لم يأت رمضان هذا العام على السوريين الموجودين في سوريا بجديد، غير مزيد من الغلاء الفاحش للأغذية، الذي يستدعي دفع 10 آلاف ليرة (نحو 25 دولار) لإعداد وجبة إفطار واحدة، فيما لاتزال معظم الرواتب والأجور المعمول بها عاجزة عن تسديد فاتورة 4 أو 5 وجبات إفطار.
وقد اشتكى تقرير نشرته إحدى وسال إعلام النظام من هذا الغلاء، مشيرا إلى أن أكلة "المقلوبة" العادية نوعا ما تتطلب نصف كيلو لحم لعائلة من 6 أشخاص، وهو ما يعني 3 آلاف ليرة (كيلو اللحم بـ6 آلاف ليرة)، مع 2 كيلو من الباذنجان ثمنهما 500 ليرة، فضلا عن الأرز والسمن وغيرها من المكونات (البعض يضيف مكسرات).
وإذا أرادت نفس الأسرة أن تعد صحنا من "الفتوش" أو السلطة فهي تحتاج لمبلغ يعادل ألف ليرة، علما -وعلى سبيل المثال- أن سعر الخسة الواحدة يبلغ 200 ليرة.
أما فتة المكدوس، فيقول التقرير إنها تتكلف 4 آلاف ليرة، قياسا إلى أسعار اللحم والباذنجان.
ورغم أن هذه الأطباق كانت وما تزال بسيطة في تكاليفها، فإن كثيرا من الأسر السورية تعيش حالة من الضنك والتقشف القسري تدفعها للبحث عن أكلات أقل كلفة، حتى وإن كانت أدنى في قيمتها الغذائية، حيث لاتعطي أفراد الأسرة الطاقة الكافية لتحمل صيام يوم طويل.
ويعاني السوريون تحت ظل نظام الأسد من تبعات تجيير معظم الموارد العامة لصالح تمويل آلة الحرب والقتل، وهو ما جعل نحو 77% من الموجودين داخل سوريا قابعين تحت تصنيف غير الآمنين غذائيا، أو محسوبين على أصحاب التغذية الهشة، حسب تصريحات أدلى بها مؤخرا مدير مكتب الإحصاء التابع للنظام.
وغير الآمن غذائيا هو شخص أدنى من الفقير بدرجات، حيث يعد الفقير قادرا على تأمين وجبة أو وجبتين له يوميا، أما غير الآمن فهو العاجز عن ذلك، والذي ربما يكتفي بطعام مؤلف من الخبز والشاي!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية