يسعى إعلام النظام والجيوش الإلكترونية التابعة له لاستغلال مشاهد خروج المحاصرين من الغوطة الشرقية إلى أقصى حد، وذلك في سبيل الدعاية الإعلامية التي عكف النظام على تصديرها للعالم لينفي عنه جريمة محاصرة المدنيين وتجويعهم وإلصاق التهمة بـ"الإرهابيين".
ليس إعلام النظام وحده من يسعى لذلك، بل تؤازره بحربهم الإعلامية قنوات إعلامية لبنانية وأخرى عربية، أبرزها "قناة الجديد" التي اقتطعت صورة من تقرير مصور بثته قناة "الفضائية السورية" التابعة للنظام، ظهر خلاله طفلة أراد مراسل "الفضائية" أن يلقنها تحية لـ"الجيش السوري" فردت بعفوية "الله محيي الشام وأهلها".
"الجديد" نشرت أمس عبر موقعها الإلكتروني خبرا بعنوان "بعنوان "ابنة الغوطة التي شغلت العالم تظهر على شاشة التلفزيون السوري وتوجه رسالة صادمة"، وادعت القناة في خبرها أنها ذات الطفلة السورية "التي شغلت العالم قبل نحو ثلاثة أسابيع بعد أن تم نشر تسجيل مصور لها وهي تناشد العالم للتدخل في الغوطة وإنقاذها، والتي عرفت باسم "سندس".
وأشارت القناة في خبرها، إلى أن "سندس" ظهرت أمس خلال البث المباشر لقناة "الفضائية السورية" لعمليات خروج المدنيين من الغوطة عبر الممرات الآمنة، إلى جانب أهلها، الذين شكروا الجيش السوري على إنقاذ حياتهم، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً.
حيث عرضت قناة "تلفزيون سوريا" مساء أمس على منصاتها تسجيلاً مصوراً ظهرت خلال الطفلة "سندس" ونفت بشكل غير مباشر خروجها من الغوطة الشرقية، ووجهت خلال حديثها رسالة للأمم المتحدة طالبتهم خلالها بتأمين الرعاية الصحية والأمان حسب تعبيرها، وذكرت تاريخ أمس، ما يؤكد أن التسجيل صُوِر حديثاً.
حسابات موالية نشرت أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي لقطة من ذات التقرير المشار إليه، وادعت أن الطفلة التي قالت "الله محيي الشام وأهلها" هي طفلة أخرى اشتهرت من خلال ظهورها على موقع "تويتر" من داخل الغوطة الشرقية برفقة أختها الأصغر "آلاء" تتحدث باللغة الانكليزية عن الحياة داخل الغوطة الشرقية تحت الحصار والقصف، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً أيضاً.
وبحسب "منصة تأكد" المتخصصة برصد الأخبار والصور المشكوك في صحتها، فإن حساب "نور وآلاء" نشر تغريدة مساء أمس - في الساعة 3:26 م- تحدث خلالها عن اشتداد القصف المكثف، ونشر قبل ذلك بساعات مقطع فيديو للطفلتين في تمام الساعة السابعة من مساء يوم أمس شكرت خلاله "نور" لاعب كرة القدم البرتغالي "كريستيانو رونالدو" على وقوفه مع المحاصرين في غوطة دمشق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية