سنوات سبع مرت على الحرب السورية، التي بدأت بشعار "الأسد أو نحرق البلد"، لتخرج سريعا من محليتها، وطبيعتها، وتحول الأرض السورية إلى ساحة صراع وتنافس وتنابذ، بين قوى إقليمية ودولية، ليس اولها "الاسلامية الإيرانية"، وليس آخرها "الولايات المتحدة"، مرورا بقائمة تطول، من دول، وجيوش وميلشيات، وشذاذ آفاق.
التدخل الذي بدأ مخابراتيا، ما لبث أن بات مباشرا، والقوات الخاصة، باتت قواعد عسكرية، بمهابط ومرابض وبنى ليست مؤقتة ولا عابرة.
"زمان الوصل" حصلت –حصريا-على دراسة اختصاصية، وضعها خبراء عسكريون مطلعون، حول القواعد العسكرية الجوية، جنسياتها، توزعها، أماكنها، طبيعتها العسكرية، وقدرتها اللوجستية.
تقتصر الدراسة على القواعد الجوية فقط، من بين عدد كبير من القواعد العسكرية الاجنبية على التراب السوري، تختلف بحسب الدول التي تتبع لها، والأهداف التي أنشئت لأجلها.
القواعد الجوية الروسية
القوات الروسية التي دخلت الحرب السورية كطرف إلى جانب النظام، بدأت عملياتها العسكرية من المطارات العاملة، وسجلت أبرز عملياتها، في مطار حماه العسكري، مطار المزة، مطار الشعيرات بريف حمص، مطار الضبعة بريف حمص. قبل أن تنتقل الى إقامة القواعد العسكرية، وأبرزها قاعدة حميميم، التي يبدو أنها باقية بشكل دائم، بحسب تصريحات لمسؤولين روس، منها تصريح رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الاتحادي الروسي فيكتور بونداريف، لوكالة "سبوتنيك" في 25 نوفمبر 2017، بأنَّ روسيا تعتزم الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس بسوريا، بعد انتهاء ما اسماه "عمليات مكافحة الإرهاب".
وتعتبر قاعدة مطار حميميم قيادة عمليات للقوات الروسية العاملة على امتداد الأرض السورية، بعد اتفاق يمنحها الحق باستخدام المطار دون مقابل ولأجل غير مسمى، تم توقيعه في العام 2015، وتلاه عملية توسعة وإعادة تأهيل وصيانة للمكان، تكلفت آلاف الدولارات، بغرض تحويله الى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
الدراسة التي حصلت عليها زمان الوصل حصريا، تشير إلى أن قوات النظام أقامت بدائل لمطار حميميم بعد منعها من دخوله، فتم إعادة تأهيل مطار الحميدية الزراعي جنوب طرطوس، ليصبح جاهزا لاستقبال الطيران المدني، وبطبيعة الحال يمكن استخدامه لإقلاع الطيران العسكري إذا لزم الأمر.
وتم إقامة مهبط للحوامات في "سطامو"، لصالح السرب 618 بحرية (حوامات كاموف + ميل 14), ويتوضع في المهبط حالياً مجموعة من سرب حوامات من اللواء 59 حوامات نقل ومجموعة من طائرات استطلاع بدون طيار والتي حصل عليها النظام من روسية وهي من طراز ايليرون 10.
وتتابع الدراسة رصد القواعد الروسية، لتصل الى التواجد الروسي في مطار "منغ"، والذي يبدو أنه ليس عابرا، وكانت الوحدات الكردية سلمت مطار "منغ" للقوات الروسية منذ زمن ليس بعيد، حيث جرى رفع العلم الروسي فوق المطار كخطوة استباقية لمنع دخول الأتراك وقوات المعارضة اليه.
روسيا تهرب الآثار من مطار تدمر
اتخذت القوات الروسية من مطار تدمر مقراً عسكرياً وجوياً لها في عمق البادية السورية بعد انسحاب تنظيم الدولة منه، ويستخدم قاعدة للطيران المروحي وطائرات الاستطلاع بدون طيار، كما أقيم داخله مركز تنصت وتشويش متطور.
وهناك معلومات تشير إلى اعتماد القوات الروسية على هذه القاعدة، في تهريب الكثير من الآثار المنهوبة من مدينة تدمر وسواها.
وذكرت الدراسة، أن قوات النظام لازالت موجودة في المطار، عبر سرب طائرات ل 39 ومفرزة حوامات دعم ناري من اللواء 64 حوامات مي 25.
وكانت وكالات أنباء تناقلت خبر شروع روسيا ببناء قاعدة عسكرية جديدة، في بلدة خربة رأس الوعر، قرب بئر قصب، شرق دمشق.
قواعد إيرانية
منذ وقت مبكر حضرت إيران في الحرب السورية، سواء بقوات مباشرة، أو مرتزقة محسوبة عليها، ومن الصعب تحديد اماكن محددة لتواجد تلك القوات والميليشيا، بعدما باتت أكثر حضورا، وعددا، وعدة، من جيش النظام نفسه.
وتشير الدراسة الى بعض اهم قواعد القوات الإيرانية وميليشياتها، وفق الآتي:
مطار دير الزور
بعد فك الحصار عن المطار من قبل النظام هذا العام، تم تموضع القوات الإيرانية وقوات حزب الله والمليشيات الشيعية داخل المطار، كما تموضعت داخل المطار مفرزة طائرات ل 39 من الكلية الجوية بعد أن أصبحت كافة طائرات اللواء 24 تدريب خارج الخدمة، كما تم توضع سرب حوامات نقل مي8-مي 17 داخل المطار أيضاً.
مهبط حوامات السفيرة
أقامت هذا المهبط القوات الايرانية المتمركزة في معامل السفيرة بحلب، لصالح نقل المعدات والمواد المتفجرة والذخيرة والبراميل المتفجرة التي يتم تصنيعها هناك.
يحوي المهبط على مفرزة من طائرات نقل مي 8 لنقل المواد إضافة إلى مفرزة حوامات "غازيل" لنقل القادة، مع وجود مجموعة طائرات بدون طيار بإدارة ايرانية.
مهبط جنوب الرقة
خلال معاركه في ريف الرقة الجنوبي أقام النظام مهبطاً للحوامات جنوب الرقة شرق طريق الرقة الجنوبي، حيث تتمكن الحوامات من الهبوط بغية تزويد القوات والمليشيات العاملة معها بمختلف أنواع الدعم، كما تتواجد في المهبط طائرتا استطلاع بدون طيار ايرانيتا الصنع، مع منظومة القيادة التابعة لها.
مطار الضبعة العسكري:
قبل قيام الحراك الثوري، لم يكن مطار الضبعة يحوي أي طيران للنظام، وبعد سيطرة حزب الله والقوات الشيعية على منطقة القصير، اتخذ الحزب هذا المطار موقعا عسكريا له، وقد تركز وجود عناصره داخل "هنكارات" الطيران ومحيطها في الجانب الغربي من المطار، ويستخدم الحزب هذا المطار لإقلاع الطيران المسير، كما تم رصد هبوط طيران إيراني داخل هذه القاعدة لفترات متقطعة ومتباعدة.
قاعدة خربة الورد:
بعد استيلاء المليشيات الشيعية على منطقة السيدة زينب ومحيطها، اتخذت من مهبط خربة الورد مقرا لها، وأعادت صيانة جزء منه، ليكون صالحاً لإقلاع وهبوط الطيران المسير، ولا زالت تستخدمه حتى الآن.
القواعد الأمريكية
لم يعد الوجود العسكري الامريكي سرا، بعد مؤازرته العلنية للقوات الكردية شمال وشرق البلاد، تحت عنوان محاربة الإرهاب، كما لم يعد الحضور الأمريكي مقتصرا على قوات نخبة، وخبراء، بل تعدى ذلك إلى القواعد العسكرية، التي ينبئ بعضها بالديمومة والاستمرار.
مهبط رميلان
وهو عبارة عن مهبط زراعي قديم قامت القوات الامريكية بتجهيزه وتأهيله وتسويره ليصبح قاعدة لهبوط الطيران المروحي والطيران المسير وطيران النقل (المدرج بطول 1400 متر) ويعتبر هذا المهبط هام للقوات الأمريكية بسبب قربه من أهم حقول النفط في المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، وحالياً يتم هبوط بعض طائرات النقل التي تنقل الدعم لقوات سورية الديمقراطية في هذا المطار.
مهبط المالكية
يقع هذا المهبط إلى الجنوب الغربي من بلدة المالكية، وكما هو الشأن في مهبط "الرميلان"، قامت القوات الأمريكية بتجهيز هذا المهبط لنفس الغاية، وتم اجراء صيانة شاملة له حتى أصبح الآن بطول 1250 متر بعد أن كان لا يتجاوز 750متر، وهو يصلح الآن لهبوط واقلاع مختلف أنواع الطيران.
القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر
قامت الولايات المتحدة ومنذ بداية العام 2017 بتجهيز قاعدة عسكرية ضخمة لها شمال الطبقة بحوالي /90/ كم (شمال بلدة صرين) قرب قرى سبت الفوقاني وسبت التحتاني وسبت الهنكو، وتعتبر هذه القاعدة هي الأخطر من بين كافة القواعد الأمريكية في الشمال السوري، لأن مخططات إنشائها تدل -كما يبدو- على أنها ستكون قاعدة دائمة وليست مؤقتة، كما يقوم الأمريكون بإنشاء مدرج للطيران بجوارها، إذ شرعت بإنشائها على أرض زراعية فارغة.
بين تل بيدر وتل تمر
حيث تعتبر أيضاً من أكبر القواعد الأمريكية في شمال سوريا، وتم انشاء مدرج كبير للطائرات داخل هذه القاعدة، وعلى الأغلب أنها أصبحت جاهزة للعمل حالياً، حيث رصدت عدة طائرات شحن كبيرة تهبط داخل هذه القاعدة.
قاعدة تل بيدر
تم انشاء مهبط قصير للطائرات والحوامات (360 متر) بالقرب من صوامع الحبوب الموجودة في تل بيدر، ويخدم هذا المهبط القاعدة الأمريكية الكبيرة في تل بيدر، وقد زود هذا المهبط بالعتاد الحربي الحديث إضافة إلى مستلزمات عسكرية أخرى.
الفرنسيون متواجدون في لافارج
تم إنشاء مهبط داخل معمل لافارج للإسمنت في ريف الرقة الشمالي، حيث تستخدم القوات الفرنسية والقوات الأمريكية هذا المهبط لإمداد قوات سورية الديمقراطية بالعتاد والسلاح.
القاعدة البريطانية في التنف
للقوات البريطانية حصتها أيضا، حيث أقيمت قاعدة عسكرية وجوية بريطانية في منطقة "التنف" عند التقاء مثلث الحدود السوري – العراقي – الأردني، تضمنت منظومة قيادة وتحكم واستطلاع، كما وضعت مجموعات من طائرات بدون طيار لتنفيذ مهامها داخل الأراضي السورية.
وتتوقف الدراسة أخيرا عند القوات التركية، التي دخلت الأراضي السورية، (إلا أننا لم نلحظ حتى الآن امتلاكها لأي قاعدة جوية، ربما يعود سبب ذلك إلى عدم حاجتها بسبب قرب الحدود التركية من ساحة الصراع السوري).
وتختم الدراسة، أن القواعد والمطارات العسكرية التابعة للنظام، كانت قواعد لمختلف القوات الحليفة، سواء في العمليات البرية او الجوية، ناهيك عن الدعم التقني واللوجستي والعملياتي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية