أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يخنق السوريين بحوالاتهم.. منشار "درغام" سيعمل في كل الاتجاهات ولن ينجو منه أحد

خلال سنوات الحرب المدمرة زاد اعتماد السوريين على تحويلات أقاربهم ومعارفهم - أرشيف

شدد نظام بشار الأسد قبضته على حياة السوريين، وأحد مصادر عيشهم، مع وضع شروط جديدة على حركة الحوالات المالية الواردة إلى سوريا، ومنها عدم جواز استلام حوالة تزيد عن 500 دولار شهريا، وحجز الحوالة التي تزيد عن هذا الرقم لدى مصارف النظام مدة 3 أشهر.

الشروط الجديدة جاءت في تعميم أصدره حاكم "مصرف سوريا المركزي"، دريد درغام، وبدت وكأنها إجراءات عقابية وتسلطية أكثر من كونها خطوات اقتصادية الأبعاد، إذا لم يكتف "درغام" بتقييد سقف الحوالة عند 500 دولار، بل إنه لم يسمح للشخص الواحد أن يستلم أكثر من حوالة شهريا، والأنكى أن من يستلم حوالة دون السقف (دون مبلغ 500 دولار) فعليه أن يستلمها بالليرة حصرا، وليس بالدولار الذي هو عملة غالب الحوالات.. وبهذه التعليمات لن ينجو أحد من مستلمي الحوالات من الضرر، أو يسلم من دفع "الخوة" للنظام، إما عبر تأخيره 3 أشهر لتسليم الحوالة، أو عبر تسلميه الحوالة بالليرة، وبسعر الصرف الذي يحدده "المركزي"، وهو دائما أدنى من سعر الصرف الحقيقي.

ومع كل ذلك، فقد خرج "درغام" عبر إعلام نظامه ليدافع عن إجراءاته التي فرضها، معتبرا إياها بمثابة خطوات لـ"قطع الطريق على المضاربين في سوق الصرف"، بل ودافع عن نظام "الخوة" الذي فرضه قائلا: "المضطر والمستعجل على استلام الحولات التي تزيد على 500 دولار ليدفع 10 بالمئة ويستلم المبلغ فورا"؛ أي فليحاصص النظام في أمواله إن كان يريد استنقاذها منه. 

ولاتقتصر إجراءات النظام الجديدة على تخيير السوري بين أمرين كلاهما مضرّ به، إما الرضا بتجميد حوالته 3 أشهر أو دفع 10% من قيمتها ليقبضها، بل إن النظام أيضا يصر على إطباق حلقة خنق مستلم الحوالة، حيث يجبره بعد انقضاء مدة الحجز (3 أشهر)، أو بعد دفع نسبة 10% على قبض الحوالة بالليرة السورية وليس بالدولار، وبسعر 457.2 ليرة وهو سعر يقل عن سعر السوق بعشرات الليرات، أي إن "منشار" النظام الذي استله "درغام" سيأكل أموال السوريين بمختلف الاتجاهات، ولن يكون هناك مفر، لا إن استلم الشخص حوالة فوق 500 دولار شهريا، ولا إن استلم حوالة تحت 500 دولار، ولا إن صبر على تجميد حوالته، ولا إن كان "مستعجلا ومضطرا"، وفق توصيف "درغام".

وبموجب هذه الشروط أيضا، يمنع سحب أكثر من حوالة مالية واحدة في الشهر، أو تصريف العملات الأجنبية أكثر من مرة واحدة في الشهر الواحد.

وحتى ما قبل حرب بشار الأسد المدمرة وحلفائه، كانت نسبة ملحوظة من الشعب السوري تعتمد على حوالات المغتربين والمهاجرين السوريين في أصقاع الأرض، سواء الخليج العربي أو أوروبا أو أمريكا، ولولا هذه الحوالات لكان لحياة السوريين شكل آخر.

وخلال سنوات الحرب المدمرة زاد اعتماد السوريين على تحويلات أقاربهم ومعارفهم، بعدما سُدت أغلب أبواب طلب الرزق في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، وتقطعت السبل بالعائلات وانشق عشرات آلاف الموظفين عن وظائفهم احتجاجا على سياسة القمع أو هربا منه، وفقدت نسبة غير هينة من السوريين معيلها الرئيس (رب الأسرة)، إما قتلا أو اعتقالا، ولم يكن هناك من طرق عملية ومضمونة دائما لوصول تبرعات وإعانات المنظمات المعنية إلى مستحقيها.

وفي ظل هذا الوضع المعقد، واعتماد السوريين البالغ على الحوالات، يتكشف جانب من جوانب تشديد حصار النظام للسوريين، وتسلطه على آخر مصادر رزقهم (الحوالات)، بعد أن استباح بيوتهم ومحلاتهم وتركها في كثير من المناطق نهبا لجيشه ومرتزقته.

زمان الوصل
(132)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي