رحلة قصيرة لم تتجاوز الثواني القليلة تلك التي فصلت بين العتمة والنور في حياة الطفل "أويس العتقي" ذي السنوات الست في مدينة "حرستا" بريف دمشق عندما أراد الخروج من القبو الذي كان يؤويه مع عائلته هرباً من القصف للترويح عن نفسه، لكن شظايا صاروخ أطلقته طائرة روسية أفقدته البصر في عينيه الإثنتين. ويرقد "أويس" على أحد الأسرّة في "مشفى الغوطة الإسلامي" المعروف أيضاً باسم "القدس" بانتظار استكمال علاجه.
وروى مصدر مقرّب من الطفل، فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل"، إن الطفل أُدخل إلى المشفى الإسلامي (القدس) في الغوطة الشرقية في الخامس من الشهر الحالي –كانون الثاني- وهو يعاني من إصابة على مستوى الرأس سببت له أذية واسعة في العينين، حسب الأطباء.
وأضاف المصدر أن أطباء المشفى أجروا للطفل تفريغا للعينين وتم زرع أجفان وتركيب كرات بلاستيكية في كل عين كي لا تبقيا فارغتين لاستحالة استعادة البصر، ولا زالت هذه الكرات -كما يؤكد- غير متجاوبة مع الجسم إذ لا زالت هناك وزمة في عيني الطفل.
وأشار محدثنا إلى أن "وضع الطفل لا زال غير مطمئن حتى الآن ويمر أحياناً بحالات غياب وفقدان للوعي، وهو دائم الصراخ والبكاء ولكن بلا دموع، ويطلب من والدته الذهاب إلى منزلهم ويسألها دائماً عن سبب فقدانه للرؤية.
ولفت محدثنا إلى أن الطفل لازال قيد العلاج وهو بحاجة لعدد من العمليات ومنها-كما يقول- عملية ترقيع في الجمجمة ولكن العملية مؤجلة الآن بسبب خروج سائل من عينيه.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في آذار مارس الماضي أن 30% ممن يعانون من إصابات بسبب الحرب في الغوطة الشرقية هم أطفال تحت سن الـ15 مشيرة إلى أن الوضع الصحي في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق متدهور جداً، حيث يعيش 300 ألف شخص تحت الحصار، في ظل توقف المستشفيات الثلاث الرئيسي فيها عن العمل، مطالبة بالسماح بدخول مساعدات وإجلاء المصابين من ذوي الحالات الحرجة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية