باتت أي حركة يفعلها رئيس النظام المجرم تثير مخيلة إعلامييه حتى أولئك الذين عملوا خارج سرب إعلامه الحكومي، وفي صحف عربية في المنفى، وباتت خطوات الأسد الكاذبة ومشاويره بسيارته تلهم هؤلاء لكتابة ما ينفعهم مالياً، ويزيدهم قرباً من مركز القرار الوهمي الذي يكذب حتى على نفسه في أنه يملك مفاتيح السلطة والسيطرة على سوريا.
"كامل صقر" مراسل "القدس العربي" يكتب منشوراً فيسبوكياً تناقلته معظم صحف ومواقع النظام حول تلك "الأسطورة الأسدية" التي تركب سيارتها باتجاه المناطق المدمرة في إعلان نصر على ركام بيوت السوريين وجثث أبنائهم، وبقوائم موت لا تنتهي.
يهيم "كامل صقر" بالرئيس: (بإمكان الرئيس السوري أن يذهب إلى وجهاتٍ كثيرة من الجغرافيا السورية متى أراد ذلك، بإمكانه مثلاً أن يقود سيارتَه إلى القنيطرة، أو إلى درعا، يمكنه الذهابُ إلى حلب ودير الزور، وربما قريباً سيصبح بإمكانه الذهاب إلى إدلب أو الرقة).
يرى "كامل صقر" أن كل الطرق سالكة أمام عجلات السيارة التي يستعملها الأسد، وهي إن لم يكن مخطئاً من طراز 2009 للتدليل على (تواضع) الرئيس، ولكن القسوة هي في هذا المشهد: (سيكون المشهد قاسياً على خصوم الأسد عندما سيظهرُ في مدينة درعا مثلاً، أو حينما يتجول في ولاية الرقة عاصمة دولة الخلافة الإسلامية سابقاً).
كيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة يتابع صقر: (ليس الشرق السوري أصعبَ من جنوبه الذي استرجعه الأسد بمزيج من السياسة والبارود. تُدرك واشنطن أن الأسد وبوتن لن يقبلا بأقل من استعادة الرقة وبقية المدن والبلدات التي احتلتها قوات سوريا الديمقراطية، أو بأقلَ من استعادة إدلب).
بل أن الأمر يتعدى إعادة السيطرة بل عولمة نظام الأسد: (ثمة أنباء تبوح بها جدران الكرملين تفيد بأن موسكو تستعد لوضع استراتيجية مع حليفها في قصر الشعب، هدفها استعادة الأسد علاقات بلاده الإقليمية والدولية، تلك مسألة سيبدأ العمل عليها بعد أن يبوح "مؤتمر سوتشي" بكامل أسراره السياسية).
الأسد سيكمل الحكايات التي رواها على طريق الغوطة ذات يوم في الطريق إلى درعا قريباً، وستكون حكايات أكثر إلهاماً: (ربما لن يكرر الأسد الشرح السياسي والميداني الذي قدمه من داخل سيارته عندما توجه في مارس آذار مارس الماضي إلى الغوطة الشرقية، لكن طريق دمشق ـ درعا يمر بالكثير من القرى والبلدات وفيه الكثيرُ من الحكايا التي قد يرويها رئيس الدولة في طريقه جنوباً).
بعد هذه الروايات الأسدية سيأتي الخبر العاجل حينها: (وحينها سيكون الخبر العاجل الذي سيجتاح وسائلَ الإعلام بعنوان: الأسد يزور مدينة درعا مهد الحرب السورية).
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية