجوم، وهو فندق مطار دمشق الدولي، الذي يبعد عن المطار نحو 100 متر.
الوضع الحالي لعشرات المحجور عليهم داخل الفندق الذي يفترض أنه من سوية 4 نجوم
لكن الصور والمعلومات التي حصلت عليها "زمان الوصل" تثبت أن محاولة النظام مداراة فضيحة "الدوير" قد جرته إلى فضيحة أكبر مثلتها حالة الفندق، الذي نقل إليه حوالي 140 شخصا ممن كانوا على متن طائرة قادمة من إيران، وفيهم أطباء وطلاب ومهندسون سوريون كانوا مقيمين في هذا البلد الذي بات بؤرة كبيرة لفيروس كورونا.
وبدأت قصة الفندق قبل عدة ساعات، حين انبرى عضو سابق في مجلس شعب النظام، يدعى رضوان المصري، إلى عرض فندق المطار (الذي يستثمره) على حكومة النظام ووزارة صحته، من أجل اتخاذه بديلا عن مركز الدوير ذي الحال المخزية.
"المصري" الذي درس الطب ولكنه شق طريقه في مجال المال والأعمال، وسبق أن زكاه النظام ليجلس تحت قبة البرلمان في عهد بشار، سرعان ما ناكفه محافظ دمشق "المدعوم" علاء إبراهيم وفرغ "مبادرته" –أي مبادرة المصري- من محتواها، مؤكدا أن الحكومة أنهت مؤخرا عقد الاستثمار الموقع مع المصري واستلمت إدارة الفندق (نص اتفاق الاستثمار يخول وزارة السياحة انتزاعه من المستثمر حال الحاجة إليه)، لتحوله إلى محجر صحي، وعليه فإن المحافظ أراد أن يقول بالحرف الواحد إن "مبادرة" المصري، مجرد ضحك على اللحى، وليس وراءها أي أهداف إنسانية ولا وطنية كما أراد مستثمر الفندق تصوير الأمر.
وإلى جانب هذه المناكفات والمكايدات التي تعد من لوازم نظام الأسد وسماته الراسخة، فإن القصة لم تنته، ففندق دمشق الدولي الذي تنطح "المصري" لطرحه ليكون مكانا لائقا للحجر الصحي، ليس سوى فندق شبه مهجور منذ سنوات، أولا لأن السياحة في معظم بقاع سوريا معطلة بفعل حرب الأسد المجنونة، وثانيا لأن الفندق يقع قرب مرتع الإيرانيين الأول وبؤرتهم الأكبر (مطار دمشق)، وهذا المطار يعمل منذ سنوات بطاقة تشبه مطارا محليا في دولة متوسطة، لأن حركة معظم طيران العالم شبه متوقفة نحوه، باستثناء طيران إيران الذي ينقل المرتزقة والسلاح، ولذا كان المطار ومحطيه هدفا دائما لغارات من سلاح جو الدولة العبرية، وتعرض أكثر من مرة لهذه الغارات، التي وصلت تداعياتها إلى الفندق الذي كان وما زال أشبه بالمهجور.
وقد حصلت "زمان الوصل" على صور توضح تضرر الفندق جراء الغارات الإسرائيلية على مواقع للمليشيات الإيرانية في مطار دمشق مطلع العام الفائت، كما حصلت على صور توضح جانبا من الوضع المزري للفندق حاليا، وكيف تم احتواء عشرات المنقولين من مركز الدوير في بهوه (بهو الفندق)، الذي تحول إلى ما يشبه مهجعا جماعيا للحجر الصحي، وهكذا أحس المحجور عليهم أنهم انتقلوا فعليا من تحت "دلف" مركز الدوير، حيث الغرفة الجماعية تحوي نحو 15 سريرا، إلى تحت "مزراب" فندق المطار، حيث نام في البهو نحو 50 شخصا على أساس أنه محجور عليهم ضمن شروط صحية.
صور حصلت عليها زمان الوصل توضح بعض الأضرار التي لحقت بفندق المطار بعد غارات إسرائيلية مطلع العام الفائت
وفضلا عن الغبار الذي يعلو أنحاء الفندق كونه شبه مهجور، فقد فوجئ المحجور عليهم باتساخ بعض مرافقه وعدم صلاحيتها للاستخدام، فهنا حوض استحمام قد تحول إلى مكب، وهناك مغسلة نزعت من مكانها، والمياه الساخنة غير متوفرة، والأغطية شحيحة، والناس مكدسة مع أمتعتها في بهو الفندق وكأنهم على قارعة طريق (صور)، حتى صار بعض المحجور عليهم ينادي مطالبا بإرجاعه إلى الدوير!
اللافت أن وزارة صحة النظام أعلنت أنها باتت المسؤولة عن المحجر الجديد (فندق المطار)، ولكن شهادات المحجور عليهم تؤكد أن الوزارة وطاقمها مارسوا درجات عالية من الإهمال والاستهتار، ولم يلتفتوا إلى أن بين المحجور عليهم "زملاء مهنة"، أي أطباء، ربما تحتاج سوريا إلى جهودهم ليكافحوا مع زملائهم الفيروس القاتل إذا ما تفشى... وإذا كان هذا حال تعامل الوزارة مع "الزملاء" فكيف سيكون تعاملها مع الناس العاديين؟!
هذه الصور للواقع الحقيقي لمركز الدوير، وهو في أساسه مركز لـ"معسكرات الطلائع"، مازالت الشعارات والعبارات التي توضح ذلك موجودة على الجدران، ثم تحول لمركز إيواء للمهجرين
ومن المهم في ختام هذا التقرير التذكير بأن مركز الدوير، الذي روج النظام له باعتباره مركز حجر صحي مطابقا للمواصفات، وخطوة "جبارة" في جهود مكافحة كورونا، إنما هو في الأساس مركز لـ"معسكرات الطلائع"، تحول مع الحرب إلى مركز لإيواء "المهجرين" المعدمين (الدراويش)، ولعل الصور المرفقة التي حصلت عليها جريدتنا توضح حقيقة المركز بشكل أكثر جلاء.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية