
هل هؤلاء سوريون؟.. مؤيدون شامتون بصور أطفال مخيمات في الأردن

منْ يتابع تعليقات أغلب المؤيدين على صفحات التواصل الاجتماعي يصاب بالذعر من هول الشرخ الاجتماعي والإنساني بين السوريين، وكمّ الحقد الذي يحمله هؤلاء على (إخوة) لهم في الوطن لمجرد أنهم يحملون رأياً مغايراً حول الأسد، أو حتى طريقة إدارة البلاد.
بعض هؤلاء يرى فيمن خرج من البلاد إما خائناً أو جباناً وفي كلا الحالتين يجب عدم قبول عودته، وذهب البعض إلى المطالبة بإسقاط الجنسية السورية عنهم، وهذا كما يعتقد كثر هو دسٌّ يريده النظام كمطلب جماهيري ضد معارضيه.
صفحة "دمشق الآن" أعادت نشر صور لأطفال سوريين في مخيم على الحدود الأردنية لاقى صدى واسعاً لدى المهتمين بأوضاع النازحين في كل أنحاء العالم، ورأت الغالبية أن ما حملته الصور القادمة من هناك تعبر عن مدى البؤس الذي وصل إليه هؤلاء البشر من إهمال وقسوة، ووصف كثيرون صور الأطفال الذين يشربون من مياه الأمطار ويغرقون بالوحل بأنها "صادمة".
لكن التعليقات التي جاءت من سوريين على صفحة "دمشق الآن" الموالية كانت أكبر صدمة من هول الصور، وتدفع للتساؤل هل كنا نحيا سوية، وهل نحن جميعاً سوريون، وهل هناك ما يبرر هذا الكم الكبير من الحقد والشماتة؟.
معلقة تدعى (Lila Lila) اتهمت سكان المخيم أنهم وراء مأساتهم، وأنهم ساهموا في خراب وطنهم، وهم أهالي المسلحين: "هنن جابو الذل لأنفسهم وهنن خربو البلد كل واحد طلع من بيتوا وتم في سوريا الأم عاش أحلى ما يعيش في بيتو بس هدول أهل المسلحين الأرهابين يلي خربو البلد الله ينتقم من كل واحد خرب حجر في سوريا الأم".
Amina Hafez معلقة أخرى رأت أن هذا المصير الحقيقي لمن اختار الخيانة: (هاد مستوى لي بيلجئ للخونه).
Zaher Alfakseh علق متضايقاً من بعض من دعا لهم بالخلاص، ومن هؤلاء يدفعون ثمن تركهم بلادهم للغرباء: (نفختوا قلبنا..هاد يلي بيترك ارضو بدون مايدافع عنها من الغريب والمسلح).

وحملت تعليقات عبارات مثل (اللي بيطلع من دارو بيقل مقدارو)، (موهدول بدهم حرية)، (اللهم لا شماتة بس هنن هيك بدن الله لا يردن)..وهي تعليقات تبدو رحيمة قياساً لسيل الشتائم والسباب والتخوين.
"لميس نداف" معلقة أخرى تعاملت مع الصور وقصص اللاجئين وكأنهم باعوا أراضيهم وديارهم كرمى أن يعيشوا بذل: (الله ﻻيشيل عنن هم ليتعلموا كيف يتركوا اﻷرض اللي حويتن كل هالسنين ويطلعوا عاﻷردن وعلى غير اﻷردن أكالين نكارين).
تعليق غريب أن هؤلاء فضلوا الدولارات وإنجاب الأطفال على الحياة الهانئة في سوريا: (إن أتعس انسان ببلدنا حاله أفضل من هذه ولكن طمعهم بكام دولار يأتيهم عبارد المرتاح جعلهم يفضلون البقاء في هذه المخيمات ويتفرغون لأنجاب الأولاد).
Salam Qweider نصحهم بالعودة إلى الوطن وباب المصالحات مفتوح: (أفضل لكرامتهم ان يعودوا إلى بيوتهم في وطنهم .... صدر الدولة مفتوح لهم ..... المصالحات تسير على قدما وساق. .....مئات الآلاف استفادوا منها).
بعض التعليقات حملت عبارات التسليم لقضاء الله، والتعاطف مع حالهم باستثناء رأي أخير كان الأكثر عقلانية في أن هؤلاء حتى لو كانوا معارضون فهم بالنهاية أبناء البلد: (عم شوف واقرا كم هاااائل من التعليقات السخيفه الوضيعه بالنهاي هدول سوريين ولاد بلدكم اين كان مؤيد او معارض هاد ابن بلدك مدني مش يهودي).
أما بعض المعارضين فدخلوا مع المؤيدين في صراع وشتائم وتحميل النظام المجرم في دمشق مسؤولية ما لحق بكل السوريين من ويلات.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية