أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دار الأوبرا السورية تشعل شمعتها الخامسة

تحتفل دار الأوبرا السورية خلال شهر مايو الحالي بالذكرى الخامسة على تأسيسها، وقد أعد القائمون عليها احتفالية خاصة تضمنت نشاطات متنوعة، أهمها عرض باليه «روميو وجوليت» لفرقة باليه البولشوي البيلاروسية، الذي قدم على مسرح دار الأوبرا ولمدة خمسة أيام متواصلة، وهو يتألف من ثلاثة فصول مأخوذة عن مسرحية شكسبير.


وتضمن الحفل الرئيسي الذي أقيم أول أمس عرضا مسرحيا راقصا بعنوان «ستائر من ضفائرها» لفرقة إنانا للمسرح الراقص، إضافة إلى عرض فيلم تلفزيوني لمدة 10 دقائق، تناول أهم العروض التي استضافتها دار الأوبرا خلال سنواتها الخمس، وأمسية موسيقية وغنائية قدمتها الفرقة الفيلهارمونية السورية، وكورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا.


ونظمت إدارة الدار معرضا للملصقات الإعلانية، ضم حوالي 60 ملصقا، تذكر بأهم العروض التي قدمتها الدار، منذ عام 2004 وحتى اليوم من أمسيات وعروض مسرحية وموسيقية.
وكان عام 2008 حسب محمد ياسر الأيوبي المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون عاما مميزا بالنسبة للدار، التي شهدت برنامجا ضخما ونشاطات مكثفة لكل الأصناف الثقافية، نظرا لارتباطه باحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، لكن الدار كما يوضح الأيوبي: «تختص بجزء معين من الطيف الثقافي الذي هو فن العرض، وعلى مستوى هذا المجال سنحاول أن يكون هنالك زخم معين هذا العام».
ويرى الأيوبي  في حديثه  لـ العرب أن الدار أسهمت في خلق حراك ثقافي سوري، من خلال تكريسها تقاليد معينة للحضور والمكان والمستوى الاحترافي بكل تفاصيله في الدار، فمجرد أن تقدم العروض ويكون لديك جمهور لحضور هذه العروض، حتما ستخلق حراكا ثقافيا، مضيفا: «دار الأوبرا أو المسرح الكبير في أي عاصمة من العالم، هو معلم وطني يؤثر في المجال الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياحي للبلد».


ولا يعتقد الأيوبي أن جمهور دار الأوبرا نخبوي، ويرى أن «جمهور العروض قبل دار الأوبرا كان نخبويا، كما أن جمهور المسرح نخبوي على مدى سنوات طويلة، بمعنى النخبة المثقفة من المهتمين أو العاملين بالثقافة، أما بعد دار الأوبرا، فهنالك جمهور من كل الشرائح والفئات خاص بدار الأوبرا يأتي كل أول شهر، ليأخذ برنامج الدار الشهري، ويختار العروض التي سيحضرها، معتبرا أن «الجمهور لا يمكن أن يكون نخبويا لأن أسعار الدار نوقشت في مجلس الشعب السوري».


وينفي مدير الأوبرا أن يكون الطابع العام لعروضها غربيا، موضحا أن العروض الأجنبية خلال السنوات الخمس كانت بالتنسيق مع السفارات والمراكز الثقافية، و «من يرى برامج الدار يدرك أن النسب مقبولة ومتوازية بين العروض السورية - العربية والغربية، استضفنا العام الماضي 11 أسبوعا ثقافيا عربيا، فالدار خصصت لتقديم الإبداع السوري - العربي والعالمي».
وأكمل الأيوبي: في مجال المسرح مثلا، ورغم وجود جهة مختصة به، قدم أفضل المخرجين السوريين عروضهم على خشبة مسرح الدار، مثل نائلة الأطرش، غسان مسعود، وليد قوتلي، وجهاد سعد، إضافة إلى استضافة المخرجين الشباب مثل ياسر عبداللطيف، نوار بلبل، رامز الأسود وآخرين، وسنقدم هذا الشهر تجربتين للشباب أيضا».


ويرجع الأيوبي سبب عدم وجود فرق موسيقية أو مسرحية خاصة بدار الأوبرا إلى أن الدار خلال السنوات الخمس الماضية، كانت في مرحلة تهيئة على مستوى البيئة الإدارية والتنظيمية، الفرق الموسيقية موجودة في سوريا، لكنها بحاجة إلى بيئة إدارية وأرضية مالية، ومن مهام الدار تشكيل خمس فرق هي: أوركسترا الموسيقا العربية، أوركسترا السمفونية، جوقة الغناء العربي، جوقة الغناء الأوبرالي، وفرقة الباليه، مشيرا «أنه ليس من مهام الدار تشكيل فرق مسرحية، فهي من مهام جهات أخرى مختصة بالمسرح، لكننا نقدم عروضا مسرحية وندعم الفرق المسرحية».


وتعتبر أسعار دار الأوبرا حسب مديرها العام رخيصة مقارنة مع دور الأوبرا في العواصم العربية والأجنبية، حيث تتراوح أسعار البطاقات ما بين 6 دولارات للعروض العادية إلى 30 دولارا للعروض الكبيرة، وتخصص الدار بطاقات لتناسب جميع الشرائح، و «لا يستطيع المواطن السوري حضور نفس العروض بنفس السعر في دور أوبرا عربية أو غربية».
ويعتقد الأيوبي أن الجمهور السوري يعتبر هذه الأسعار ممتازة، خاصة الطلاب، فهي «أسعار مدعومة من الدولة بنسبة %80، معظم الحكومات تدعم المسارح الكبرى، لكن ليس بنفس النسبة التي لدينا».
وفيما إذا كانت الدار تستطيع تغطية نفقاتها يقول الأيوبي: الحقيقة نحن هيئة وطنية، لذلك تدعم الحكومة ميزانيتنا، لكنها تطلب منا عندما نأخذ الميزانية تحقيق نسبة معينة من الإيرادات، مثلا الإيرادات %100 تطلب الحكومة %20 منها، هذه النسبة نستطيع تحقيقها وتوفيرها لتدعم مشاريع أخرى، مثلا نستطيع تحقيق الوفر من خلال مشاركة جهات داعمة وراعية، كالمؤسسات الاقتصادية التي لديها الوعي التنموي وتستطيع المشاركة في مشاريعنا.


وتمنى مدير الأوبرا أن تعزف الأوركسترا السمفونية حديثة العهد في قطر على مسرح دار الأوبرا السورية، فهي تضم عازفين سوريين، و «هذه الفكرة الجذابة تلح في ذهني منذ زمن، أريد أن أنهي الاحتفالية الخاصة بالدار، ثم سأتصل بمدير الأوركسترا القطرية، لدي أفكار ومقترحات كثيرة، لكنها بحاجة لمشاركة من الجهتين لأن تكاليفها عالية».


ودعا الأيوبي كل فنان عربي لديه مشروع معين، للتعاون مع دار الأوبرا، فهي مفتوحة للجميع.
وعن المشاريع القادمة أوضح الأيوبي أنه: «ثابت لدينا حتى الآن مهرجان دمشق السينمائي الدولي، ونخطط لإنتاج عرض أوبرا بمشاركة سورية فنية واسعة، وفعاليات أخرى تنضوي تحت المساهمة السورية في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، فكل فعالياتنا خلال هذا العام تحمل شعار القدس عاصمة الثقافة».


تضم دار الأوبرا مجموعة من الأعمال الفنية التشكيلية والمنحوتات لفنانين سوريين بارزين، مثل مصطفى علي، أسعد عرابي، أكثم سليمان، سهيل بدور، محمد بعجانو وآخرين.
يشار إلى أن دار الأوبرا التي صممها ونفذها مهندسون سوريون لتتناسب مع البنية المعمارية لمدينة دمشق، تضم ثلاثة مسارح: المسرح الكبير أو مسرح الأوبرا ويتسع لحوالي 1335 متفرجا، ومسرح الدراما ويستوعب 662 متفرجا، والقاعة متعددة الاستعمالات وتحتوي 237 مقعدا على عربات متحركة لتتناسب مع نوعية العروض، كما تحتوي قاعة الباليه الاختصاصية، وأخرى للمعارض في بهو الدار.
 
  

عمر عبد اللطيف – العرب القطرية
(288)    هل أعجبتك المقالة (337)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي