أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة السيناتور "ماكين".. ناشطة سورية تؤكد أنه أعطى وقته للملف السوري وتروي موقفه من قصص الاغتصاب والمذابح

كان "ماكين" من أبرز السياسيين الأمريكيين الذين أعلنوا بكل وضوح موقفهم المساند للثورة السورية

توفي السناتور الجمهوري البارز "جون ماكين" عن عمر يناهز 81 عاما، بعد ساعات من إعلانه إيقاف تلقي العلاج من مرض السرطان الذي يعانيه.

ولد "ماكين" عام 1936، وشق لنفسه طريقا نحو الجيش، كما فعل والده وجده من قبل، وخلال خدمته كطيار حربي شارك الرجل في حرب فيتنام، ونجا من حادثة موت كارثية أحاقت بنحو 135 من زملائه، كما وقع في الأسر، فتحول إلى "رمز" في نظر الأمريكيين، حتى إن قصته كانت محور فيلم أنتج في "هوليود".

ويبدو أن "ماكين" اتكأ على إرثه هذا عندما انخرط لاحقا في سلك السياسة، وصار عضوا في "الكونغرس"، وخلال هذه الحقبة الطويلة من حياته، مارس الرجل دورا محوريا للغاية في حزبه (الحزب الجمهوري) وتحت قبة "الكونغرس"، ما جعله حتى اليوم الأخير من حياته صاحب كلمة مؤثرة.

وفيما يتعلق بالملف السوري، كان "ماكين" من أبرز السياسيين الأمريكيين الذين أعلنوا بكل وضوح موقفهم المساند للثورة السورية وواظبوا على ذلك، في سلوك قل أن يوجد لدى السياسيين المعروفين بالتلون والضبابية واستخدام العبارات المطاطة، بل وتغيير المواقف لدى ظهور أدنى تغيير في المواقع والظروف.

وكان موقف "ماكين" خلال كل السنوات الثمانية الماضية، يدعو إلى ما نادى به السوريون طويلا، من تسليح الجيش الحر وفرض حظر طيران على النظام، والتدخل العسكري الجدي للإطاحة بنظام بشار الأسد وتخليص السوريين والمنطقة من شروره.

ولم يكن لأي من السياسيين الأمريكيين مثل هذا الموقف الصارم والعنيد من الملف السوري، وهي نقطة تحسب لـ"ماكين" الذي ذهب بعيدا في الانخراط بالشأن السوري وفي جميع الاتجاهات، فعقد الاجتماعات مع السياسيين والناشطين والعسكريين السوريين، أكثر من أي مسؤول أمريكي، وواظب على التصريح وإصدار البيانات التي تؤكد ثبات موقفه من الثورة السورية ومن النظام، رغم تغير كثير من الظروف (تغير الإدارة الأمريكية، تدخل روسيا العسكري والمباشر، صفقة إيران النووية....).

ومن هذا المشهد العام عرف السوريون "ماكين" في صورة المساند لهم، وإن لم يكونوا على اطلاع بجميع التفاصيل، ومنها تلك التي روتها الناشط السورية "يسر بيطار" وضمنتها في منشور كتبته بالإنجليزية تذكرت فيه مواقف لـ"ماكين" بعيد وفاته.

وعادت "بيطار" في منشورها إلى عام 2012، عندما بدأ نشاط بعض السوريين في وضع الملف السوري أمام "الكونغرس"، معقبة: "أتذكر أن أعضاء الكونغرس كانوا يرسلون دائما موظفيهم الصغار للاجتماع بنا (هذا إذا وافقوا على الاجتماع بنا أصلا). كان الاستثناء هو السيناتور ماكين، الذي أخذ الأمر على عاتقه وبنفسه، من أجل الالتقاء بفريقنا الشاب والجديد، والاستماع إلينا ونحن ندافع عن حقنا بسوريا حرة".

وواصلت "بيطار": "أُقسم أن عيناه دمعتا بينما كان يتحدث عن النساء اللواتي اغتصبن من قبل قوات الأسد، والمذابح التي كنا نعتقد أن لا أحد يعلم بها. كانت تلك هي المرة الأولى التي أشعر فيها بأن هناك من يهتم بقضيتنا بالفعل، من بين كل لقاءاتنا التي لا تعد ولا تحصى بأعضاء أو ممثلين عن الكونغرس".

زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي