صورة واحدة فقط كشفت ما حاول العماد مصطفى طلاس إخفاءه، عندما اختار الصمت وعدم البوح -على العلن أقلها- بموقفه من النظام والثورة وعموم ما يجري في سوريا.
الصورة المسربة؛ والتي تداولها الموالون قبل المعارضون، أظهرت نعش وزير الدفاع الأسبق؛ الذي بقي في منصبه 32 عاما.. أظهرته ملفوفا بالعلم ذي النجوم الخضراء، الذي خطت عليه كلمات: وطن، شرف، إخلاص.. ليكون علم "الجيش" صاحب الكلمة الفصل والخبر اليقين حول حقيقة "طلاس" والتصاقه المزمن بالأسد وجيشه حتى ما بعد الرمق الأخير.
لكن نعش العماد الملفوف بعلم جيش النظام، الذي قتل وشرد الملايين، ليس الشيء الوحيد اللافت في الصورة المسربة، فهناك ما هو أشد رمزية من موقف رجل ميت.. وهو موقف ابنه مناف الذي ما زال حيا، وما زال يجري تقديمه بصفة الضابط المنشق عن جيش النظام، والرافض لسياساته القمعية.
فقد أوضحت الصورة أن مناف الذي يقف أمام نعش العماد الملفوف بعلم جيش النظام (وليس علم النظام)، هو مناف ابن أبيه بكل صفات الولاء و"الإخلاص" للبيئة التي تربى ونشأ في حضنها.
إنها صورة واحدة فقط، ولكنها تختزل تاريخا طويلا، وتكشف كل ما امتدت إليه يد التحايل لتمرره على السوريين وسط مشهد الموت، الذي طوى العماد قبل أن يبوح.. فباح النعش.

بقي أن نشير أن توفر علم بهذا المقاس والمواصفات، مطرزا عليه شعار جيش النظام.. هو أمر متعذر في عموم الأراضي الفرنسية وفي باريس التي لفظ فيها العماد أنفاسه قبل شهر ونيف، وهو ما يضعنا أمام احتمالين.. الأول أن "طلاس" حمل هذا العلم عندما غادر سوريا نهائيا قبل سنوات ضمن ما خف وزنه وغلا ثمنه، والاحتمال الآخر أن يكون النظام قد تكفل للرجل بتحقيق أمنيته؛ فشحن له علما يليق بكل ما قدمه من خدمات، وأجلها صمته المطبق عن جرائم نظام كان من مفاصله، حيا وميتا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية