عن دار "انتر أسست" الألمانية صدر للكاتب السوري الساخر "أحمد عمر" كتابه الجديد "الحورية العثمانية"، وهو عبارة عن "نصوص ساخرة ومرحة، ترش السكر الأبيض على الأحزان السوداء" -كما جاء في التعريف بالكتاب- الذي يقع في 188 صفحة من القطع المتوسط، ولا تخلو نصوص الكتاب وهو الرابع لعمر صدوراً في ألمانيا، بعد رحلة لجوئه إلى "ديار العمة ميركل" -كما سماها في أحد كتبه- من رشقات من النقد السياسي والاجتماعي، عبر بطليها الراوي ونوري، اللذين يبدوان وكأنهما "دون كيشوت" و"سانشو"، أحدهما يمثل صوت العقل والحكمة والفطرة، والثاني صوت الجسد والطيش والغريزة.
وأشار الكاتب المتحدّر من مدينة "عامودا" في محافظة الحسكة لـ"زمان الوصل" إلى أن مجموعته "الحورية العثمانية" التي وشي غلافها بصورة عشيقة عنترة "عبلة" للفنانة المغربية "وفاء شرف" تختلف عن مجموعاته السابقة في أمرين: الأول في وحدة القصص من جهة الوقائع والأبطال، والثاني في ظرفها، مضيفاً أن عمله الجديد "عبارة عن نصوص قصصية سريعة وقصيرة، تنتهي بلسعة تشبه لسعة النحلة بعد رقصة كرقصة الفراشة" كُتبت بين عامي 2014 و2015 ما بين تركيا وألمانيا.
وحول المقصود بعنوان مجموعته "الحورية العثمانية" أوضح "عمر" بأسلوب المفارقة الذي اعتاده أن "الحورية هي صبية تعمل في سوبر ماركت استوقفت الراوي وهو يشتري خبزاً، فرأت كتاباً باللغة العربية (العثمانية) فهتفت: كتاباً، وتصفحت الكتاب وهي لا تفقه حروفه، فنزل المطر بعد تلك الواقعة في الربع الخالي".
وحول إطلاق اسم "أيام ويوميات" كعنوان فني للمجموعة أوضح صاحب "خلاف المقصود" أن "اليوميات معروفة في الأجناس الأدبية أما الأيام فهي أعظم، الأيام هي التي تقع فيها الملاحم العظيمة والأسفار، كما قولنا أيام العرب، مثل "يوم حليمة ويوم الفجار ويم داحس والغبراء"، مضيفاً أن لوحاته القصصية في "الحورية العثمانية" تجمع بين القص، والحكي الكردي المترجم عربياً، في الحوارات بين البطلين الكرديين، الشاب والأقل شباباً، وربما أخذ السرد الوجد فأشرق ببعض الإشراقات ولعلها كذلك للراوي.
وتابع الكاتب الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات من وحي مجموعته الجديدة أن "السوري لم يكن قادراً على السفر المستحيل وخيطه مربوط في كف النظام، ثم وقعت الواقعة فنزح بعضنا من غير جواز أو تأشيرة، وهم الأشداء أما الفرسان فنزحوا إلى الجنة واضطررنا إلى السياحة الإجبارية، وفضائل الأسد علينا لا يمكن عدّها".
وأردف أن السوريين اقترفوا "الهروب الكبير"، أما الباقون فهم إما أبطال، وأما أناس فضلوا الدفاع عن بعض متاع الدنيا فذهبوا ضحاياها، الوطن وحب الوطن كذبة، لم يكن وطناً قط".
و"أحمد عمر" كاتب سوري ولد في "عامودا" بريف الحسكة وعاش معظم حياته في حمص قبل أن يهجر إلى ألمانيا، يكتب القصة والمقالة بأسلوب ساخر بشكل أسبوعي في عدة صحف ومواقع إلكترونية، ومن أعماله القصصية السابقة "مقصوف العمر" "قلب الدراق" "شارلز بن ديكنز" "حرب أهلية" "خلاف المقصود" رواية -"هدهد في زجاجة"، ومجموعته هي كتابه العاشر، ومن المقرر أن يكون إصداره القادم بعنوان "أست العنزة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية