• كل لحظة صار يتعرض فيها "أبو عمشة" للنسوان ما بنساها لحتى أموت
• لو تحدثت بكل ما أعرف لسالت الدماء غزيرة
• انتهاك أعراض الناس جانب مشين في القضية، ومساندة إعلاميين متسلقين على الثورة لـ"أبو عمشة" جانب لايقل شناعة.
كشفت تسجيلات صوتية ومرئية جانبا من الكارثة الاجتماعية التي حلت بمناطق من الشمال السوري، بعد تسلط مجموعة من أصحاب السجل الأسود على الثورة، وتحكمهم بأمور الفصائل العسكرية، وشؤون الأهالي في تك المناطق.
التسجيلات التي استعرضتها "زمان الوصل" واحدا تلو الآخر وتأكدت من صحتها، انصبت كلها على قضية قائد "لواء السلطان سليمان شاه"، محمد الجاسم، المعروف بلقب "أبو عمشة"، والذي سبق أن دارت حول انحلاله وفساده وإجرامه كثير من الأقاويل، بلغت ذروتها مع مقطع مصور، نُشر قبل أيام، وظهرت فيه امرأة عرفت عن نفسها باسم "إسراء يوسف الخليل"، حيث تحدثت عن وقائع يندى لها الجبين، واغتصاب متكرر تعرضت له على يد "أبو عمشة"، الذي حول نفسه إلى "سيد" واستعبد الناس الضعفاء ممن كانوا يتلقون إهاناته وطعناته في شرفهم وكرامتهم، وكان عليهم أن ينادونه بلقب "المعلم" رغم كل ذلك، ومن بينهم زوج "إسراء"، حسن عبدو.
*كلهن تضررن
انتشر مقطع "إسراء" كالنار في الهشيم، ما استدعى من "أبو عمشة" نفسه إلى تعميم رد شخصي بصوته، وجهه من "بيت الله الحرام والديار المقدسة"، مقسما بالله العظيم أن ما ادعته "إسراء الخليل" إنما هو "كذب وافتراء علي بقصد الابتزاز المالي، وأنا منه بريء براءة الذئب من دم يوسف".
ولكن "البراءة" التي تحدث عنها "أبو عمشة"، وأقسم عليها، بل ودعا على نفسه بـ"لعنة الله والناس أجمعين" إن كان كاذبا.. كانت على ما يبدو "براءة" مصطنعة، بدليل ما أظهرته تسجيلات أخرى، إحداها لـ"دلال" شقيقة "حسن عبدو"، زوج "إسراء الخليل"، حيث تحدثت "دلال" في مكالمة مع أخيها "حسن" عن الضغوط التي تعرضت لها لتخرج سابقا في مقطع مصور قصير يبرئ "أبو عمشة" من تهمة اغتصاب زوجة أخيها، بل ويرمي الضحية المغتصبة بتهمة مراودة "أبو عمشة" عن نفسه!
"دلال" التي يخدم زوجها "أبو صخر" في فصيل "أبو عمشة"، وفي مكالمتها مع أخيها "حسن" التي دامت نحو ربع ساعة، تحدثت بوضوح وبشكل مكرر عن تعرضها هي ونساء أخريات لـ"الإهانة"، في كناية عن محاولات التحرش والاغتصاب من قبل "أبو عمشة".
وعندما سأل "حسن" المكنى "أبو فهد" أخته عن المقطع الذي سجلته وبرأت فيه "أبو عمشة"، أقرت الأخت بالمقطع، ولكنها قالت إن ما أجبرها على ذلك هو الحرص على أن "لا يُفضح عرضه"، وتابعت مخاطبة أخيها: "ما بس أنت انضريت (تضررت) كل نساء اللواء (سليمان شاه) انضرت (تضررت)، وإيدي عالمصحف بدي أطلع فيديو عليّي وعلى أعدائي هالمرة".
وأفادت "دلال" في مكالمتها أن عناصر من "لواء سليمان شاه" سألوها قبل أن تسجل مقطعها الذي برأت فيه "أبو عمشة" إن كانت تعرف شيئا عن قضية زوجة أخيها "إسراء" أو رأت شيئا ما، وبلغ "دلال" صياح "أبو عمشة" من وراء سماعة الهاتف، فطالبتهم بأن يخبروه أن يكف عن الصراخ لأنها لا تعرف شيئا.
وهددت "دلال" بأن تظهر في مقطع جديد تعرّف فيه عن كامل هويتها، إن تعرض "لواء العمشات"، كما يشتهر بين أهالي المنطقة، بأي ضرر لأخيها "حسن"، وتابعت: "تعرضوا لي كذا مرة... أنا ما بنساها (لا أنساها) كل لحظة تعرض لي وكل لحظة هانني (أهانني) فيها... كل لحظة صار يتعرض فيها للنسوان ما بنساها لموت (حتى أموت)".
*مسخرة
ورفضت "دلال" توسلات أخيها "حسن" من أجل أن تخبره عن الأطراف الذين ضغطوا عليها، لكنها عادت لتؤكد انتهاكات "أبو عمشة" بحقها وحق عائلتها، حتى إن أجبر اثنين من أبنائها على تقبيل قدميه، مهددا إياها في نفس الوقت بقتل أخويها وزوجها.
وقالت "دلال" لأخيها إنها لو أرادت التحدث عن كل ما تعرف لسال الدم غزيرا، وهنا عاد "حسن" ليكرر توسلاته لأخته كي تخبره لماذا ظهرت في ذلك المقطع الذي برأ "أبو عمشة"، فأخبرته في النهاية: "بعت (أرسل) أخوه مفكرني أنو أنا ورا الشغلة (مقطع إسراء)، وإذا أنا وراها بس رجع من تركيا بدو يبلش فيني (يلاحقني ويهدد سلامتي)، وأنت بتعرف شو بيساوي الع...".
وتحدثت "دلال" عن مقطع آخر في محاولة لتبرئة "أبو عمشة"، ظهر فيه زوجها "أبو صخر" وأخت لها تدعى "هدى"، وقد وصفت "دلال" هذا المقطع بأنه "مسخرة" وإنه جاء بناء على توسلات من زوجها من أجل أن يحافظ على عائلته، بعد أن هددهم رجال "أبو عمشة" بتصفية ابنهما الأكبر "صخر".
وعددت "دلال" أسماء نساء تعرضن لابتزاز وشرور "أبو عمشة"، معقبة "مين ولا مين، مين الي بدها تخلص منه... قال بدو يروح على الحج، والله الحج ليتجنس من وراه هالع...".
وكان "أبو صخر" قد ظهر في مقطع مصور مع زوجته "دلال" وأختها "هدى"، واستشهد فيه "أبو صخر" حتى برأي ابنه الطفل "صخر"!
وقد بدا من صيغة السؤال أن المقطع كله مصور لتبرئة "أبو عمشة"، حيث جلس "أبو صخر" يسأل بصيغة التلقين: "هي صار لنا باللواء 4 سنين إيش شفنا (ماذا رأينا) من المعلم أبو عمشة، باتجاه حسن أو باتجاه مرت أخوك"، فصمتت "دلال"، فأعاد زوجها السؤال بصيغة أخرى "يروح يجي عليهم (حسن وزوجته) شي؟"، فردت الأختان باقتضاب يوحي بأن الجواب مجرد مسايرة: "لا".
وتابع "أبو صخر" المقطع على نفس المنوال من الأسئلة التلقينية، بينما بقيت الأختان على نفس الوتيرة من الرد المقتضب بعبارة "لا" وأحيانا حتى بهز الرأس أو الصمت، مع انكماش واضح في جلستهما، يكشف أنهما كانتا في وضع المضغوط عليه، كما يستطيع أدنى ملم بلغة الجسد أن يلحظ من المقطع.
وبمقاطعة التسجيل الذي ظهر فيه "أبو صخر" مع المحادثة الهاتفية بين "دلال" وأخيها "حسن"، يتضح جليا أن الأخت كانت صادقة مع أخيها بخصوص ظهورها في هذا المقطع تحت الضغط والتوسل، وبأنه فعلا مقطع "مسخرة"، كما وصفته.
*مؤامرة!
ويضاف هذه المقطع الذي أراد فيه "أبو صخر" أن يبرئ "المعلم أبو عمشة" إلى سلسلة قرائن ترجح كفة إدانته، بداء من مقطع "إسراء الخليل"، وانتهاء بمكالمة "دلال" مع أخيها "حسن عبدو"، مرورا بشهادة الأخير نفسه، والتي تحدث فيها بكل وضوح عن ملابسات القضية وبعض تفاصيلها، في تسجيل يناهز 11 دقيقة.
وتقاطعت أقوال "حسن" بشكل شبه كلي مع الأقوال التي أدلت بها مع زوجته، حول ملابسات ما مارسه قائد "لواء السلطان سليمان شاه" بحقها.
كل هذه التسجيلات، وضعت قضية "أبو عمشة" تحت المجهر، وكشفت عن رأس من جبل انتهاكات وخيانات وفساد ورذائل، ارتكبها أناس تمسحوا بالثورة زورا وحملوا لواءها ادعاء ونادوا بمبادئها كذبا، فيما كانوا يطعنون هذه الثورة وأهلها كل لحظة، ويعتدون على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، فنزلوا مع نظام الأسد إلى نفس الدرك من الوضاعة وانعدام الضمير.
وعلى هذا الأساس تبدو قضية "أبو عمشة" مثيرة للرعب والاشمئزاز من أكثر من وجه، لاسيما الوجه الأبشع الظاهر منها، وهو الاعتداء على أعراض الناس، إما وجوهها الخفية فلا تقل شناعة، ومنها ما رصدته "زمان الوصل" من تورط ناشطين وإعلاميين محسوبين على الثورة في الترويج لـ"أبو عمشة" وما يسمونها "بطولاته" وشهامته.
ومما زاد في كارثية هذا الانحدار الإعلامي انخراط البعض فيه علنا وبلا خجل، حتى بعد سقوط قناع "أبو عمشة" وانفضاح تاريخه، ومن ذلك ما قامت به "إعلامية" محسوبة على إحدى وسائل الإعلام المعارضة المعروفة، حينما بثت قبل يومين مقطعا يتضمن شهادات لنساء ورجال، يمتدحون "أبو عمشة" بألفاظ يظن من يسمعها أن الرجل بالفعل ولي طاهر من الأولياء، ومعصوم مترفع عن الأخطاء، فضلا عن أن يكون منزها عن الجرائم، وقد قدمت الإعلامية لتلك الشهادات الموجهة بعبارة أكثر توجيها ترى أن ما نشر عن "أبو عمشة" كان بفعل من "حسابات وقنوات تخدم النظام المجرم"، ما يحيلنا إلى نفس أسلوب إعلام النظام المجرم في التغطية على انتهاكاته وفساده، حين يرمي كل شيء على "المؤامرة الكونية".
واللافت أكثر أن هذه "الإعلامية" أعادت قبل ساعتين من نشر تقريرنا هذا، ورغم كل ما أثارته القضية... أعادت التأكيد على أن ما اتهم به "أبو عمشة" هو من عمل "عصابات النظام والصفحات المشبوهة،التي تتبع للنظام من حرب إعلامية على قيادات الجيش الحر".
وما تزال العاصفة التي أثارتها قضية "أبو عمشة" مرشحة للمزيد من القوة في هبوبها، إلى درجة يمكن أن تشكل فرصة لاقتلاع معظم الفاسدين والمفسدين من الفصائل العاملة في الشمال، لاسيما مع توارد الأنباء اليوم الأحد عن توجه حشود عسكرية من الفصائل لمحاصرة معقل "لواء العمشات" في قرية "الشيخ حديد" بريف حلب، تمهيدا لتفكيكه وتخليص الناس من شرور المتورطين من عناصره وقادته.
وأتى تحرك الحشود بعد رفض "لواء العمشات" تسليم المطلوبين للتحقيق في قضية "إسراء الخليل"، وهو التحقيق الذي أمر قائد "الجيش الوطني"، هيثم عفيسي بتشكيل لجنة تتولاه، وتكون مطلقة الصلاحيات في إحضار كل من يلزم للمثول أمامها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية