أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حصار الغوطة.. نقص العلاج الكيميائي يزيد حياة مرضى السرطان تهديدا

يعاني مرضى السرطان في "الغوطة الشرقية" من نقصٍ حاد في الأدوية - جيتي

يوماً تلو الآخر، تزداد معاناة مرضى الأورام الخبيثة ولا سيما مرضى السرطان في "الغوطة الشرقية" بريف دمشق، حيث تعجز المشافي الطبية عن تأمين سبل العلاج اللازمة لهم، نتيجةً لتعنت النظام وإمعانه في تطبيق سياسة الحصار، ورفضه إدخال أي نوعٍ من أنواع الغذاء والدواء إلى المنطقة.

في السياق ذاته، قالت الطبيبة "وسام الرز"، أخصائية معالجة أورام الدم والسرطان في مركز "رحمة الطبي"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن المركز يعاني في الوقت الراهن من نفاد أدوية العلاج الكيميائي، مما يعرض حياة مرضى السرطان للخطر، مشيرةً إلى أن عدد مرضى السرطان الكلي يصل إلى 1200 مريض، منهم 559 قيد العلاج، ومعظمهم نساء وأطفال، إذ تُقدّر نسبة النساء 57 %، في حين تصل نسبة الأطفال إلى 20 % من المرضى.

وأضافت أن المركز هو الوحيد من نوعه لمعالجة مرضى السرطان في "الغوطة الشرقية"، كما أن مخزون الدواء الموجود حالياً فيه لا يكاد يغطي حاجة 3% من المرضى، وفي حال عدم دخول الأدوية فإن 559 مريض، مهددون بالموت المحتم، فيما بلغت نسبة الوفيات 10.5% أي ما يعادل 120مريضا تقريباً، حتى نهاية 2016 الفائت. 

من جهةٍ أخرى، يعاني مرضى السرطان في "الغوطة الشرقية"، من نقصٍ حاد في الأدوية الخاصة لعلاج مثل هذا النوع من الأمراض، فضلاً عن سوء التغذية والعامل النفسي السيئ الناتج عن الحصار الذي تشهده المنطقة منذ أربعة أعوام، وهنا أكدّت "الرز" أن 20 مريضاً، بينهم خمسة أطفال توفوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، جراء نقص الدواء، ومنع النظام إخلاءهم خارج "الغوطة" لتلقي العلاج اللازم.

على الرغم من تراجع صحة "أبو محمد" أحد المصابين بمرض السرطان، إلا أنه ما يزال يأمل في الحصول على العلاج المناسب ليتمكن من متابعة حياته وتربية أولاده بشكلٍ طبيعي، وقال لـ"زمان الوصل" اليوم أتلقى علاجاً مخفضاً، فالحصار أدى مع مرور الوقت إلى انقطاع العلاج "الكيماوي"، والآن يتم إعطائي جرعات وريدية بنسب قليلة عمّا كانت عليه لعدم توفرها.

وأضاف في مثل هذه الظروف يبقى الأمل هو العلاج الوحيد لنا كمرضى سرطان.

ووفقًا لما أشارت إليه "الرز" فإن القائمين على "مركز الرحمة" تواصلوا مراراً مع المنظمات المتواجدة داخل وخارج الأراضي السورية، إضافةً إلى بعض أعضاء المهمة السياسية وعددٍ من الجمعيات الإنسانية الفاعلة، لكن دون جدوى.

وختمت حديثها بالقول" نحاول إسماع صوت مرضانا وتحييدهم عن النزاع، خاصة وأن 80% منهم نساء وأطفال، وليس لهم علاقة بما يجري على الأرض من نزاعات".

الجدير ذكره أن "مركز رحمة" تأسس في منتصف العام 2013، بهدف علاج الأورام الخبيثة والسرطان، حيث يُقدّم المركز العلاج المجاني لمعظم الحالات في "الغوطة الشرقية"، وشفي فيه180 مريضاً، بعد تلقيهم العلاج على مدار السنوات الماضية.

زمان الوصل
(88)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي