أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ميتانيا عيسى" فنانة سورية تعزف على وتر الكلمات والألوان

ولدت ميتانيا في مدينة "عفرين"

في صالة عرض بمبنى ملتقى الثقافات بمدينة "هانوفر" الألمانية تقف الشابة السورية "ميتانيا عيسى" وهي تشرح لرواد معرضها الثاني دلالات ورموز لوحاتها التي نفذتها بطريقة الحرق على الخشب، وهي الهواية التي برعت فيها منذ سنوات إلى جانب كتابة قصائد الشعر بثلاث لغات، في تجاور إبداعي جمع بين الموهبة والمغامرة.

ولدت ميتانيا في مدينة "عفرين" وسكنت بحلب المدينة واضطرت لترك المدرسة في الصف السادس عام 2011 وعادت مع عائلتها إلى "عفرين"، ولم تكن قد بلغت الحادية عشرة من عمرها، ومع اشتداد الحرب اضطرت للخروج من مدينتها مع عائلتها واللجوء إلى كردستان العراق في خريف 2015، ومن ثم إلى تركيا وإلى اليونان عبر البحر، وواصلت رحلة لجوئها إلى مقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا ليستقر بها المقام في ألمانيا.

وتروي ميتانيا لـ"زمان الوصل" أنها تعلمت في بداية لجوئها اللغة الألمانية بمفردها من خلال "اليوتيوب" ودون كورسات أو دروس، وبالاختلاط مع أصدقائها الألمان تمكنت من الوصول إلى المرحلة B2 والتسجيل في مدرسة مهنية بمدينة "هانوفر" التي تقيم فيها منذ العام 2015، وتعتمد مناهج المدرسة -حسب قولها- على تدريس حرفة الإبداع الفني وتعزيز الإمكانات الفردية.

وتميل "ميتانيا" إلى استخدام الرسومات المختلفة كرسومات الجرافيك والقصص القصيرة، التي تُجسد من خلالها حالات معينة باستخدام اللوحات والرسومات المتنوعة، كما تعبر عن كُلّ ما تشعر به وتعمل على سكبه في قالب فني مميز، حيث يشهد لها الجميع برسوماتها التي تنم عن إحساسٍ داخلي، وليس مجرد رسومات فقط.

غير أن التجربة الأبرز في موهبة الفنانة الشابة هي تجربة الرسم على الخشب بتقنية الحرق مستخدمة قلم رصاص للتخطيط والمسطرة وقلم الحرق وآلة أشبه بآلة الوشم تعمل على الكهرباء.

وأنجزت العديد من اللوحات ومنها –كما تقول- لوحة نفذتها على "آلة الكاخون" وهي آلة عزف كردية اعتادت العزف عليها، ودونت بجانب الرسمة كلمة "حرية" (AZADÎ) بلغتها الكردية.

وتروي الفتاة الموهوبة أنها اعتادت على كتابة قصائد بسيطة عن أحداث جرت خلال حياتها منذ أربع سنوات، مشيرة إلى أنها بدأت كتابة الشعر في الثالثة عشرة من عمرها، وتمحورت قصائدها آنذاك حول الحياة والحب وحقوق الإنسان والفقر الذي يعاني منه الناس؟

ولفتت إلى أنها كانت تكتب لذاتها في البداية، ولم يكن لديها دافع لإظهار ما تكتبه للعلن، بل تحتفظ به لنفسها، ولكنها أيقنت بعد ذلك أن كتاباتها ليست لنفسها وشخصها فقط بل للآخرين.

في حفل نجاحها في الدبلوم ألقت "ميتانيا" قصيدة عن الاندماج باللغة الألمانية، وتم وضع القصيدة التي حملت عنوان "Öffnet eure Augen" (افتحوا أعينكم) في كتاب المدرسة نهاية عام 2016.

ومن الموضوعات التي شغلتها وكتبت عنها في قصائدها -حسب قولها- الفقر والظلم والحرب و"السياسة"، التي هي سبب كل ما جرى ويجري للبشر من كوارث ومآس وحروب.

وتشعر "ميتانيا" برابط حميمي يشدها إلى الأمكنة التي ولدت وعاشت فيها طفولتها وحول ذلك تقول "المدرسة في عفرين كانت تعني لي كل شيء، وكذلك الدكانة الصغيرة بجانب دارنا، وكان لدي الكثير من الأصدقاء ولكنني للأسف الشديد خسرتهم بسبب الحرب".

وأشارت إلى أن روحها منقسمة بين "كُردستان، أرض الجذور"، وسوريا التي ترعرعت فيها وأصبحت اليوم مدمرة بسبب الحرب التي تفتك بها.

واستدركت محدثتنا: "كنت أسأل نفسي! ماذا يعني أن يكونَ الإنسان بلا وطن؟! وبدأتُ أكتب عن هذا الموضوع وعن استنتاجاتي، في البداية كنتُ أكتب عن طفولتي لأني لم أعش طفولة حقيقية".

وتحلم بأن تحصل على شهادة البكالوريا "Abitur" حيث تدرس الآن في مدرسة مهنية بمدينة "هانوفر" لتحجز مقعداً في الجامعة، آملة بأن تحصل بعد التخرج على وظيفة جيدة تتناسب مع اهتماماتها وشغفها بالشعر والفن، وأن تكون قادرة على خدمة الوطن بعد أن تنتهي الحرب.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(266)    هل أعجبتك المقالة (324)

Mîco kulek

2019-05-16

دمتي فخراً لكل كردي وكردية في أجزاء كردستان herhebi.


Bahoz

2019-05-16

موفقة ماموستا ميتانيا.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي