أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاجئ سوري شاب أصبح مذيعا في أعرق إذاعات السويد

عمل "بولاد" كرواي أفلام وثائقية ومعلقا بصوته على أعمال تم تنفيذها لقناة "الجزيرة الوثائقية"، "ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي"

بعد عامين ونصف من لجوئه إلى السويد وعمله الجاد في مجتمع جديد وثقافة ولغة مختلفين تمكن الصحفي السوري الشاب "نور الدين بولاد" من الحصول على وظيفة صحفي إخباري في الإذاعة السويدية أعرق الإذاعات في السويد كمعد للتقارير الصحفية فيها.
وينتمي "بولاد" لعائلة سورية خرجت من سوريا أثناء أحداث حماة وحلب وعانت من التنقل بين عدة دول عربية هرباً من بطش نظام الأسد لتستقر في النهاية في العاصمة الأردنية التي ولد فيها عام 1987، وكانت دراسته الثانوية والجامعية في جامعة "اليرموك" التي درس فيها الصحافة والإعلام، ونال منها شهادة البكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون. 

مع موجة اللجوء السوري التحق الشاب الثلاثيني بـ"شبكة الإعلام المجتمعي" راديو البلد وموقع "عمان نت"، وأطلق مع عدد من زملائه –كما يروي لـ"زمان الوصل" مشروعاً صحفياً متكاملاً يهدف لمساعدة اللاجئين للأردن لتغطية مشاكلهم بنفسهم من خلال الأخبار أو التقارير الصحفية.

وتم توفير كادر من 35 شاباً وشابة لاجئين من مختلف المحافظات السورية وتدريبهم على أساسيات العمل الصحفي، وعمل "بولاد" كمنسق للمشروع في مرحلته الأولى، كما تم إطلاق موقع إلكتروني اسمه "سوريون بيننا" وبرنامج إذاعي شبه يومي مدته نصف ساعة يقوم بعرض التقارير الإخبارية التي يقوم بتنفيذها الشباب السوريون أنفسهم حول قضايا مختلفة تتعلق باللجوء وظروفه، وقصص النجاح وقصص المعاناة في المخيمات، وغيرها من القصص الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.


وعمل "بولاد" كرواي أفلام وثائقية ومعلقا بصوته على أعمال تم تنفيذها لقناة "الجزيرة الوثائقية"، "ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي"، "الحرة الوثائقية"، و"الدوتشيفيله الألمانية".

وكمعظم الشباب العربي المحبط من الوضع السياسي راودت "بولاد" فكرة الهجرة مراراً وتكراراً، وأصبح الوضع متأزماً بعد اندلاع الثورة السورية، ووجد نفسه ككل جيل الثمانينات من الشباب السوريين المشردين جراء أحداث سوريا آنذاك بلا هوية أو وطن أو أي حق يُذكر من الحقوق المدنية.

وشعر "بولاد" -كما يقول-أن بلده الأم تخلى عنه ببساطة بجريرة سياسية لم يكن مولوداً أصلاً حين حدوثها، وتمكن من اللجوء إلى السويد في ظروف لم يرغب بتذكرها.

ولكن الدافع الأكبر لها -كما يقول- محاولات ليْ النظام لذراع السوريين في الخارج من معارضيه فقرر السفر لدولة تحترم الحقوق والحريات يستطيع فيها تحصيل حقوقه المدنية التي كان يسمع عنها في "قصص الخيال الديمقراطي" أو في "حكايا سلاطين العدل"، حسب وصفه.
لم يكن سهلاً على الوافد الجديد كسر حاجزي اللغة والاندماج في السويد، فاللغة هناك –كما يقول- كانت جديدة كلياً عليه سماعياً ونطقاً وحتى الثقافة اللغوية المصاحبة للغة بعيدة جداً عن اللغة العربية والثقافة المرتبطة بها.

ورغم ذلك تمكن من إتقان جزء منها، لكن مشواره لا يزال طويلاً فيها، وربط محدثنا بين اللغة والاندماج فهما صنوان لا يفترقان "لا تستطيع الانخراط في المجتمع السويدي، ولن تحصل على ثقة هذا المجتمع إن لم تكن طلقاً في لغتهم، وكونك جديد بالضرورة فأنت لا تجيد اللغة ولذا فلا مكان لك تقريباً بين الشباب السويدي".

وهنا بدأ "بولاد" -كما يروي- بالبحث عن بدائل للانخراط واتجه لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي كانت تقدم دورات اللغة.
وساعده "يوتيوب" كثيراً وكذلك كبار السن في المرحلة الأولى لأنهم مستعدون دائما للعطاء بحكم تفرغهم ربما.

ولفت إلى أن السويديين "لا يفرضون على أحد شكلاً معينا من الاندماج، وإن كانوا يرتاحون لمن يشاركهم العادات ذاتها ربما بحذافيرها، لكن مفاتيح الاندماج الحقيقية التي يريدونها موجودة في أماكن أخرى غير أماكن الترفيه مثلاً، كما هو سائد بين الشباب".
وأضاف "المفاتيح هي التحدث بلغتهم، والعمل ودفع الضرائب، واحترام القانون، وهذه الميزات تحمل أي لاجئ على أكف الراحة ليرى نفسه بعد أعوام وقد سار في المسار الصحيح".

مضى على وجود الشاب السوري القادم من "عمان" أكثر من سنتين ونصف، ويعمل الآن موظفاً لدى إحدى أكبر المؤسسات الحكومية، الإذاعة السويدية الرسمية في مدينة "بوروس- Borås"، حيث يعد تقارير فيها باللغة السويدية وليس العربية مستخدماً -كما يقول- ثلاث لغات في المقابلات الإذاعية وحصراً اللغة السويدية عند الكتابة.

وكشف "بولاد" أن طريق وصوله إلى هذه الوظيفة لم يكن مزروعاً بالأزاهير إذا أمضى فيها حوالي السنة دون أن يتقاضى أجراً من هذه المؤسسة الإعلامية، وعمل في الليل -كما يقول- كموزع جرائد، ثم وجد عملاً بدوام جزئي في أحد الفنادق المشهورة في السويد، مضيفاً أنها المرة الأولى في حياته التي يعمل فيها بالمطبخ.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(236)    هل أعجبتك المقالة (241)

Elaf

2019-10-31

👌🏻 بالتوفيق.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي