أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يفاجئ الجميع بالانسحاب من مواقع بريف اللاذقية

عناصر المقاومة في ريف اللاذقية - جيتي

قبل أيام سحبت فصائل المقاومة السلاح الثقيل من محاور الجبهات بريف اللاذقية إلى مسافة تزيد عن 10 كم، وقد أعلنت تركيا أن الانسحاب شمل كل الجبهات من طرف واحد بعمق يصل إلى 20 كم في بعض المواقع.

لكن ريف اللاذقية شهد حدثا مختلفا عن بقية جبهات محافظة إدلب التي شملها اتفاق "سوتشي" بين الرئيسين التركي "رجب طيب أردوغان" والروسي "فلاديمير بوتين"، تمثّل بسحب جيش النظام لسلاحه الثقيل بعيدا عن الجبهة لمسافة غير محددة، كما انسحبت عناصره من بعض المواقع وأفرغت أكثر من قرية دون إعلان.

الحدث، كان مفاجأة للمتابعين واستعصى عليهم فهمه، فقد أشار المحامي "محمد أبو خالد" من ريف اللاذقية إلى أن خطوة النظام بالانسحاب سبقت انسحاب فصائل المقاومة، وجاءت خارج سياق تطور الأحداث.

وكانت تسريبات عن فحوى الاتفاق الروسي التركي في "سوتشي" أشارت إلى أن الانسحاب سيكون من طرف واحد فقط، وهذا ما حدث في بقية المواقع باستثناء ريف اللاذقية، الأمر الذي دفع للاعتقاد بأن خارطة السيطرة في المنطقة قد تتغير قريبا.

واستغرب المحامي أبو خالد عدم تنسيق الانسحاب مع فصائل المقاومة، وعدم مبادرة تركية لإعلام الفصائل بهذا الانسحاب، وهي لا شك على علم مسبق به، "لقد علمنا به من خلال مراقبة عناصر المقاومة لتحركات جيش النظام".

وكانت "زمان الوصل" انفردت بنشر أنباء عن مصادر خاصة بها تحدثت عن مخطط لعودة فصائل المقاومة إلى بعض مواقعها في جبلي الأكراد والتركمان، واحتمال انسحاب النظام من مواقع أخرى تطلّ على البحر شمال اللاذقية لإفساح المجال بإقامة ميناء فيها للمعارضة.

ولم يستبعد المقدم المنشق "محمد حمادو" ذلك، وتحدث عن الحساسية الخاصة بالنسبة لجبل التركمان ذي الغالبية التركمانية واهتمام تركيا بضمان حقوق هؤلاء، إضافة إلى سعيها لفتح منفذ بحري لمناطق نفوذها في الشمال.

وقال في حديث لـ"زمان الوصل" إذا صحّت هذه الأخبار والتوقعات فإن منطقة الشمال السوري مع إدلب ستغدو شبيهة بقطاع غزة، محاصرة من جهة اتصالها مع مواقع النظام".

وتساءل "حمادو" عن المقابل الذي ستقدمه تركيا وفصائل المقاومة لقاء هذا الحيّز الجغرافي شديد الأهمية، ولم يستبعد أن تسهّل للطيران الروسي استهداف مواقع للمتشددين في إدلب، وأبدى خشيته من أن يستهدف هذا الطيران مواقع للفصائل المعتدلة والادعاء أنه حصل عن طريق الخطأ، ولن تستطيع تركيا وفصائل المقاومة فعل شيء تجاه ذلك.

لا يزال الغموض يلفّ حركة جيش النظام بريف اللاذقية، ومن غير الواضح إلى أين ستسير الأمور هناك، وما إذا كان قد تم الاتفاق عليها بين الرئيسين التركي والروسي، وكيف ستصل المعارضة إلى البحر وفي طريقها إليه تقع منطقة "كسب" ذات الغالبية الأرمنية المغطاة دوليّا.

وكان سبق لثوار ريف اللاذقية تحرير مدينة "كسب" في العام 2014، والوصول إلى البحر عبر قرية "السمرا"، غير أنهم لم يستطيعوا الصمود فيها سوى أربعة شهور، ولم تبادر المعارضة حينها لإنشاء ميناء بحري رغم الأنباء التي أشارت إلى أن الغاية من الوصول للبحر فتح منفذ لها هناك.

عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي