تحت عنوان (مدنيّو إدلب: اصطفافات على أعتاب المعركة) أجرت صحيفة "الأخبار" التابعة لحزب الله تحقيقاَ لمراسلها في سوريا "صهيب عنجريني" يعترف أنه أجراه على الهاتف وعبر وسائل التواصل حول رأي المدنيين فيها بعد تصاعد التهديدات حول اقتحامها من قبل النظام وروسيا وحلفائهما.
المراسل يقدم بتحقيقه المنحول عن استقطاب المدينة للاهتمام العالمي خصوصاً أنها على أعتاب معركة يفترض أنها قد تندلع قريباً، وأنه تواصل مع المدنيين لاستطلاع آرائهم، ومن بينهم سكان مدينتي "الفوعة" و"كفريا" المهجرين من فترة قريبة ومواطنة من "جسر الشغور" تسكن في اللاذقية وبعض المدنيين الذين يرفضون وجود النظام من داخل المدينة في توليفة تصلح كأحد تقارير التلفزيون السوري الافتراضية.
أم أحمد التي تسكن في إدلب تتمنى أن تجنّب أطفالها الحرب بهذه العبارة التي تختصر حديث المراسل مع السيدة للتعبير عن الشريحة المحايدة في المدينة: (تؤكّد أنّها "لا تعرفُ شيئاً ممّا ينتظر المدنيين، ولا تفهمُ شيئاً ممّا يدور حاليّاً".
لدى أم أحمد خمسة أبناء، الأكبر طفلة في الثالثة عشرة من عمرها، والأصغر طفلٌ في الرابعة، زوجها يكبرها بأربعة عشر عاماً، ويُدير مخبزاً صغيراً لصناعة المعجّنات. "أمورنا مستورة الحمد لله، بس ما في أمان، من سنين ما حسّينا بالأمان، ولا منعرف إذا رح نرجع نحس").
الشريحة الثانية يقدم لها المراسل بالحديث عن عدد سكان المدينة التي تبلغ حوالي مليونين ونصف نصفهم من المهجرين، والغاية من ذلك هو رسم صورة بشعة لهؤلاء على أنهم يرفضون التسويات: (عبد القادر، أحد أبناء أريحا، يرفض الخوض في أي حديث معنا، لأنّنا "صحيفة معادية للثورة".
أمّا محمّد فيُبدي استعداداً لـ"القتال حتى الموت" إذا وصلت المعركة إلى مدينة إدلب التي يقيم فيها.
ويجهد المراسل في تصوير وجهات نظر النظام وحزب الله حول فصائل المعارضة: (يقول الرجل الأربعيني "إذا رجع النظام ما رح نشوف الخير. صح ما عم نشوفو هلأ، بس معليش أنا مبسوط"). يؤكد محمد أنّه "لم يحمل سلاحاً ولم يحارب مع أي فصيل"، لكنّه "مستعدّ لفعل ذلك إذا استدعى الأمر"، رغم يقينه بأنّ "الفصائل فاسدة، ومعظمها عبارة عن عصابات").
الشريحة الثالثة وهي المؤيدة لنظام الأسد، ومثالهم أبو معاذ الذي أرسل صورة لإحدى غرف منزله يظهر فيها العلم الرسمي السوري: "قسماً بالله ما انشال من مكانو من الـ2011 وإن شاء الله ما رح ينشال"، يؤكد أنّه يستعد منذ انتهت معركة الغوطة لاستقبال الجيش السوري.
يقول "كنت متمني يجي دورنا قبل درعا، بس معليش، اللي صبر كل هالسنين بيصبر كم شهر".
أما "منال" التي هربت من جسر الشغور وسكنت في اللاذقية فتنتظر على أحر من الجمر عودتها: "تقول السيدة التي كانت تعمل مدرّسةً في إحدى مدارس المدينة إنّهم كانوا (من المحظوظين الذين غادروا قبل أن تقع الجسر (اسم مختصر يُطلقه السكان على جسر الشغور) تحت احتلال إرهابيين جاؤوا من هنا وهناك)".
"منال" جهزت حقائبها للعودة أيضاً: "أنهيت الاستعدادات قبل أسبوعين. حزمت كل الحقائب، ونحن ننتظر العيد الحقيقي الذي سيهديه إلينا الجيش".
أما أجراس العودة وهو العنوان الفرعي لحديث "أم علي"، وانتبهوا إلى اختيار الاسم وهي من "كفريا" فتقول: "من يومها ما نشفوا دموعي"، وأنّ مغادرة البلدة كانت أسوأ ما حصل لها: "مو كانوا يهجموا علينا ويرموا قذائف وصواريخ، ويهددونا كل يوم؟ كلو كان أهون من التهجير".
تحقيق جريدة "الأخبار" المفترض يبنى على افتراضات النظام وحلفائه، ومقدمة لما يعتقد هؤلاء أنها الحرب النفسية التي تسبق عادة ما يخططونه لآخر قلاع الثورة السورية.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية