أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السبات في جبهة الساحل والأسد من الدفاع إلى الهجوم

الطريق إجباري وبإتجاه واحد في ادلب - جيتي

توقفت الأعمال القتالية الهجومية على جبهة الساحل بعد الانسحاب من بلدة "كسب"، وانتقل نظام الأسد من الدفاع إلى الهجوم، استطاع احتلال غالبية جبلي الأكراد والتركمان، ومازال يحاول على ما تبقى، بينما تتجاهل الفصائل المقاتلة الموقف وماتزال في حالة الدفاع، والجميع يعلم أن المدافع خاسر حتما، لأنه يتحول الى هدف ثابت معلوم المكان والقوة.

يُلقي الجميع باللوم على قادة الفصائل التي تتلقى دعمها من الدول التي تدعي مساعدتها للشعب السوري ووقوفها إلى جانب ثورته، ويتهمونهم بخيانة الثورة والتنازل عن دماء الشهداء وعذابات المعتقلين، مع تناسيهم لأهداف الثورة التي انطلقت لاستعادة سوريا بعد أن تحوّلت إلى "سوريا الأسد".

يدرك الجميع قادة وعناصر ومواطنين أن تحقيق أهداف الثورة يبدأ بإسقاط نظام الأسد، وأصبح من المستحيل العودة إلى الشارع عن طريق الحراك السلمي وإعادة إطلاق المظاهرات الشعبية، بعد أن تغولت الأجهزة الأمنية وأصبحت قوة الرصاص هي الفيصل منذ الأيام الأولى، ومع سقوط أول مجموعة من الضحايا في ساحة "الشيخضاهر" في مدينة اللاذقية، والمجازر التي ارتكبها من وضعوا أنفسهم في خدمة كرسيّ ملطخ بالدم وموسوم بالطائفية في أحياء "الصليبة" و"الرمل الجنوبي" و"جبلة" و"بانياس".

تعلم كافة الفصائل التي تقاتل نظام الأسد أو تدّعي ذلك أن إسقاط الأسد يكون في دمشق والساحل، وأن الأسد على استعداد لتدمير كل سوريا، وقتل كافة أبناء شعبها مادام كرسيّه بخير، ويعلمون أن موت أطفال إدلب أو دير الزور أو أرياف حلب لا يعنيه بل يعتبر أنه قد تخلص من أعداء محتملين، كما لا يعنيه تدمير كل ما فوق الأرض، ما دام حوله ضباط وجنود وأمن يثق بهم من حاضنته الطائفية التي تنتمي غالبيتها إلى جبال طرطوس وجبلة والقرداحة ومصياف وسهل الغاب الغربي.

يتساءل "أحمد" من ريف اللاذقية عن جدوى فتح المعارك التي جرت على كافة الأراضي السورية خارج منطقة الحاضنة الشعبية للأسد وبعيدا عن مقرّ حكمه في دمشق، وفي حديثه مع "زمان الوصل" أقرّ مدرس اللغة العربية بعدم معرفته بالعلوم العسكرية، وأكد عدم ضلوعه في السياسة، ولكنه قال إن التدمير والقتل كان في المناطق المعارضة للنظام، مؤكدا أن "كل المعارك جرت في الأماكن الخاطئة، بينما كان هناك حرص على إبعاد المناطق التي تضخّ عناصر القتل المجرمة الموالية له عن الخطر".

وأضاف "نعلم ونرى أن قوات الأسد الحقيقية الفاعلة كانت في جبال الساحل، وأن المقاتلين من جبال الساحل، والضباط الذين يقودون العمليات العسكرية في جيش الأسد من الساحل، والطائرات التي تقصفنا ينطلق غالبيتها من مطار "حميميم" في الساحل، وأن استيراد الأسلحة والوقود لجيش الأسد يتم عبر موانئ الساحل، ومع ذلك لم يتم فتح معارك تهدف إلى وقف ذلك على جبهة الساحل.

لا أحد يجهل الأهمية التي تتمتع بها الجبال الساحلية في ريف اللاذقية، ومعظمهم يعلم أن التأثير الحقيقي على نظام الأسد يبدأ من الساحل، وطالما أنهم يدّعون رغبتهم في إسقاط الأسد فلماذا لا يتوجهون إلى المكان الذي يهدم عرشه، هكذا قالت السيدة "فاطمة" النازحة من بلدة "سلمى".
وأضافت تمكن بضعة رجال في جبال "الكبانة" من الوقوف في وجه شراسة وغطرسة قوات الأسد وأذلّتهم، وما تزال تقهر جبروت روسيا وإيران ومرتزقتهم، الجبال تساعدهم والتحصين يحميهم ويقينهم بعدالة قضيتهم يجعلهم واثقون بالنصر.

واسترسلت ماذا لو تمكن الثوار من الوصول الى صلنفة، وتغلغلوا في الجبال حتى "القرداحة" وهذا أسهل من فتح معركة في مناطق سهلية مكشوفة في إدلب أو حلب.

وأكدت أن جميع أبناء ريف اللاذقية جاهزون وفي مقدمتهم ابناها اللذان تعتبرهما "مشروعي شهادة"، وإن "كُتبت لهما فلتكن شهادة في الهجوم وليس في حالة الدفاع أو القصف".

أما العقيد المتقاعد "أبو طارق عبارة" فقد وجه رسالة عبر "زمان الوصل" إلى القادة العسكريين بقوله "تخلصوا من هيمنة الداعمين واستقلّوا بقراركم وعودوا إلى الانطلاقة الأولى، اعتمدوا على أنفسكم في الحصول على احتياجاتكم من عدوكم عن طريق الغارات المفاجئة والعمليات الخاطفة والتوغل في العمق وتدمير المستودعات وقطع الطرق، وتنفيذ الكمائن، استخدموا كافة الأساليب التقليدية والمبتكرة، فالحرب تحتاج إلى إبداع وليس مجرد دفاع أو هجوم تقليدي ولا تدعوا عدوّكم يرتاح أبدا".

وأضاف "تملكون كافة مقوّمات العمل العسكري الناجح من مقاتلين أشداء، وعقيدة قتالية، وهدف نبيل، وجبال تحميكم، ووسائط قتالية جيدة، لا تستسلموا لإرادة دول أو مجموعات متحكمة من خلف الحدود، فهؤلاء لا يريدون لكم النصر، بل يريدون أن تكونوا مطيّة وأداة لأجل مصالحهم ونزاعاتهم السياسية".

ونصح المقاتلين قائلا "استخدموا الأرض والتضاريس والتمويه والخبرة الميدانية والتسلل فلا خيار لكم، فأنتم مشروع شهداء ولا نجاة لكم من الموت إلا بالنصر وإسقاط نظام الأسد وإلا فسوف يقتلكم هو إن انتصر أو يستمر بقصفكم بكل وسائل إجرامه حتى آخر رجل بينكم".

وتابع عليكم أن تجعلوا عدوكم "نظام الأسد ومن معه" في حالة حيرة دائمة بكيفية حماية نفسه من ضرباتكم المفاجئة وغير المتوقعة زمانيا ومكانيا التي يجب أن تصيبه في مقتل، وتجعله ينهار معنويا قبل انهياره عسكريا، لا يجب أن يعرف طعما للنوم ولا راحة في بال.

طارق حاج بكري - زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (137)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي