أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غياب القصف الجوي ينعش الأسوق الشعبية جنوب الحسكة

اغنام في سوق الحدادية جنوب الحسكة

أصبح سوق مواشي قرية "الحدادية" بالحسكة أو "الماكف" كما يسمى محلياً، أكبر سوق تعرفها المنطقة الجنوبية منذ 5 سنوات مضت كان الأهالي يبتعدون عن التجمعات الكبيرة خشية القصف الجوي لطائرات النظام والتحالف الدولي، وذلك بعد توسعه ليشمل بيع المواد الغذائية والبضائع الأخرى إلى جانب الأغنام والأبقار والإبل.
مع ساعات الصباح الأولى يتقاطر السكان والتجار إلى السوق، قادمين من القرى المحيطة بالسوق والمنتشرة في المنطقة الممتدة من قريتي "زين المبرج" و"أم مدفع" غرب بلدة "العريشة" حتى الحدود العراقية جنوب شرق المحافظة، وهي مناطق خرجت عن سيطرة تنظيم "الدولة" قبل عامين.
*المواد المعروضة بالسوق
وحسب مراسل "زمان الوصل"، لم يعد السكان يصطحبون "الجلب" (ما يراد بيعه من المواشي) وهي غالباً أغنام وأبقار جمال، فقط بل أمسوا يذهبون إلى السوق مع أي شيء يريدون بيعه مثل المواد الغذائية كالسمن العربي والخضروات والدجاج وبطبيعة الحال اللحم فمهنة "القصابة" هنا مكانها الطبيعي، حتى أنشأ احد القصابين (جزار) محلاً لبيع الصفيحة (لحمة بعجين).
أيضاً الألبسة الجاهزة والأحذية والمازوت والبنزين تعرض في "سوق الحدادية" إلى جانب الحبوب (قمح وشعير) والتبن ومواد الأعلاف الأخرى وأخشاب تستخدم في بناء البيوت الطينية والأبواب الجاهزة.
كما يوجد مكتب لبيع السيارات وآخر لبيع الدراجات النارية والخردة والأدوات المستعملة في السوق.

*تكاليف التسويق ومصدر البضائع
تبلغ مساحة سوق "الحدادية" الشعبي (الماكف) حوالي 50 دونما لصاحبها "عبد الرزاق خلف الصويلح"، الذي يتقاضى أجوراً رمزية من التجار عن نشاطهم في أرضه، فيدفع تاجر الأغنام 5 آلاف ليرة شهرياً عن "ربق الغنم" (حبل مثبت بالأرض تربط به رؤوس الأغنام المعروضة)، فيما يدفع أصحاب البسطات 100 ليرة يومياً عن إشغال مساحة معينة في السوق.
ويدفع أصحاب 10 محلات بنيت من "الطوب" نحو 15 الف ليرة سورية كل شهر، في حين يدفع صاحب كل "براكية" (دكان من صفيح) نحو 3 آلاف ليرة بالشهر.
التجار يستوردون -إن صح التعبير- البضائع بشكل مباشر من حلب ومنبج أو عن طريق تجار الجملة المحليين في مدينة الحسكة أو في منطقة "الشدادي".

*طريقة فريدة لتسويق المواشي
زائر السوق لا بدّ ان تستوقفه صيحات اثنين من "الدلالين" (السماسرة) وهم "عبيد الفهيد أبو زهرة" و"عرعور أبو غازي"، خلال ممارسة عملهما ببيع المواشي في السوق بطريقة مختلفة تثير استغراب المتسوقين والمارة.
تلك الصيحات تجمع عشرات الأشخاص حول الأبقار والإبل والأغنام، التي يعرضها أصحابها للبيع لدى الرجلين، للاستماع لأبيات الشعر الشعبي والعتابا وبعض الحركات "الكوميدية" لهما.
وانتعش سوق آخر يشابه سوق "الحدادية" قرب بلدة "مركدة" نتيجة توقف القصف الجوي على المنطقة عقب خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل نحو شهرين من البلدة الواقعة في أقصى جنوب المحافظة.

هذه الأسواق خلقت فرص عمل محدودة في منطقة شبه صحراوية غنية بالنفط والغاز، لكن معظم سكانها الفقراء يعتمدون في معيشتهم على الوظائف العامة والعمل في آبار النفط ومعمل الغاز والأفران والمطاحن أو على العمل بتجارة المحاصيل الزراعية، بالإضافة للحوالات المالية المرسلة من أبنائهم خارج البلاد والمهاجرين بغرض العمل إلى تركيا أو لبنان بسبب ارتفاع نسبة البطالة في المنطقة.
وطال القصف الجوي عدداً من الأسواق الشعبية خلال السنوات الماضية في مناطق "تل الجاير" و"الهول" و"تل براك"، لكن قصف سوق شعبي قرب قرية "الخنساء" جنوب بلدة "تل حميس" مطلع عام 2015، كان الأكثر كلفة بالأرواح، بعد مقتل 100 مدني وإصابة العشرات في أكبر مجزرة عرفتها الحسكة، ارتكبتها مروحيات نظام الأسد اثر استهدافها سوق الأغنام ببراميل متفجرة.

زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي