انتشرت بعض الأمراض مع دخول فصل الصيف وارتفاع دراجات الحرارة بريف دير الزور، حيث سجل مشفى بلدة "الكسرة" 40 حالة إسهال وارتفاع حرارة للأطفال يوميا.
وأفاد مصدر طبي باستقبال أكثر من 75 حالة إسهال وارتفاع حرارة بين الأطفال خلال يومين في مشفى "الكسرة" رغم ضعف الإمكانيات، مشيرا إلى انتشار مرض جدري الماء بسبب تلوث المياه بالدرجة الأولى وتلوث الهواء وعدم توفر الوعي لدى أغلب الأمهات.
وقال المصدر إن المشفى يعاني من نقص الكوادر الطبية المختصة وشح في أغلب الأدوية المطلوبة لعلاج هذه الأمراض، ورغم النقص الدوائي والإمكانيات البسيطة فهم يبذلون جهدهم.
وفي السياق، قال الدكتور "طارق الحسن" في بيان مصور إنهم يستقبلون حالات كثيرة من القصور الكلوي سواء المزمن أو الحاد والأخير يمكن معالجته سريريا، أمّاالمزمن، فالكلى تكون تالفة ويحتاج المريض لغسيل دم وهذا غير متوفر بالمشفى لذا فهم يرسلونها للمشافي الأخرى.
وأضاف الطبيب إن المشفى يحتاج إلى 4 أجهزة لغسيل الكلى لتقديم الخدمة لمرضى الكلى، مشيرا إلى توفر خدمة التحاليل المخبرية وتصوير الإيكو والخدمات الطبية الأخرى.
و مشفى "الكسرة" الوطني هو الوحيد العامل على مدار 24 ساعة منذ تشرين الثاني نوفمبر/2017 بخط "الجزيرة" بين مدينتي دير الزور والرقة، ويقدم الخدمات المجانية لغالبية السكان والعسكريين عبر مجموعة من أطباء الجراحة وبعض الممرضين الخبراء، لكن بعض الأخطاء الطبية ظهرت مؤخرا إلى جانب وجود فساد في استجرار الأدوية اقربت مدة صلاحيتها من الانتهاء.
ويتكون كادر المشفى، الذي عمل لشهرين دون أجر من 4 أطباء أطفال و3 لأمراض الداخلية و2 نسائية و4 أطباء عصبية وجراحة عامة وعظمية وبولية إلى جانب 4 مساعد جراح و15 ممرضا و3 أطباء تخدير.
ويتلقى المشفى منذ بداية 2018 المال والدعم من منظمة "ميديكال ريليف"، التي تعاقدت مع بعض الأطباء من الاختصاصات غير المتوفرة براتب أكثر من 1000 دولار بدوام مدته 48 ساعة بالأسبوع ونصف ذلك تقريبا وللمرضين المتعاقدين مع المنظمة، لكنهم لا يلنزمون بالدوام، وفق الأهالي.
وأكد الأهالي أنه رغم الخدمة المجانية فإن القابلات في قسم النسائية وعددهن 4 يفرضن على المراجعات دفع رسوم معاينة وسط تغاضي إدارة المشفى عن محاسبتهن أو ردعهن بحجة الحصول على "الحلوان" من أهل الطفل المولود.
* أدوية بمدة صلاحية قصيرة
يقول المصدر الطبي إن مدير المشفى الصيدلي "أحمد العمير" و المدير الإداري مع أحد الممرضين يقدمون عروضا وهمية باسم مستودعات أدوية لدخول المناقصات التي تعلن عنها لجنة الصحة التابعة لمجلس دير الزور حين يحتاج المشفى والمستوصفات لشراء أدوية لترسي المناقصة عليهم أو على المستودعات "شام" و"التقوى" و"الخير" وفي الحقيقية مصدر الأدوية الحقيقي هو مستودع "التقوى" بالرقة.
ولأن مدة انتهاء صلاحية هذه الأدوية قصيرة (شهر تقريبا)، فهم يشترونها بسعر رخيص، لكنها على الفواتير تكون بأسعارها العادية أو مرتفعة، فعلى سبيل المثال: ديكسا حقنة يشترونها من المستودع بسعر 25 ليرة سورية فقط لكنها بالفاتورة تساوي 200 ليرة سورية وهكذا.
وما يساعدهم في تصريف هذه الأدوية دون مشاكل تقريبا، هو أن هذه الأدوية توزع مجانا على المرضى في المشفى الوطني، باستثناء الأدوية غير الموجودة يتم شراؤها من خارج المشفى، لكن بعضها انتهت صلاحيته داخل المشفى مثل: (رانتدين، فيتامين k، فلاجيل فلاكون) وامتنع بعض الممرضين عن استخدامها، وفق المصدر.
من طرفها مستودعات الادوية، تبيع هذه الأدوية بسعر رخيص حتى لا تجبر على إتلافها بعد أسابيع نتيجة انتهاء الصلاحية، وهكذا ترسل الأدوية إلى مستودعات لجة الصحة بمجلس دير الزور، ثم تصل إلى مستودعات المشفى وهي أكثر قربا من موعد انتهاء الصلاحية، فتستخدم لأيام وبعدها تحمل الأدوية التي تولد أعراضا جانبية مباشرة بسيارة شحن لإتلافها بمنطقة "الظهرة" بمحيط "الكسرة" ليطلب المشفى مجددا أدوية جديدة وهذا يصب في مصلحة رئيس مجلس دير الزور ولجنتي المالية والصحة وإدارة المشفى.
وكثرت في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) محلات الصيدلة (صيدليات لا يديرها صيادلة) دون وجود ترخيص صيدلي إلى جانب انتشار وباء تزوير الشهادات الطبية وغض النظر عن ذلك من قبل سلطة الأمر الواقع بهذه المناطق.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية