"الكراكيز تلك الدمى المعلقة بخيوط، والتي كنا في الطفولة نتهافت على المسارح لرؤية استعراضاتها البسيطة فنمتلئ فرحاً وبهجة، هذا الشعور الجميل الممزوج بالبراءة كان دائماً مانعاً لبروز تساؤل يقبع في خواطرنا، من هو محرك الكراكيز".
بهذه العبارات الملغومة يقدم الكاتب السوري الساخر "أحمد عمر" ورسام الكاريكاتير المغربي "أيوب بوهوشي" مشروعهما الجديد "كركوزاتي"، وهو صحيفة إلكترونية ساخرة انطلقت منذ أيام تعتمد على النص الناقد المكثف والرسم الكاريكاتيري الحدسي المعبر.
وأشار الكاتب "أحمد عمر" لـ"زمان الوصل" إلى أنه كان يخطط لإصدار صحيفة ساخرة ليس من أجل الشهرة، "وهي رغبة كل ناشط"، وإنما لغسيل الآثام كما تغسل الأموال.
وكشف الكاتب المتحدر من مدينة "عامودا" في ريف الحسكة، أنه اقترح المشروع على صديقين رسامين، ولكنهما كانا مشغولين دائماً فاتفق مع الرسام "أيوب بوهوشي".
وأضاف "عمر" بأسلوبه الهازل "عقدنا العزم من خلال هذا الاتفاق على أن تحيا الجزائر وأخواتها فأشهدوا فأشهدوا"، لافتا إلى أن صحيفة "كراكزاتي" ستهتم بقضايا الوطن العربي والجيران العجم والديلم من الناحية السياسية والفنية والاجتماعية.
وتابع بنبرة استهزاء: "غايتنا ليس قلب الحكومات معاذ الله فنحن نريد أكبادها ونريد أعضاءها الحيوية من كلى وأمعاء غليظة من أجل زرعها في الديناصورات".
ونوّه "عمر" إلى أنه سيحرص مع زميله "أيوب" على المساواة بين الكلمة والريشة مضيفا بأسلوبه الفكاهي: "نريد تحقيق الانسجام والتجانس، وسيكون الرسم موافقاً للاسم ونعيش في تبات ونبات إلى أن ندحر الذئاب والذئبات".
وحول اختيار تسمية "كركوزاتي" لمشروعهما أوضح "عمر" أن الفنان "أيوب" وضع حجر الأساس واختار هذا الاسم مع أنه مغربي، وكلمة "كراكوز" ليست معروفة هناك واستدرك صاحب "هدهد في زجاجة" أن هناك أغنية عراقية وطنية تقول: "نبوخذ نصر شيّد بيت وعلاه صدام حسين.. وأيوب شيد وأنا أريد أن أرفع الصرح".
وبدوره قال الفنان المغربي "أيوب بوهوشي" الذي عمل في مؤسسات إعلامية عدة ومنها "سوريا 24" و"شبكة آرام الإعلامية"، وحصل على 5 جوائز عن رسوماته الكاريكاتيرية لـ"زمان الوصل" إن الكاريكاتير سلاح قوي في مجال الصحافة لأنه يصل بسرعة إلى القارىء البسيط.
وأردف "عندما لاحظت أن جلّ المواقع الإلكترونية تنقل نفس الخبر بنفس الطعم قررت إنشاء موقع ساخر ينقل للمواطن همومه بسخرية وبطريقة مختلفة عما تعود عليه"، مضيفاً أنه اتفق مع الكاتب "أحمد عمر" لأنه يرسم بشكل رائع وساخر بالكلمات وأنا أرسم بالريشة لكي ننقل هموم المواطن على مبدأ قول المتنبي "وكم في مصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء".
وأوضح محدثنا أن صحيفة "كركوزاتي" عبارة عن منصة للأعمال الساخرة المستوحاة من واقع العالم العربي الأليم وما تعيشه الأسر العربية من فقر وتهميش في حياتها اليومية، وما تجده من صعوبات كذلك في كسب قوتها اليومي من جراء سياسات أنظمتها الإستبدادية.
وتابع أن الصحيفة ستركز على إبراز الهوة التي تتسع سنة بعد سنة بين الأنظمة والطبقة الغنية المستفيدة من جهة، وبين الطبقة الفقيرة والهشة، وهي الغالبية العظمى من جهة أخرى"، كل هذا –حسب قوله- سيكون في قالب هزلي مشوّق يرفه ويوعّي المتلقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الآن ذاته.
واستطرد محدثنا أن "الإنسان العربي يعيش اليوم في مجتمع لا يقرأ مع أنه ينتمي إلى أمة إقرأ ولذلك قرر مع عمر اعتماد الصورة الكاريكاتيرية".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية