نظم الفنان السوري العالمي وليد المغربي معرضه الخاص في صالة المركز الثقافي الروسي بدمشق، تحت عنوان «التشكيل بالضوء»، قدم خلاله أول تجربة عالمية في التشكيل بالضوء، باعتماده على الضوء كعنصر أساس في عملية التصوير الضوئي.
تضمن المعرض أكثر من 60 لوحة ضوئية، يظنها المشاهد للوهلة الأولى لوحات زيتية، ليكتشف بعد لحظات أنها لوحات رُسمت بالكاميرا، لتبرز خفايا اللون ومسارات النور وانعكاساته بلحظات زمنية معينة.
حول فكرة التشكيل بالضوء يوضح الفنان وليد المغربي في حديثه لـ «العرب»: «استطعت أن آخذ من مصدر الضوء شعاعا واحدا، وحركته وفق ما أريد، بشكل يتوافق مع حركة العدسة وسرعتها في آلة التصوير، لأحصل بالتالي على رسم تعبيري مؤثر، وبذلك أكون قد أخذت شعاع الضوء بخلاف قاعدة انتشاره المستقيمة في الاتجاهات كلها، لتشكيل لوحة تجريدية تعطي انفعالا مؤثرا للمشاهدين».
ويحاول المغربي الانطلاق من مسألة التصوير الضوئي الواقعي، الذي يجسد الصورة الأرشيفية الوثائقية، والبورتريه، إلى شيء جديد في فن التصوير الضوئي، خارج عن نطاق المفهوم العادي لفن التصوير، وهذه البادرة تعتبر أول تجربة في فن التصوير بالعالم -على حد قوله.
ويطمح الفنان السوري إلى تسجيل فكرته بكتاب غينيس للأرقام القياسية، بعد أن استطاع التسجيل في مجموعة غينيس كعضو مشارك برقم 217538.
ويضيف المغربي: عندما اكتملت الفكرة، وبعد حصولي على عدد كبير من اللوحات، أخبرت مجموعة غينيس قبل أن أقيم أي معرض، وقلت لهم لديَّ فكرة للرسم بالكاميرا والتشكيل بالضوء، فأعطوني رقم اشتراك بغينيس، لكن الفكرة لم تسجَّل بعدُ بكتاب غينيس، وسيأتي مندوبو موسوعة غينيس في دمشق لزيارة المعرض، ومن ثَمَّ سنستكمل بقية الإجراءات لتسجيل الفكرة.
ويرى المغربي أن الضوء هو الأساس باللوحة، والناس يرون الأضواء ساكنة جامدة في مكانها عدا المتحرك مثل السيارات والألعاب النارية... إلخ، لكنك إذا وقفت مثلا على جبل قاسيون لتطل على مدينة دمشق، سترى الأضواء ساكنة في محلها، مضيفا: أنا فكرت أن أخرج بهذه الأضواء من الجمود والسكون إلى الفعل والتفاعل بالفضاء الموجودة فيه، لأعمل لوحة فنية بهذه الأضواء. وهي فكرة نوعية لم تخطر ببال أحد، فالناس ملوا من الصورة العادية. وفي النهاية سيأتي فنانون آخرون ليبنوا على هذا العمل في التصوير ويطوروه.
وعن كيفية التقاط الصورة أوضح المغربي: «من خلال فتحة العدسة المناسبة واختيار السرعة المناسبة، أصنع لوحة فنية بالتصوير الضوئي، ممكن التقاط الصورة بالليل أو النهار، تكنيك التقاط الصورة يتبع لرؤية شخصية ذاتية فنية، لا يستطيع عملها إلا المصورون المحترفون الذين يبدعون في هذا العمل».
ويشير الفنان السوري إلى أن لوحاته من الممكن أن تكون لمدينة بألوانها وأشكالها المختلفة، أو ربما لشارع أو لأضواء النجوم والقمر، فالفكرة ألا يكون القمر في الصورة هو الشيء الجامد كما تعرفه الناس.
ويستخدم المغربي في التقاط صوره، أية نوعية من آلات التصوير، فيما عدا «الأوتوماتيك ديجيتال»، وشريطة أن تكون الكاميرا «professional»، تستخدم العدسات والزوم، وليست عادية.
ويعتبر المغربي تجربته نقلة نوعية تعطي انفعالا يؤدي إلى رؤية داخلية وجمالية عند الشخص، وممكن أن تعطي إيحاء انطباعيا بحيث يتفاعل معها كل إنسان يراها، و «إذا كان لديك لوحة في المنزل ستشغل بالك طيلة الوقت وأنت تفكر في مغزاها وماذا تعني».
وتمنى المغربي من الزوار ومحبي فن التصوير أن يتفهموا هذا النوع الجديد من التصوير الضوئي، وأن يعرفوا أن كل شيء تقليدي يمر عليه الناس مرور الكرام، معتبرا أن بعض زوار المعرض ذُهلوا باللوحات وكل شخص يفهمها كما يراها، والبعض الآخر استهجنوها، فهي شيء غير مفهوم بالنسبة لهم.
يُشار إلى أن وليد المغربي من مواليد السويداء بسوريا عام 1955، وهو عضو النادي العالمي للتصوير الضوئي، وعضو نادي التصوير الضوئي في سوريا، أقام العديد من المعارض المهمة في سوريا والعالم، كمعرض ذاكرة وتراث في سان دييغو في الولايات المتحدة عام 2004، ومعرض سوريا تاريخ وحضارة في لبنان عام 2003، ومعرض فنون تراثية في ميتشيغن بالولايات المتحدة، ومعرض تراث وحضارة في الأردن عام 2005. ومعارض أخرى في بوسطن ونيويورك وألمانيا.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية