أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"آلاء الخضر".. فتاة تحارب العنف الأسري بالفن

اكتشفت موهبتها التشكيلية مع بداية الثورة

تتنقل الفنانة الشابة "آلاء الخضر" في أرجاء معرضها الذي خصصته لموضوع العنف الأسري شارحة لمرتادي المعرض حكايا بعض الرسومات المستقاة من قصص واقعية عاشتها أو رويت لها، ويضم المعرض الذي أقيم في مدينة "الباب" بريف حلب الشمالي بإشراف من مؤسسة قيم الثقافية 12 لوحة رُسمت بأسلوب تعبيري وتُظهر أشكالاً مختلفة من العنف الأسري وبخاصة الممارس ضد الأطفال والنساء. 

"آلاء" المولودة في مدينة حلب اكتشفت موهبتها التشكيلية فيها مع بداية الثورة، وفي عام 2012 بعد سيطرة الجيش الحر على المدينة نزحت مع عائلتها إلى الرقة، ونظراً لعدم تمكنها من مواصلة الدراسة -كما تروي لـ"زمان الوصل"- وجدت في ممارسة هذه الهواية متنفساً لها في ظروف الحرب وبدأت بصقلها وتطويرها شيئاً فشيئاً وبتقنيات وأساليب متنوعة. ولم تلبث أن عادت إلى حلب وحوصرت فيها عام 2015 قبل أن تهجّر قسراً إلى مدينة "الباب". 

ولفتت الفنانة الشابة إلى أن فكرة معرضها "لا للعنف الأسري" ولدت في ذهنها منذ سنة، ولكنها لم تكن جاهزة لتنفيذها بسبب انشغالها بالدراسة، وبعد حصولها على الشهادة الثانوية بدأت برسم اللوحات التي لم تستغرق أكثر من أسبوع -حسب قولها- 

وجاء اختيارها لموضوع العنف الأسري -كما تقول- لما لهذا الموضوع من تأثير سلبي على المجتمع وبخاصة جيل الشباب الذين انعكس هذا الموضوع على تفكيرهم وتصرفاتهم وسلوكهم.

وتابعت "آلاء" أنها رأت العديد من الحالات المتعلقة بالعنف الأسري والكثير من الضحايا الذين تعرضوا له بعدة أشكال سواء من الناحية الجسدية أو اللفظية، مما أثّر في نفسيتها.

وأوضحت أن هدفها الدفاع عن هؤلاء الضحايا ولو بأضعف الإيمان، ومن خلال لوحات بسيطة فنياً وتقنياً، ولكنها تحمل الكثير من الدلالات والأفكار، عسى أن تكون لوحاتها -كما تقول- وسيلة في معالجة هذه القضية أو إيقافها لينشأ جيل واعٍ وقادر على كسر النمطية في العادات والتقاليد البالية التي يمكن أن تؤثر في الأجيال اللاحقة. 

ولفتت "الخضر" (18 سنة) إلى أنها تعمدت البساطة في لوحاتها للتركيز على الفكرة ولم يكن هدفها إبراز عضلاتها الفنية في الرسم، مضيفة أنها "تعمدت التركيز على ذات الفتاة في كل لوحة والشخص الذي يمارس العنف بحقها ملوناً بالأسود كدليل على الظلم والقسوة، وحتى يستطيع الناظر للوحات أن يتخيل ويفكر بطريقة حرة دون حواجز أو عوائق.

وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعنيف النساء في المناطق المحررة بسبب عوامل نفسية ومورثات اجتماعية علاوة على الضغوط المعيشية والتبدلات الاجتماعية العميقة التي شهدها المجتمع السوري بفعل الحرب، مما دفع ناشطين إلى تنظيم حملات من أجل نشر التوعية في الوسط الاجتماعي وضرورة البحث عن حلول لهذه الظاهرة، والتخفيف منها قدر المستطاع بهدف الوصول إلى مجتمع خالٍ من العنف ضد المرأة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(212)    هل أعجبتك المقالة (215)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي