لم تشأ وسائل إعلام النظام أن تفسر أسباب الغزل والمديح الذي انهال به أعضاء مجلس الشعب على وزير السياحة بشر يازجي، سوى القول بأن الوزير قدم عرضاً مقعناً خلال الجلسة التي تم تخصيصها لمناقشة خطة الوزارة وأبرز إنجازاتها، حيث كشف عن مليارات الليرات التي استطاع أن يدخلها إلى ميزانية الدولة منذ توليه منصبه قبل نحو خمس سنوات.. غير أن حقيقة الأمر أن بشر يازجي هو الوحيد الذي استطاع الاحتفاظ بمنصبه خلال التغيير الوزاري الذي أنهى العمل بحكومة وائل الحلقي وأتى بحكومة خميس، ما يجعله مهاباً من هذا الجانب.. كما أنه وافق مؤخراً على اقتراح أعضاء مجلس الشعب بمنحهم أسعاراً مخفضة تصل إلى نحو خمسين بالمئة، على استخدامهم للفنادق والمطاعم والمنتزهات التابعة لوزارة السياحة.. فكيف سينتقدونه وقد سد أفواههم..؟!
بشر يازجي، يمتاز كذلك بمواصفات إضافية، فهو يمتلك وجهاً جميلاً وقواماً رشيقاً لا يمكن مقاومته، وربما ذلك يفسر الملاحظة التي أبدتها وسائل إعلام النظام، من أنه حتى "السيناتور" محمد قبنض، امتدحه، وهو المعروف عنه، منذ دخوله المجلس، أنه لا يعجبه العجب ولا الصيام برجب، وقلما ينجو وزير من انتقاده والهجوم عليه.
أما السيدات في المجلس، فكن الأكثر إغداقاً بالمديح على وزير السياحة، واعترفت نائبة تدعى "زينب خولة" أن يازجي استنطقها رغماً عنها، وهي التي لم يسمع أحد صوتها من قبل تحت قبة المجلس..!
يازجي من جهته، وبحسب وصف وسائل إعلام النظام، بدا هادئاً وواثقاً من نفسه وهو يعرض انجازات وزارته، وأخذ وقتاً طويلاً في الشرح، الأمر الذي دفع رئيس المجلس حمودة الصباغ لتنبيهه أكثر من مرة، أنه يتجاوز كثيراً الزمن المخصص لإجاباته.. لكن الوزير أصر على أنه يجب أن يقول ما بداخله، وكيف أنه استطاع أن يحقق معجزة لم يسبقه إليها أحد.. وهي، كيف لبلد تعيش حرباً منذ أكثر من سبع سنوات، بينما لم يتأثر القطاع السياحي فيها كثيراً، حسب وصفه..؟!
وقدّم وزير السياحة عرضاً مضللاً عن الزيادة في أعداد السياح للعام الحالي مقارنة مع العام الماضي، إذ قال بأن الزيادة وصلت إلى 34 بالمئة، بينما بلغت نسبة إشغال الفنادق 4 ملايين ليلة فندقية للعرب والأجانب.
أي بمناقشة بسيطة لهذا الرقم، فهذا يعني أن هناك يومياً نحو 11 ألف سائح.. فماذا لو أن هؤلاء أقاموا عاماً كاملاً في سوريا..؟ هل نستطيع القول بأن عدد السياح هو فقط 11 ألف سائح..؟، لماذا لم يقدم الوزير أي رقم دقيق عن أعداد السياح الذين دخلوا إلى سوريا..؟!
يزول الاستغراب تماماً إذا ما علمنا أن هؤلاء السياح الذين يقصدهم الوزير بكلامهم، إنما هم زوار القبور التاريخية، أو من يطلق عليهم اسم السياحة الدينية.. فهؤلاء وحدهم من ينطبق عليهم وصف الوزير لهم، بالسواح العرب والأجانب، فبعضهم قادم من إيران وافغانستان وباكستان، والبعض الآخر قادم من العراق..
وربما يشكل ذلك سبباً إضافياً، منع أعضاء مجلس الشعب من انتقاده أو حتى مناقشته بالأرقام التي طرحها..
وزير السياحة ذو الوجه الجميل والقوام الرشيق.. حفلة غزل في مجلس الشعب
اقتصاد - احد مشاريع زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية