تدريجياً وتباعاً بتنا نرى المشهد الذي كنا في وقت ما نستهجنه لمجرد مشاهدته ونستغربه يتحول إلى ظاهرة أخذ انتشارها بالازدياد وبكثرة تضع أمام من يشاهدها مليون سؤال وإشارات استفهام..؟
أطفال في أعمار مختلفة من خارج أسوار المدارس ومنهم أيضاً التلاميذ وطلاب مدارس ولن نبالغ إن قلنا إن منهم في الصفوف الأولى كالرابع والخامس .. تراهم يدخنون وبكثرة ومن مختلف أنواع التدخين بل يتفاخرون بأنهم لايدخنون إلا النوع الأجنبي والفاخر ويظهرون الفوقية والتميز على من يدخن النوع المحلي..
تراهم في الحدائق العامة والشوارع والحارات والمشهد يتكرر يومياً وفي أي وقت..
ولا شك للوهلة الأولى عندما ترى المشهد ستظن نفسك تراقب مشهد أطفال يؤدون مشهداً تمثيلياً ، مطلوب منهم تأديته بحرفية واتقان وعندما تدرك أن ذلك واقعاً وليس تمثيلاً ستبادر إلى ذهنك الكثير من الأسئلة .. كيف يدخن هؤلاء الصغار.. من أين يأتون بالمال.. ولماذا يدخنون.. وبالتأكيد لن تتجرأ وتأخذ دور الواعظ والمرشد وتسألهم لماذا يفعلون ذلك لأنك إن فعلت ذلك وغامرت ستلقى منهم ما لا يرضيك وقد يسمعونك كلاماً بذيئاً، ستلعن حينها اللحظة التي سألتهم فيها لماذا يدخنون.. بل ستصبح متطفلاً عليهم من عالم آخر..
لكن ماذا بعد..
الغريب في الأمر وفي مشاهدة هؤلاء المدخنين الصغار والمراهقين ، أيضاً الغياب الواضح لدور الأسرة والمدرسة في هذا الشأن حيث الجانب التربوي والتوعوي غائب تماماً في وقت أصبح الجميع فيه يدرك المخاطر الكبيرة والسلبية للتدخين فإن كانت أضراره تشكل نسبة 100٪ لدى الكبار المدخنين فلا شك أنها تضر بنسبة مليون بالمئة للصغار المدخنين .. هذا عدا عن المشكلات الأخرى التي تجرها عادات التدخين السيئة..
وبالطبع لن نأخذ دور المنظرين وننظر في هذا الأمر بل نتساءل وباستغراب أين التكامل في أدوار الأسرة والمدرسة وهما الطرفان الأساسيان لبناء جيل سليم ومتوازن في وقت أصبحت فيه تطورات العصر متسارعة ويحتاج لمزيد من التوازن في القيم والمفاهيم..فهؤلاء المدخنون الصغار هم بأمس الحاجة ليس لطرف واحد فقط بل لجميع الأطراف بدءاً من الأسرة والمدرسة والمجتمع وهنا تبدو الحاجة أكبر لدور المدرسة التي يقضي فيها الطفل وقتاً ليس بالقليل ويبرز دور الجهاز الإداري والموجهين ويتضح أكثر دور المرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس هذا الدور الذي لم يتم تفعيله حتى الآن بالشكل المطلوب ولم يؤد هؤلاء أدوارهم وفق الأهداف المحددة منها ولا شك يقع عليهم جانب مهم في التوعية والحد من هذه الظاهرة وفق برامج توعوية وإرشادية تطبق بنظام وتزامن وفق ما يرونه لتلاميذ وطلاب المدارس يتكامل معها دور الأسرة في هذا الجانب بما قد يؤدي للتقليل من هذه الظاهرة والحد منها تباعاً ما أمكن ذلك..! ؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية