أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصّة مكان -قصّة إنسان.. كتاب يؤرخ لبدايات الثورة السورية ومآلاتها

الكتاب - وأدناه صورة لمشرفة المشروع - زمان الوصل

"قصّة مكان– قصّة إنسان: بدايات الثورة السوريّة 2011- 2015" كتاب توثيقيّ يوفّر أرضاً صلبة لتأريخ الثورة السورية ومآلاتها.

ويضم الكتاب بين دفتيه نصوصاً تعريفية تحكي عن انطلاق الحراك الثوريّ في العام 2011 وامتداداته في كلّ منطقةٍ عن طريق ما صدر من مبادراتٍ وفعاليات تعكس مدى الانخراط واتساعه ونوعه وما طرأ عليه من تحولات.

وزوّدت النصوص بصور لفنانين وفنانات ونشطاء وسكان لهذه المناطق وأعمال لأشخاص مجهولي الهوية بعض الأحيان. 

ويأتي الكتاب الذي أصدره موقع "أرشيف الذاكرة الإبداعية للثورة السورية" بالتعاون مع "مؤسّسة فريدريش إيبرت" الألمانيّة من ضرورة الكتابة عن هذه الأماكن التي تم توثيقها ورصد الأعمال الإبداعية التي انطلقت منها -كما تقول مشرفة المشروع الموثّقة "سناء يازجي"، مضيفة أن الكتابة عن قصة المكان جاءت لإعطاء الصورة الكاملة للقارئ كي لا ينسى مالذي جرى وكيف وبأي تاريخ وكيف توالت الأحداث.

وتسرد "يازجي" لـ"زمان الوصل" مراحل نشر الكتاب الذتي بدأت بنشر نصوص باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية على موقع الذاكرة، مؤكدة أنه بعد مرور سنة على إطلاق المشروع الذي ارتبط بخريطة جغرافية محددة بدأ القائمون عليه بالتفكير بإصدار كتاب مطبوع لتوحيد النصوص في فترة زمنية محددة وضمن سياسة تحرير واحدة ووفق الشروط والزمن والظروف وسياسة الانتقاء والمعايير الواضحة. 

وحول دوافع تأليف الكتاب والاتجاه للتوثيق عموماً أوضحت "يازجي" أن خسارة الثورة لا تعني خسارة القضية، ولكي تبقى القضية موجودة وحية تحتاج لإكمال العمل من أجلها.

ولفتت إلى أن كل عمل يقدمه السوريون هو مساعدة لهم على الأمد الطويل، وهذا العمل ليس مرتبطاً بست أو سبع سنوات بل باستبداد مضى عليه خمسون عاماً وانتقل من الآباء إلى الأبناء، مضيفة أن المرحلة الأولى من العمل اعتمدت على الإنترنت كمصادر بشكل خاص، وتم الوصول إلى كمية كبيرة من روابط "يوتيوب" كونها كانت تُسجل لحظة وقوع الحدث أثناء إقامة مظاهرة ما مثلاً، وبالتوازي مع ذلك عمد فريق المشروع لإيجاد حالة من التقاطع بين عدد كبير من الروابط للتأكد من الرابط المناسب للنص، والاعتماد على كل ماله علاقة بالثورة من كتب أو مقالات أو تقارير حقوقية ومواقع دولية مع التركيز على المواقع السورية.

"يازجي" لفتت إلى أن الهدف من الكتاب بشكل أساسي كان تغطية المرحلة السلمية في الثورة وكل الأماكن التي ثارت ضد النظام ونزل الناس فيها إلى الشوارع إلى جانب رصد انتهاكات حقوق الناس من طرف النظام السوري والمليشيات المحاربة إلى جانبه، دون أن تُستثنى بعض فصائل الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية كتنظيم الدولة وجبهة النصرة التي جاءت فيما بعد، موضحة أن التركيز كان منصباً على كل أشكال مقاومة الانتهاك التي وقعت على المدنيين وتم التطرق للعسكرة دون إسهاب أو تفصيل بسبب عدم وجود خبرة توثيقية في العسكرة لدى الفريق. 

وأبانت "يازجي" أن أول الصعوبات التي واجهت المشروع كانت تحديد طبيعة وشكل النص الذي سيتم إرفاقه مع الرابط هل سيكون نصاً تاريخياً أو بحثياً أم مقالة أم قصة لتعبئته بالمضمون.

وجاءت هذه الصعوبة –حسب قولها- من كون أفراد الفريق من خلفيات ثقافية مختلفة، وليس بينهم من لديه خبرة بالكتابة، فكان عليهم -كما تقول- إجراء العديد من المسودات للوصول إلى شكل متفق عليه وهي نصوص تعريفية.

وكشفت "يازجي" أن لدى الفريق طموحاً لإصدار كتاب آخر يغطي فترة زمنية أطول واكتشاف أماكن أخرى على أساسها وتغطيتها، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يصدر كتاب "قصّة مكان– قصّة إنسان" باللغة الفرنسية قريباً وسيكون متاحاً في معرض الكتاب الفرانكفوني في بيروت مطلع نوفمبر القادم، وتم توفير نسختيه العربية والإنكليزية على موقع انطوان أون لاين".

وختمت يازجي أن "هذا الكتاب مهدى إلى الشعب السوري في نضاله المرير والطويل من أجل حقه في الحياة والعدل والحريّة. وإلى شجاعته التي فاقت الخيال وإبداعاته الخصبة الخلاقة في مقاومة الطغيان بكل أشكاله ومقدرته على طرح بدائل واقعية مستدامة لوطن لجميع أبنائه".

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(252)    هل أعجبتك المقالة (287)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي