أشعل اتهام وجه لمليشيا إيرانية بالتخاذل و"عدم الكفاءة".. أشعل فتيل تراشق غير مسبوق بين شبيحة بشار الأسد وداعمي نظام طهران ومرتزقته، وصلت حد شتم بشار وزوجته بألفاظ مقذعة للغاية وتذكيره مع أتباعه بـ"فضل البوط الإيراني" عليه، وفق ما رصدت "زمان الوصل" ووثقت بصور شاشة حصرية، قبل أن يتم حذف تلك التعليقات.
وبدأت القصة من رواية قيادي في مجموعات "سهيل حسن"، المقلب بالنمر، قال فيها إن هذه المجموعات سلمت المناطق التي سيطرت عليها بين الميادين والبوكمال إلى "لواء القدس" و"لواء فاطميون"، وهما –بالمناسبة- مليشيتان تتبعان بشكل كلي ومباشر لإيران، وتأتمران بأمرها، الأولى مشكلة من مرتزقة فلسطينيين في أغلبهم، والثانية قوامها مرتزقة أفغان.
وقال القيادي التابع لـ"النمر" إن التنظيم عاد وسيطر في اليوم التالي على مناطق تم تسليمها لـ"لواء القدس" و"فاطميون"، ما استدعى من مجموعات "سهيل حسن" العودة وإعادة السيطرة عليها، ثم تسليمها مجددا إلى مرتزقة الإيرانيين، لكنهم عادوا وانسحبوا، فعاودت مجموعات "النمر" الكرة للمرة الثالثة خلال نحو أسبوع، وهذا ما أرهق تلك المجموعات وكبدها خسائر إضافية.
ونعت القيادي مرتزقة إيران بعدم الكفاءة التي تجعل هزيمتهم سهلة للغاية، رغم "التطبيل" الذي يحظى به هؤلاء المرتزقة لاسيما من قناة "الميادين" ذات التمويل والتوجه الإيراني.
وعدّد القيادي بعض المزايا التي يحصل عليها مرتزقة "فاطميون" من قبيل الرواتب العالية، التي تصل إلى حد 1500 دولار شهريا للعنصر الواحد، مروار بالسيارات الحديثة، وصولا إلى تزوديهم بالوجبات الساخنة، بل وحتى المكسرات الفاخرة.
ونتيجة لهذا الانهزام المتكرر من "لواء القدس" و"فاطميون" تم الاعتماد في التثبيت على تشكيلات أخرى في مقدمتها "الفرقة 17"، أو بالأصح ما تبقى من الفقرة 17، وهي الفرقة التي حوصرت زمنا طويلا في الرقة، قبل أن يقتحمها تنظيم "الدولة" صيف 2014، ويقتل ويأسر من أفرادها أعداد كثيرة، كما فعل تماما في اللواء 93 (عين عيسى)، وهو بالمناسبة إحدى تشكيلات الفرقة 17.
وعلمت "زمان الوصل" أن مصير عناصر الفرقة 17 لن يكون بأفضل من مصير "لواء القدس" و"فاطميون" لجهة الانسحاب من المنطقة التي أوكلت إليهم، إذا ما شن التنظيم هجوما عليها، والسبب يعود إلى التآكل الذي أصاب الفرقة في عديدها وعتادها، والذي لم يستطع النظام ترميمه حتى اليوم، وعليه فإن وضع النظام في ريف دير الزور لاسيما جنوب الميادين وصولا إلى الحدود العراقية، هو وضع مقلقل وغير مستقر، خلافا لما يراد أن يوحى به من أطراف متعددة.
*"شوف أسيادك الإيرانيين كيف يوصفونك"
التوتر بين قوات النظام والمرتزقة التابعين لإيران على خلفية معارك البوكمال ومحيطها، يعيد إلى الأذهان توترا مماثلا نشب بين الطرفين أيام عودة تنظيم "الدولة" للسيطرة على تدمر (نهاية 2016)، حيث اتهم مرتزقة "فاطميون" يومها بأنها فروا سريعا من المدينة.
لكن اللافت في التوتر الحالي ظهوره بشكل أكثر حدة ووضوحا إلى السطح، وتجسده في صورة عبارات تخوينية وشتائم مخصصة لاتقبل التأويل، وصلت إلى رأس النظام وزوجته، مذكرة جميع الموالين بأن إيران هي من تحكم سوريا فعليا وأن "البوط العسكري الإيراني" هو من "حررها".
واستطاعت "زمان الوصل" توثيق محادثات وتعليقات (تحتفظ بها) جرت بين واحد من الشخصيات الإيرانية المعروفة في أوساط المليشيات سنشير له برمز "أ.ص"، مع شبيح تابع للنظام يقيم في السويد سنرمز له بـ"ش.ب".
وقبل الخوض في مضمون هذه التراشقات، لابد من التعريف بـالإيراني "أ.ص"، الذي يعد شخصية مشهورة في أوساط المليشيات، ولديه صداقات مع عدد غير قليل من عناصر النظام (جيش، مخابرات، إعلام..)، فضلا عن صداقاته مع مرتزقة إيران في العراق ولبنان.
وتقول معلوماتنا إن "أ.ص" فقد على الأقل 4 من أصدقائه (المقربين) الإيرانيين في سوريا، وهم يحاربون في صفوف المليشيات الطائفية دفاعا عن نظام بشار الأسد، وبالتالي فهو ليس شخصية مجهولة أو مغمورة.
ومع كل متابعيه وأصدقائه من النظام، فإن "أ.ص" لم يتورع ولم يتردد لحظة وهو يرسل تعليقاته البذيئة واحدا تلو الأخر، صوب شبيح النظام "ش.أ"، على خلفية ما كتبه القيادي في مجموعات "سهيل الحسن".
ولم يكن التراشق فقط على صفحة "أ.ف"، بل انتقل إلى صفحة القيادي في مجموعات النمر، حيث شتم "أ.ص" بشار وزوجته علنا وبوضوح تام، ووجه كلاما في منتهى الازدراء لكل من يؤيدون النظام.. وتعتذر "زمان الوصل" هنا على نقل بعض الكلمات الخارجة عن الأدب، ولكنها مضطرة لإيراد الكلام بحذافيره حتى تتضح صورة النظرة الإيرانية لبشار وجمهوره على حقيقتها، علما أننا عمدنا إلى حذف الكلمات شديدة البذاءة، وأبقينا على تعليقات المليشياوي الإيراني والشبيح الأسدي كما هي دون تدخل (حتى بتصحيحها نحويا أو إملائيا).
يقول "أ.ص" لشبيح النظام: "صرماية إيراني هو تاج راسك...لو أنت زلم تعال لبلدك وحررها ياحيوان، وتعوي علينا ولاتعرف بلدك حررت ببوط العسكري الإيراني"، فيرد عليه شبيح الأسد: "طز فيك وبإيران يلعن شرفك"، فيعود "أ.ص" ليوجه عيارا أثقل من الإهانات: "ياخرا إيران عم يحكم بلدك ياصبي، بينما أنت تعيش في سويد كلاجئ، ولايحق تزور عقر دارك..."، فيجيبه الشبيح "ش.ب" قائلا: "فشرت يا حقير، عم تغلط ع سوريا يا كلب، طز بشرفك وببلدك".
وهنا ينفلت "أ.ص" من أي عقال موجها كلامه لشبيح الأسد: "أي (...) فيك و (...) في سوريا يانجس، (...) أمك ع ام فشار نعجة بعصي (يقصد بعثي)، على أم أسما (زوجة بشار) (.....)"، فيجيبه شبيح الأسد "فضحت حالك وبلدك وكلامك يمثل أغلب الإيرانيين الإنجاس والحقودين".
وهنا ينقل الشبيح "ش.ب" التراشق من صفحة الإيراني "أ.ص" إلى صفحة القيادي في مجموعات النمر، موضحا للجميع ما قاله "أ.ص" بالحرف الواحد، محاولا استثارة حميتهم، لكن الصمت يبقى سيد الموقف، ليندفع "أ.ص" عبر صفحة القيادي في مجموعات النمر، ويزيد عيار التحدي والشتائم للشبيح ولبشار وزوجته وجميع مؤيدي النظام، قائلا: "ههههههه تعوي ك امرات عاهرة.. شو بدك تثبت؟.اي (...) في شرفك و(....) في سوريا يلي ينجب (....) امثالك يا اخو (...)...هلق صور من تعليقي وانشر في قصر فشار نعجة بعصي (يقصد بعثي) واسماء (...)".
وعندها عاد "ش.ب" لتذكيره بأحد التعليقات المهينة، فكرر المليشياوي الإيراني "أ.ص" استخدام الألفاظ البذيئة، فرد عليه "ش.ب": مفكر حالك إذا حذفت تعليقاتك النجسة ما رح صورها، والله لألعن شرفك"، لكن الإيراني "أ.ص" يؤكد شتمه لبشار متحديا: " اي صور صور و ارسل لفشار الدوبرمان و قل لها يا بعصي شوف اسيادك الايرانيين كيف يوصفونك".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية