يشهد الجنوب السوري، بعد الهدنة الأمريكية الروسية الأردنية، إرهاصات كبيرة تتخللها تدخلات إقليمية ودولية، وظهور اندماجات متعددة، لتشكيل جسم عسكري أكثر تراتبية ويعتمد على الخبرات العسكرية المنشقة، ما يفضي بوجود رغبة من الفصائل بإطلاق نواة تشكيل "جيش سوري وطني" لخدمة الثورة ومصالحها.
وضمن هذا السياق أعلنت مجموعة من الفصائل في الجنوب السوري مؤخرا عن تشكيل "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" بتاريخ 22/7/2017، يضم عددا من الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر في درعا والقنيطرة وفي مقدمتها: (فرقة فجر التوحيد، وجبهة أنصار الإسلام، وفرقة صلاح الدين وألوية وكتائب أخرى). وأكدت الفصائل في بيان إعلانها عن التشكيل الجديد أنه جاء نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها الثورة السورية، وغياب القرار الوطني السليم، والابتعاد عن مبادئ الثورة السورية.
من جهته أكد "أبو محمد الإخطبوط" قائد "فرقة فجر التوحيد" إحدى الفصائل المنضوية ضمن "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" قائلًا: "إن الهدنة في الجنوب سمحت للفصائل العاملة على الأرض إعادة ترتيب صفوفها، واتخاذ مساحة أكبر للتفكير السياسي والعمل على توحيد الصفوف وتشكيل قوة عسكرية بعد المعارك والمواجهات التي كانت تخوضها ضد قوات النظام وميليشياته في المنطقة الجنوبية قبل إعلان الهدنة.
وأضاف أن بنية تشكيل "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" لا ترتبط بأي أجندات خارجية وقرار تشكيلها قرار داخلي، وأن تزامن إعلانها في ظل الهدنة بعد أن أدركت الفصائل حجم المؤامرات التي يخططها النظام والميليشيات المساندة له في المنطقة الجنوبية، وجرها إلى باب المصالحات وتفريغ المناطق من سكانها، خدمةً للمشروع الإيراني في المنطقة على حد تعبيره.
وأشار "الإخطبوط" أن أهداف تشكيل "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" تُرَكِز على "وحدة التراب السوري" والحفاظ على مبادئ الثورة الأساسية، بعد أن شهدت الساحة السورية تقاسم مصالح بين دول إقليمية ودولية، وأن يبقى القرار وطنياً حراً مستقلاً، لا يرتبط بأي أجندة أو سياسات أو إملاءات خارجية تتعارض مع مصالح الثورة السورية، إضافة إلى إعادة الثورة السورية للاتجاه الصحيح، الذي خرجت من أجله، والحفاظ على مكتسبات الثورة التي تحققت من خلال تضحيات الشعب السوري.
وأوضح أن "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا"، لن تنحصر في المجال العسكري وحسب، وستكون التقاء لعدة فعاليات وطنية تشتمل على مؤسسات المجتمع المدني والهيئات السياسية، تأكيدًا من الجبهة على أنها لا تتعارض مع أي حل سياسي يوقف شلال الدم السوري ويحافظ على مطالب الثورة وكل مبادئها وشعاراتها.
يذكر أن 11 فصيلًا عسكريًا جنوب سوريا أعلنوا عن تشكيل "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا"، ثم التحق بها خمسة فصائل أخرى، ذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار جنوب البلاد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية