الزواج بمفهومه الخاص مؤسسة إنسانية منتجة من أولى أهدافها النهوض بالمجتمع والتقدم به نحو الأفضل، فالزواج متعدد الأطوار منه عقلاني ومنه عاطفي ومنه ما يغلب عليه المصلحة لكن هدفه الأخير هو التوحد ضمن قالبه والتماسك، تغيرت الأحوال طبقاً لظروف الحياة وظهرت المشكلات الزوجية والنزاعات والخلافات وانفجرت نسب الطلاق فالبعض يرجعه إلى أسلوب التعاطي بين الرجل والمرأة، والبعض الآخر يعيده إلى الأحوال الاقتصادية، وهناك فئات كثيرة تعاني الحرمان بسبب غياب الزوج الطويل عن المنزل، فما أهم انعكاساته بسبب غياب الزوج وما نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة.
وتوجهنا بالسؤال إلى سيدة عراقية تدعى نسور، فنسألها:
وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة وناجحة برأيك من يقف وراء نجاح المرأة وتألقها؟
فأجابت: شخصيتها وكفاءتها وثانياً ثقتها بنفسها، وهذا الدور يربط بدور الرجل الذي يشاركها الحياة.
وسألناها عن معاناتها حيال غياب زوجها الطويل عن المنزل وهي المسؤولة عن إدارة وضع الأسرة كله وتدبير كافة متطلبات الأسرة وأن غياب زوجها ممكن أن يستمر عدة شهور وقالت أيضاً إنه لا تستطيع أي امرأة إلغاء دور الرجل من حياتها وعليها تحمل المسؤولية الموكلة إليها لذا يجب عليها التوفيق بين طبيعتها كأنثى ودورها كمنتجة في المجتمع.
ثم توجهنا بالسؤال إلى ابتدائية تيسير صوان والتقينا مديرة المدرسة أسماء مصطفى وسألناها:
هل المرأة الناجحة تعاني من تأرجح في علاقتها الأسرية مع زوجها؟
هذا أمر طبيعي جداً لأن الشريك يظن أن زوجته غزت حدوده واحتلت مكانة مرموقة ونافسته وهذه المنافسة اعتورت نجاحاته، لكن البعض من الناجحات قدمن تضحيات في سبيل الوصول إلى أعلى المراتب على حساب عائلاتهن مع أنه توجد نساء ناجحات قمن بواجباتهن ودورهن كأمهات مسؤولات وزوجات وربات منازل ومنهن من مارس دور الأبوة بسبب غياب الزوج وهذا مرتبط بنجاحهن وكفاءتهن.
ما دور الرجل في نجاح المرأة؟
يوجد رجال كثيرون يستوعبون نجاح زوجاتهن ويثنون عليها وآخرون يغتاظون، فمثلاً كان زوجي مسافراً ولا مشكلة عندي بتحمل المسؤولية والخروج إلى العمل، أما في حال وجوده فعليه مشاركتي المسؤولية.
كيف تتصرفين حيال غيرة الزوج؟
قمنا بسؤال المحامية ليلى أحمد عن غيرة الزوج فأجابت: المرأة الذكية هي التي تستوعب غيرة زوجها فتشعره بأنه رجل البيت لأننا في مجتمع تسيطر عليه نزعة الذكورية وعليها استعمال طريقة خاصة لإفهامه وتوعيته واطلاعه على كل خطا أعمالها.
هناك بعض النساء المميزات يرفضن التنازل والخضوع للرجل فما رأيك؟
أتحدث الآن عن نفسي كمربية وكصحفية وسيدة درست عند زوجها بعد زواج دام أكثر من عشر سنوات للتفكير في الدراسة ونيل الشهادة الثانوية ثم الجامعية، فبالرغم من المشاغل الكثيرة التي كانت تلازم زوجي بين العمل وبين مسؤولية البيت كونه رب هذه الأسرة فقد أوجدت تنسيقاً بيني وبينه بالنسبة لموضوع دراستي باعتباره الحلم الذي كان يراودني طيلة حياتي مع أنني تابعت تعليمي وكنت من الناجحات رغم الصعوبات التي لازمتني كأم لثلاثة أطفال ولكن وقوف زوجي إلى جانبي كان له الأثر الكبير بتفوقي حيث يعتبر مرجعي وأستاذي كما أنه يوجد رجال مثقفون ويتمتعون بذهنية عالية وزوجي منهم مع أنني أعرف رجالاً منغلقين ويظنون أن كلمتهم هي أمر بحد ذاته.
حيال هذه الذهنية كيف تستطيع المرأة التصرف؟
يجب أن تستخدم عقلها وذكاءها لتتمكن من إقناع زوجها بطريقة واعية وموفقة لأن الرجل الشرقي يعتبر نفسه الأهم وصاحب الكلمة الفصل فلا يتقبل فكرة وصول المرأة واحتلالها المراكز العالية.
برأيك من المسؤول عن المشكلات الزوجية؟
ردت على هذا السؤال المربية صباح إسماعيل: للأسف في مجتمعنا الشرقي، تقع المسؤولية على المرأة لأن دعائم المجتمع قائمة على الذكورية بخلاف الغرب الذي لا يفرق بين رجل وامرأة كما تلعب البيئة والتربية والبيت دوراً كبيراً في هذا الموضوع وأحياناً العمل للزوجين يأخذهما من ارتباطهما العاطفي، فالرجل يتعرض لإغراءات تؤدي إلى الخيانة، فالمرأة هنا كيف تستطيع أن تحصن نفسها، بصراحة حيال نمط حياتنا الزوجية هناك أسس من التفاهم والتناغم والتنسيق بيني وبين زوجي لأن الزواج القائم على العقل هو الأكثر نجاحاً مع أن العقل شريك العاطفة مع أن كفة العقل هي الراجحة.
إلى أي مدى لعب العقل دوراً كبيراً في حياتكما؟
بالرغم من مشكلات الحياة الكثيرة فأحوال الدنيا تبدلت وباتت المساواة بين الرجل والمرأة أمراً واضحاً إنما المطلوب أن تكون المرأة أكثر استيعاباً لبعض الأمور ولاسيما التي تخص الرجل.
المهم أنه على المرأة الشرقية المحافظة على أمومتها وأنوثتها حيال الرجل لأن الأنوثة أمر مطلوب ويجب أن تكون مرفقة بقوة الشخصية لتستطيع المرأة البروز.
هدوء الحياة الزوجية؟
توقفنا مع السيدة فيروز حيث تحدثت عن الهدوء في الحياة الزوجية وخصوصاً في وقتنا الحالي لأن أكثر الزيجات تمر بحالات من العصبية فقالت:
لا أظن بأنه يوجد حياة زوجية هادئة وخالية من النزاعات والمصاعب، فإن لم توجد تكن فارغة بلا طعم ولا لون حيث إنه توجد تغيرات كثيرة طرأت على الوقت الحالي منها نمط المعيشة التي تبدلت أحوالها عن السابق وحرية المرأة اليوم أصبحت أكثر توسعاً وأسلوب التربية مع الأولاد بات أسلوباً علمياً إضافة لتبديل طارئ على عقلية الرجل ولكن لا يوجد بيت زوجي خال من الخلافات.
هل الرجل كثير السفر والترحال
يحق له المرور بنزوات عابرة؟
تحدثت عن هذا الموضوع زميلتنا نهلة عيسى فقالت: زوجي كثير السفر ويغيب فترات طويلة، فعامل الثقة هو الرابط الأساسي في زواجنا.
ألا تراودك بعض الهواجس والظنون؟
لا، لا توجد أي هواجس لأن ثقتي به كبيرة وهو يتعب من أجلنا وإذا تحكمت الهواجس السوداء بالمرأة هددت استقرارها وحياتها الزوجية بالفشل وأصبح البيت دماراً.
الخيانة الزوجية
في حال حدوث الخيانة من قبل الزوج تستطيع المرأة اكتشاف الفعل من تلقاء نفسها فالحاسة السادسة عند المرأة هي التي تخولها معرفة خيانة الزوج، والزوج الخائن تظهر علامات خيانته على ملامحه حتى إن طريقة كلامه وتصرفاته تتبدل بسرعة.
كيف تتصرف المرأة الذكية حيال الخيانة؟
إنه سؤال محرج وإذا حصل (أترحم عليه)، لأن الخيانة فعل مقرف وبشع لا تتحمله المرأة وإذا قام به الرجل يكون حصيلة خلل من أحدهما، لذلك تتمنى المرأة أن تبقى جاهلة لحدوث هذا الفعل.
هل تطبقين (العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم)؟
ليس من العدل أن أقابل فعل الخيانة بجريمة أفظع، وهنا تلعب التربية والبيئة التي تربت فيهما المرأة دورهما.. هذا القول أطبقه في حياتي المهنية وليست الزوجية. فماذا تفعلين؟
أناقشه بكل روية لأعرف الأسباب التي دفعته لذلك وأحاول أن أفك الموضوع بالطريقة المثلى.
لكن ما الذي تفتقده المرأة في الحياة؟
تفتقد المرأة أحياناً العاطفة ومساندة الرجل.
هل أصبح تعاطي الرجل معك يشكل علامة استفهام ولا تعيرينه اهتمامك وإصغاءك.
ممكن في بعض الأحيان لأنه يمدحك ويثني عليك للحصول على خدمة ما ولكن نتيجة خبرتي القليلة وتجاربي في الحياة أصبحت الآن أعرف الرجل الصادق من الكاذب.
برأيك الطلاق ما تأثيره على الأولاد؟ سألت إحدى السيدات (م.ع) فقالت: إن الطلاق أعطاها القوة، فسألتها إذا كان زواجها عقلانياً؟
فقالت: كان عاطفياً بحكم كنت صغيرة السن، فالطلاق زادها قوة واستقلالية ووعياً فمهنتك كمدرسة وأم لثلاثة أطفال فهل هذه المهنة عوضتك عن الزواج؟ فأجابت: مهنتي كمدرسة عوضتني عن الكثير من الأمور وأعطتني اكتفاء ذاتياً. ثم سألتها عن عدم تحصين زواجها فقالت: لا أستطيع تحصين زواجي لأنني دافعت عنه فترة طويلة وناضلت من أجل المحافظة عليه إلا أنني وجدت في النهاية أن يداً واحدة لا تصفق.
وعندما رأيت عدم قبول ومقاومة من الشخص الآخر، فضلت الابتعاد والانفصال من أجل الأولاد الذين ليس باستطاعتهم العيش في جو مشحون بالمشكلات وأخيراً كان السؤال للجميع.
متى يصل الرجل إلى طريق مسدود في الحياة الزوجية؟
في بعض الأحيان يكون كلا الزوجين جيداً ومتفهماً للآخر، إلا أن اختلافاً في العقلية يحول دون متابعتهما لحياتهما الزوجية وهذا ما حدث معي، بحيث لم يقصّر أي منا تجاه الآخر، إنما كان هناك تباعد ويواجه كل رجل وامرأة مشكلات في حياتهما الزوجية والعائلية بعضها تستطيع التغاضي عنه والبعض الآخر يتطلب حلولاً بحيث يصل الرجل إلى طريق مسدود مع زوجته بعد سني عيش طويلة وعدم مقدرتهما على إيجاد حلول لقضايا رئيسية.
هل تؤثر الخيانة في المرأة؟
لا أعتقد ذلك.
هل يشكل الرجل المزواج خطراً على المرأة؟
نعم أكيد.
أعصابك هادئة في المشكلات الزوجية، حالياً وبعد خبرة العمر والتجارب التي مررت بها من النادر أن أتعرض لمشكلات وأصبحت أكثر تحكماً بانفعالاتي وردات فعلي.
ما النصيحة التي تودين قولها للمرأة المقبلة على الزواج؟
أجابت على هذا السؤال السيدة فريال: لا يوجد رجل خائن إلا إذا كانت المرأة كذلك، فهي تدفع إلى الغير، وإلى لفت النظر إليها، فزوجي كثير السفر، إلا أنه لم يحدث يوماً أن سألته ماذا فعلت؟.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية