اعتقلت "شعبة الاستخبارات" العسكرية التابعة للنظام، قبل أيام، المدعو "سمير الشحرور" المعروف بـ"المنشار" وهو قيادي سابق بـ"المقاومة السورية" وواحد من أهم عرابي "المصالحة" في حي "برزة الدمشقي"، وذلك على خلفية تهمٍ وُجِهت إليه بقتل شخص مدني موال للنظام في المنطقة.
وقال مصدرٌ خاص، فضل عدم ذكر اسمه، ل "زمان الوصل" إن حادثة الاعتقال جاءت عقب قيام المحامي "خليل تعلوبة" برفع بدعوى قضائية ضد "المنشار" الذي كان يشغل منصباً قيادياً في "اللواء الأول" في حي "برزة"، لضلوعه المباشر في استهداف سيارة شقيقه الصيدلاني وبرفقته ضابطان آخران من النظام منذ حوالي 6 سنوات".
وأضاف "حاول (تعلوبة) على مدار السنوات الماضية الإيقاع بـ(المنشار) حيث عمل سراً على ملاحقته للظفر بأي أدلة جنائية تُثبت صحة ادعاءاته، ومؤخراً عاد وأثار الدعوى لدى المحكمة العسكرية، إثر حصوله على تسجيلات صوتية تعود لـ(المنشار) وتُؤكد أنه استخدم الأجهزة اللاسلكية لإعطاء عناصره الأوامر لاستهداف سيارة أخيه القتيل".
ووفق المصدر ذاته فإن "تعلوبة" قام بالتنسيق مع ذوي الضباط الذين قتلوا مع أخيه الصيدلاني، وأقنعهم بتحريك دعوى قضائية ضد "المنشار"، كما عزز ادعاءاته تلك بقضايا أخرى منها ضلوع "المنشار" بعمليات تهريب بشرية من "دمشق" ومحيطها إلى الشمال السوري، وعمليات خطف بحق عسكريين، بالإضافة إلى قضايا فساد وتلقي رشى مالية من أبناء حي "برزة" لعدم إرسالهم إلى القتال مع النظام.
واستطرد بالقول "استغل (المنشار) علاقاته الواسعة مع عددٍ من الضباط الفاسدين في فترة حصار النظام لـ(الغوطة) الشرقية، وشاركهم حينها المتاجرة بأرواح الضعفاء عبر تهريب السلاح والغذاء إلى المنطقة، الأمر الذي مكنه من جمع ثروة مالية كبيرة". على حد وصفه.
يعدّ "المنشار" أحد أبرز قادة "المقاومة" الذين عملوا مع النظام في حي "برزة"، وكان له دور بارز في تسليم وإيقاف جبهات القتال من جهة الحي، ولا سيما في فترة حصار النظام لمنطقة الغوطة الشرقية، ناهيك عن دوره في تهجير أبناء الحي غير الراغبين باتفاق المصالحة مع النظام إلى الشمال السوري، في شهر أيار/ مايو 2017.
سبق لـ"المنشار" أن حظي قبل نحو عام من الآن بتكريمٍ رسمي من وزارة الدفاع "الروسية" لدوره الكبير في إقناع قسمٍ كبير من أبناء حي "برزة" للالتحاق بصفوف قوات النظام، وتشكيل ميليشيا تتبع لـ"درع القلمون" حاربت تحت قيادته فيما بعد، خاصة في المعارك التي جرت مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في البادية السورية وريفي "حماة" و"حمص".
على الرغم من الخدمات الكثيرة التي قدّمها "المنشار" إلى النظام أثناء سيطرة الأخير على حي "برزة"، وعلاقته القوية مع "الروس" فيما بعد، إلا أنه يقبع حالياً في معتقلات النظام، حاله في ذلك حال الكثيرين من قادة مناطق المصالحات الذين انقلبوا على مبادئ "الثورة السورية" وتورطوا لسنوات بالعمالة لصالح النظام، ثمّ لم يلبث أن تمّ اعتقالهم أو تصفيتهم تحت ذرائع مختلفة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية