تستعد منطقة القلمون الشرقي في "ريف دمشق"، خلال الأيام القليلة المقبلة، لاستقبال دفعةٍ من اللاجئين السوريين القادمين من جرود "عرسال" اللبنانية، وذلك استكمالًا لبنود الاتفاق الموقع مؤخرًا بين "سرايا أهل الشام" وميليشيا "حزب الله" اللبناني.
وتضمن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الطرفين في جرود بلدة "عرسال"، بتاريخ 23 من شهر تموز/ يوليو الماضي، تضمن مغادرة عناصر "سرايا أهل الشام" برفقة أسرهم ومن يرغب بمرافقتهم من اللاجئين السوريين في "عرسال" إلى مدينة "الرحيبة".
في هذا الشأن قال "حازم أبو الخير" وهو ناشط في المجالين الإغاثي والإنساني في منطقة القلمون الشرقي، إن عدة فعاليات مدنية وعسكرية في منطقة القلمون الشرقي، سارعت ومنذ الإعلان عن وجهة مهّجري "عرسال"، إلى القيام بواجبها في سبيل تجهيز مساكن مناسبة في مدينة "الرحيبة" لإيواء مئات العوائل السورية الوافدة من الأراضي اللبنانية إلى المنطقة، حيث من المتوقع أن تصل أعداد المغادرين برفقة "سرايا أهل الشام" إلى نحو 3600 لاجئ، بمن فيهم عناصر السرايا وعائلاتهم.
وأضاف أن معظم منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والطبية العاملة في مدينة "الرحيبة" تعهدت بتقديم كافة المستلزمات الخدمية للمهجرين، بينهم (المجلس الثوري المحلي، الدفاع المدني السوري، اتحاد شباب سورية، مؤسسة أمان الإنسانية، غراس النهضة) وغيرهم، إضافةً إلى توفير المُساعدات الغذائية من مأكل وملبس ومياه وكهرباء ومستلزمات الأطفال.
ووفقًا لما أشار إليه "أبو الخير" فقد أُعلن في مدينة "جيرود" المجاورة، عن تشكيل لجانٍ خاصة بالاستقبال والخدمات والإحصاء، من أجل تأمين كل الاحتياجات اللازمة وحسب المستطاع للاجئين القادمين من "عرسال"، مبينًا كذلك أن "حركة أحرار الشام" تعهدت بدفع أجرة خمسين منزلًا سكنيًا مخصصة لإيواء عوائل اللاجئين، لمدة شهرين، وسط دعوات أهلية موجهة للمغتربين تحثهم فيها على فتح بيوتهم المقفلة أو السماح باستئجارها لإيواء القادمين الجدد.
من جهةٍ أخرى، استقبلت مدن وبلدات القلمون الشرقي على مدار السنوات الماضية آلاف السكان النازحين من بلدات "الغوطة الشرقية" و"ريف حمص"، وجرى تأمينهم في البيوت الفارغة المتوفرة في المنطقة خصوصًا منازل المغتربين الذين لم يترددوا بفتح بيوتهم لاستقبال النازحين.
ويرى "أبو الخير" أن الوضع الآن يختلف عمّا كان عليه الحال سابقًا، فمع وصول هذه الدفعة الجديدة من نازحي مخيمات "عرسال" فإن العمل جارٍ حاليًا على إنشاء ما يشبه المخيم السكني شرقي مدينة "الرحيبة" إذ يحاول القائمون فيها على استغلال إحدى المنشآت الرياضية القديمة وإعادة صيانتها من الناحيتين الفنية والصحية لاحتواء أعداد المهجرين والنازحين من خارج المنطقة.
على صعيدٍ متصل، يطالب أهالي المنطقة بضرورة تدخل هيئة "الأمم المتحدة" والجمعيات الإنسانية للقيام بواجبها لمساعدتهم في مواجهة هذا العدد الكبير من النازحين، لا سيما في ظل ما تعانيه المنطقة من نقصٍ كبير في الخدمات المعيشية والصحية، نتيجةً للحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإغاثية المحلية والدولية.
بدوره قال "عمر الشيخ" الناطق الرسمي باسم "سرايا أهل الشام" لـ"زمان الوصل" إنهم اختاروا الذهاب إلى منطقة القلمون الشرقي الخاضعة لسيطرة "المقاومة"، عوضًا عن محافظة "إدلب" لكونها الخيار الأنسب.
وأردف أيضًا "نرغب بالابتعاد عن اقتتال الفصائل الذي تشهده أنحاء متفرقة في الشمال السوري"، مفضلا تجنب "اتخاذ موقف يريده أعداء (الثورة) في تلك المنطقة المكتظة بالمدنيين والفصائل العسكرية".
وأوضح: "نحن على تنسيق تام مع إخوتنا في (الرحيبة) وهم يعملون ما بوسعهم لاستقبال المهجرين من أبناء منطقة القلمون الغربي رغم حصارهم".
ولفت كذلك إلى أنهم على علمٍ بحجم المعاناة التي تعيشها البلدة في ظل النقص الشديد الذي تشهده المنطقة على كافة الأصعدة.
يعاني أهالي منطقة القلمون الشرقي (الرحيبة، جيرود، الناصرية، العطنة) الذين يصل عددهم إلى نحو 280 ألف مدني، ثلثهم تقريبًا من النازحين، من حصارٍ ما يزال مستمرًا عليهم منذ أواسط العام 2013، حيث لا تسمح قوات النظام من حينها سوى لكمياتٍ محدودة من المواد الغذائية والمحروقات والخضار بالدخول إلى المنطقة، وهو بالكاد يغطي احتياجات نصف السكان.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية