أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضد النسيان.. 5 أعوام على مجزرة "الفضل"

من المجزرة - ناشطون

الأول من آب أغسطس/2012 دخلت قوات النظام مدعومة بشبيحتها حي "جديدة الفضل" بمدينة "جديدة عرطوز" في الريف الغربي للعاصمة دمشق، ويوم كامل من الذبح وإطلاق النار، وأول إحصائية لعدد الشهداء من المدنيين تجاوزت 500 بين طفل وعجوز وامرأة.

أهالي الحي الصغير الذي كان من بين أول الأحياء الثائرة على نظام الأسد دفعوا ثمناً كبيراً نتيجة خذلان الجيران في "خان الشيح" أولاً، وبسبب الوحشية التي لم تنفع معها مقاومة ما لا يتعدى 150 شاباً بأسلحتهم الفردية لحوالي أسبوع من القصف الوحشي من قبل قوات النظام ومدفعيتها المتوضعة في الفرقة العاشرة بمدينة "قطنا" و"الفوج 101" الذي يعتلي الحي مباشرة.

دمر القصف أغلب بيوت الحي الفقير الذي تسكنه عائلات من نازحي الجولان 1967 ومواطنون من باقي المحافظات الفقيرة الأخرى من موظفين وعسكريين، وسقط الشهداء في بيوتهم التي لم يستطع أحد من لجان الحي الطبية والإغاثية البدائية الوصول إليهم، وبدأت جحافل الشبيحة من المناطق القريبة التي يسيطر عليها النظام في "صحنايا" و"جيل الشيخ" و"مساكن الأفراد" في "قطنا" بالهجوم على الحي بالأسلحة الخفيفة والسلاح الأبيض الذي كان هو البطل في هذه المجزرة، حيث تم ذبح الأهالي بالسكاكين في أبشع مجزرة شهدتها البلاد والريف الغربي لدمشق.

ترافقت عمليات الذبح والإعدامات الميدانية مع دخول سيارات التعفيش، وتم تحميل ممتلكات الأهالي على مرأى من قوات النظام إلى منازل الشبيحة، وسرقت المجوهرات من أيدي النساء الشهداء، وقامت الدبابات بتدمير السيارات التي نجت من القصف، واستمرت العملية المغلقة حتى صباح اليوم التالي حين خرجت قوات النظام من الحي ووضعت الحواجز على مداخله وبدأت تخرج الصور الوحشية التي نسبها إعلام النظام للعصابات المسلحة كعادته.

بعض السكان قالوا إن العدد الفعلي للشهداء تجاوز 1500 شهيد، ورواية النظام بعد حوالي شهر من المجزرة تؤكد ذلك عندما أعلنت عبر وسائل إعلامها عن وجود مقبرة جماعية في الحي، وأكد الأهالي أن هؤلاء تم دفنهم (بالبلدوزر) أثناء الحملة الوحشية على الحي.

بعض العائلات التي تمكنت من الهرب تمت ملاحقتها في أماكن أخرى، واقتيد الكثير من شبان الحي الذين تم احتجازهم على الحواجز إلى أماكن اعتقال مجهولة، وبعضهم تم تسليم هوياتهم الشخصية بعد أن تمت تصفيتهم في سجون الأسد.

5 أعوام على مجزرة "جديدة الفضل" إحدى أكبر المجازر في سوريا، والتي تمر اليوم بصمت مطبق من العالم والعرب الذين يتحدثون عن مناطق خفض توتر، وحل سلمي مع نظام الأسد، وتقاسم للسلطة فيما أرواح الضحايا من الأبرياء ما زالت تصرخ.


ناصر علي - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي