يعكف المخرج التركي "عمر ساريكايا" على تصوير فيلمه الجديد (عزيزي إيلان: بحر الموت Aylan Baby: Sea of Death" الذي يجسد قصة الطفل السوري "إيلان كردي" الذي غرق مع شقيقه ووالدته في أيلول/ سبتمبر 2016.
ونشر "ساريكايا" على صفحته في "فيسبوك" العديد من الصور الخاصة بالفيلم الذي يتم تصويره في مدينة بودروم التي شهدت غرق الطفل "إيلان"، ويشارك فيه الممثل العالمي "ستيفن سيغال" والممثلة التركية الألمانية "ويلما إيليس" والمنتج والممثل التونسي "علي صبري بلعيد" وعدد من الممثلين الأتراك والأمريكيين والعرب.
وقال "بلعيد" في تصريح لـ"زمان الوصل" إنه يلعب دور "عبد الله" والد الطفل "إيلان"، إضافة لكونه مديراً مساعداً لمخرج وكاتب القصة، وأضاف أنه قرأ قصة الفيلم فوجد أنها قصة درامية مذهلة تتحدث عن اللاجئين وكيف يحاولون الانتقال من بلدهم إلى أوروبا عبر تركيا، وتسليط الضوء على تجار البشر الذين يستغلون حاجة اللاجئين للبحث عن الأمان والهرب من الموت من أجل المكسب المادي بغض النظر عن مخاطر الرحلات غير الشرعية عبر البحر. وأكد "بلعيد" الذي يعيش في استوكهولم إن الفيلم المستوحى من القصة الحقيقية لا يركز على قصة "إيلان" وحسب، بل يسلط الضوء على قصص إنسانية أخرى تتعلق بلاجئين آخرين وإظهار أشياء حقيقية تحدث لكل شخص يغادر بلده في رحلة أمل، ولكنها لا تلبث أن تتحول إلى رحلة موت في النهاية.
وأشار محدثنا إلى أن الفيلم المتوقع إنجازه في العشرين من تموز يوليو الحالي هو الأول من نوعه الذي يتطرق إلى مأساة الشعب السوري من زاوية أخرى مجسداً لقصة واقعية بكل تفاصيلها بعيداً عن الأدلجة أو الأبعاد السياسية.
ورفض أفراد من عائلة الطفل السوري، "إيلان الكردي"، تصوير الفيلم وقالت "تيما كردي" عمة إيلان المقيمة في مدينة "فانكوفر" الكندية لقناة "CBC" إن "قلبها مفطور (...) وهذه الفكرة مرفوضة"، مضيفة أن فريق الفيلم لم يستشر عائلتها قبل تصويره.
وأكدت عمة "إيلان" أن والد الطفل المقيم في العراق، "عبد الله كردي"، هو من أخبرها بموضوع الفيلم، مضيفة "لقد اتصل بي وكان يبكي، وقال لي إنه لم يكن يتصور أن ابنه الميت سيعود إلى الحياة مجدداً (من خلال الفيلم)".
وكانت عمة الطفل قد نشرت قبل عام مذكرات لإيلان بعنوان "الطفل على الشاطئ"، وقالت إن العائلة رفضت عددًا من العروض لتحويلها إلى فيلم.
فيما أكد مخرج الفيلم أن الفيلم لا يركز على قصة الطفل "إيلان"، بل يعالج أزمة اللاجئين بشكل عام مضيفاً أن الهدف منه ليس تجارياً موضحاً أن عائدات العمل ستخدم قضية اللاجئين وأن كل العاملين عليه متطوعون ولن يتقاضوا أي أجر.
ووجد جثمان الطفل "إيلان" مرميا على شاطئ في تركيا، حيث غرق مع العديد من أفراد عائلته أثناء محاولتهم بلوغ جزيرة يونانية، وقذفت أمواج البحر الجثة إلى الشاطئ، الأمر الذي لفت الأنظار للأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب في سوريا ووسعت الدعوات للتضامن مع اللاجئين السوريين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية