تتجه الأمور للتهدئة بين "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشّام"، إثر مبادرة للحل طرحها القيادي السابق في الحركة، والقائد العسكري الحالي في الهيئة "أبو صالح طحان"، وتبناها رئيس مجلس شورى الهيئة "توفيق شهاب الدين"، ووقع عليها 3 شرعيين مستقلين.
وتقضي المبادرة، التي وافق عليها الأحرار وأحالتها الهيئة للتشاور، بـ"وقف الطرفين الاقتتال بينهما عند منتصف ليل الأربعاء، لغاية سبعة أيام، يفوضون خلالها 3 ممثلين عن كل طرف ويتوافقون على 3 آخرين للتحكيم.
وتشير آخر الأنباء الواردة من ريف إدلب أن حالة من الهدوء الحذر تسيطر على الأجواء بعد يومين من الاشتباكات.
وبحسب المبادرة التي وقّع عليها علماء الدين المستقلون "أبو محمد الصادق، عبد الرزاق المهدي، أبو حمزة المصري"، فإنّه سيجتمع المفوضون من الطرفين مع فريق التحكيم؛ من أجل الخلافات ووضع رؤية ملزمة وشاملة تراعي الحقوق السياسية والعسكرية".
وقال الناطق العسكري باسم الأحرار "عمر خطاب" لـ"زمان الوصل" إنّ الحركة وافقت على المبادرة، بانتظار ردّ الهيئة عليها، فيما أشار مدير العلاقات العامة في الهيئة "عماد الدين مجاهد" خلال حديثه لـ"زمان الوصل" إلى إحالة المبادرة للتشاور.
واتفق القياديان في الأحرار والهيئة على وصف الوضع الميداني في الجبهات بالهادئ، مع نفيهما لحصول أي لقاءات بين قياداتهما خلال الساعات القليلة الماضية.
ومما يوحي بأن الأمور تتجه إلى التهدئة بينهما، البيان الصادر عن القيادي في الهيئة، وقائد "حركة نور الدين الزنكي" توفيق شهاب الدين، الذي تبنى المبادرة وأثنى عليها، مشيراً إلى أنّها فرصة لحقن الدماء، داعياً في الوقت ذاته إلى تحكيم الشرع لفض النزاع بين الفصيلين.
بيان القيادي في الهيئة، وقائد "حركة نور الدين الزنكي"، يؤكد ما أوردته "زمان الوصل" في تقرير سابق عن وقوف الحركة التي يقودها "شهاب الدين" على الحيّاد في المعارك بين الجانبين في الريف الشّمالي من إدلب.
كما أنّ طرح المبادرة من "طحان" الذي انشق عن الأحرار في السابق، والتحق بالهيئة يُدلل على أنّ "تحرير الشّام" لا تلقى قبول كافة مكوناتها للاقتتال مع الأحرار، وهو ما قد يُفضي إلى موافقتها على المبادرة، التي على ما يبدو بدأ تنفيذها بالفعل ليل الأربعاء.
وأدى الاقتتال بين الهيئة والأحرار الدائر منذ فجر الأمس، إلى تبادل مناطق السيطرة والنفوذ بين المتصارعين، حيث تقدمت الهيئة في ريف إدلب الشّمالي، وسيطرت على مواقع مهمة فيه كـ"سرمدا" و"الدانا"، فيما سيطرت الحركة على عدد من المعاقل للهيئة في "سلقين" و"جبل الزاوية"، وهو ما كلف سقوط ما يزيد عن 15 قتيلاً من الجانبين، إضافة إلى مقتل 3 مدنيين من الرافضين للنزاع برصاص الهيئة، كان آخرهم الناشط "مصعب العزو" في "سراقب.
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية