أطلقت جمعية "روفيفر" (REVIVRE) الفرنسية، أمس السبت، حملة تضامن مع مخيم "الركبان" الذي يعيش قاطنوه أوضاعا مأساوية صعبة، بعد سيطرة نظام الأسد على المنطقة وإطباقه حصارا خانقا على المخيم، ما أدى لانقطاع المساعدات الإنسانية والطبية.
وأعلنت الجمعية، أن مجلس إدارتها صوت بالإجماع على إعالة وتقديم دعوة لـ20 عائلة، تقيم في المخيم، كما طالبت من الفرنسيين تقديم الدعم المالي، مشيرة إلى أن حملة التبرعات مرتبطة مع مصلحة الضرائب الفرنسية، وهو ما سيخفض على المتبرع من قيمة الضريبة التي سيدفعها نهاية العام.
وأوضحت الجمعية الفرنسية، أن من يود التبرع لقاطني مخيم "الركبان" عن طريقها يمكننه الحصول من الجمعية على إيصال تخفيض ضريبي بحوالي 70 بالمائة من قيمة التبرع عند موعد دفع الضريبة السنوية.
كما نوهت أن على المتبرع إضافة كلمة "Al Roukban" عند التحويل البنكي أو الحوالة أو الشيك، مبينة استعدادها لتقديم كافة الاستفسارات عبر معرفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني.
ويبلغ عدد قاطني المخيم نحو 50 ألفا، لا يُسمح لهم بدخول الحدود الأردنية، كما لا يمكن لمنظمات الإغاثة الدولية دخول المخيم، وفي الأيام القليلة الماضية قضى عدد من الأطفال والنساء جراء الجوع والعطش وعدم توفر الدواء.
وتم إنشاء المخيم في صحراء قاحلة على الحدود السورية -الأردنية، على طول 7 كيلومترات وبعمق 3 كيلومترات، ووصل عدد قاطنيه عام 2017 لنحو 100 ألف نازح.
وكان جيش "العشائر" التابع للجيش السوري الحر يسير أمور المخيم، إلى أن سيطر نظام الأسد على المنطقة بدعم روسي، قبل نحو ثلاثة شهور، ومنذ ذلك الوقت تزداد معاناة سكان المخيم يوما بعد يوم، بسبب منع المنظمات الدولية من الوصول إليه.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد دعت ما أسمتها أطراف النزاع في سوريا إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لعشرات آلاف السوريين العالقين في منطقة "الركبان"، محذرة من تدهور أوضاعهم.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "خيرت كابالاري": "مرة أخرى، تعود يونيسيف لتناشد جميع أطراف النزاع في سوريا وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم، لتسهيل وصول الخدمات الأساسية والسماح بها، بما فيها الصحية، إلى الأطفال والعائلات. إنها كرامة الإنسان في حدها الأدنى".
وحذر "كابلاري" من أن "وضع 45 ألف شخص، وبينهم الكثير من الأطفال، سيزداد سوءا مع اقتراب حلول أشهر الشتاء الباردة، خاصة عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد، وفي ظروف صحراوية قاسية".
وأكد أنه "حان الوقت لوضع حد نهائي للحرب على الأطفال، والتاريخ سيحاكمنا، وسيستمر إزهاق أرواح الأطفال، الذي يمكن تجنبه في حالات كثيرة، في مطاردة ضمائرنا".
يشار إلى أن جمعية "روفيفر" (REVIVRE) تأسست في عام 2004، من قبل فرنسيين وسوريين، بهدف دعم سجناء الرأي السابقين في سوريا ومساعدة ضحايا القمع الأسدي، وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، أرسلت قوافل مساعدات إنسانية إلى سوريا، كما تحول قسم كبير من نشاطها إلى مساعدة اللاجئين الواصلين إلى فرنسا.
وأنشأت الجمعية التي يعني اسمها "إعادة الحياة" مكتباً لاستقبال اللاجئين أو طالبي اللجوء السوريين القادمين إلى فرنسا، في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2012.
محمد الحمادي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية