تداولت مواقع إعلامية موالية للنظام يوم أمس (الخميس)، صوراً لمجموعة من النحاتين والفنانين وهم يعملون على إعادة تصوير جدران الأنفاق التي تركتها فصائل "المقاومة" في حي "جوبر" الدمشقي، قبل تسليمها المنطقة للنظام ومغادرتها إلى الشمال السوري.
وتظهر الصور عناصر تابعين للنظام السوري يعملون جنباً إلى جنب مع فنانين سوريين محترفين سبق لهم وأن شرعوا بتحويل جدران أنفاق حي "جوبر" لمنحوتات حجرية مختلفة، ومن بينها منحوتة لـ"حافظ الأسد" الأب.
ووفقاً لما أشارت إليه تلك المواقع فإن الفنانين السوريين يعملون على "تحويل الأنفاق إلى متحف للفنون التشكيلية" بعد أن كانت لسنوات مقراً لفصائل "المقاومة".
في السياق ذاته قال "إحسان الدالاتي" أحد أبناء مدينة "الغوطة" الشرقية المهجّرين قسراً إلى منطقة "عفرين" في الشمال السوري، في تصريح خاص ل "زمان الوصل" إن النظام يسعى من وراء هذه الخطوة إلى تشويه الحقائق وطمس الأدّلة التي كانت يوماً ما شاهداً على جرائمه الوحشية التي ارتكبها بحق الأهالي الذين حوصروا لسنوات طويلة في كلٍ من "الغوطة الشرقية" وحي "جوبر".
وأضاف "شكلت تلك الأنفاق وعلى مدار ما يزيد عن خمس سنوات من الحصار الأمل الوحيد للبقاء والصمود بالنسبة لأهالي المنطقة، حيث خلدوا بسواعدهم إرثاً أهمّ من اللوحات التي يعمل فنانو النظام على نحتها حالياً".
وأوضح أن الأنفاق أثارت دهشة السوريين لكونها حُفرِت ببراعة وجهدٍ كبير ومتواصل، وقد سالت دماء كثيرة لأجل إنجازها، إذ إنها لم تكن تُستخدم في سبيل تأمين متطلبات الحياة اليومية للأهالي فحسب، وإنما استخدمت أيضاً في نقل الجرحى والمصابين، فضلاً عن استخدامها في الأعمال العسكرية وتعزيز الجبهات".
من جانب آخر لم يعد يخفى على أحد أن النظام يعمل جاهداً على التلاعب بهوية الأنفاق واستغلال وجودها، عبر تحويلها إلى معرضٍ خاص يمجد "الأسد" وعائلته، وقواته، وذلك لغايات سياسية بحتة، وهنا أشار "الدالاتي" إلى أن الأنفاق التي خلفتها "المقاومة" في كلٍ من "الغوطة" الشرقية وحي "جوبر" لن تفقد رمزيتها وعظمتها مهما تمّ التلاعب بها، لأنها ترّسخت بذاكرة كل سوري هتف في يومٍ من الأيام ضد النظام وأعوانه؛ ومن المؤكد أن هذه الحقيقة ستنتقل من جيلٍ إلى جيل.
ونبّه "الدالاتي" إلى أن قيام النظام بإنشاء منحوتات فنية في أنفاق حي "جوبر" ما هو إلا اعتراف منه بعظمة هذه الأنفاق التي شكلّت لوقت طويل سداً منيعاً أمام تقدّم قواته، ولا شك أن الزائر لهذه الأنفاق لن يتوقف عند لوحة "للأسد" اعتاد ومنذ طفولته على رؤيتها هنا وهناك، بل سيتساءل: من قام بحفر هذه الأنفاق؟ ولماذا؟ وما هي الأدّوات التي استخدمت بذلك؟ وكم عانوا في ذلك؟.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية