نعى ناشطون أول أمس الثلاثاء الناشط الإعلامي "أسامة الهبالي" أحد أيقونات الثورة السورية الذي قضى في سجن صيدنايا بعد اعتقاله في 18/آب أغسطس/ 2012.
وكان "الهبالي" أو "قلب الخالدية" كما أطلق عليه ناشطون آنذاك قد أصيب بشظية استقرت في رقبته إثر القصف العشوائي الذي طال حي "الخالدية"، ولدى عودته من رحلة علاج في لبنان تم اعتقاله على يد عناصر من الأمن العسكري في منطقة "الدبوسية"، ولم يعلم ذووه أو أصدقاؤه شيئاً عنه إلى أن جاء خبر يفيد بتصفيته إثر محاكمة ميدانية شكلية في سجن صيدنايا لتخسر الثورة السورية أحد رموز حراكها السلمي.
وروت "سوسن" شقيقة "الهبالي" لـ"زمان الوصل" أن شقيقها اعتقل عند مفرزة أمن عسكري على الحدود السورية اللبنانية بتاريخ 18/ 08-2012 بعد وشاية من مخبر، واقتيد إلى فرع الأمن العسكري -كما تقول- قبل أن يتم نقله إلى سجن صيدنايا ولم تعرف عائلته بوجوده هناك إلا بعد سنة وشهرين.
وأكدت شقيقة "الهبالي" أنها كانت معتقلة في نفس الفروع التي اعتقل فيها شقيقها وحقق معها نفس المحققين الذين حققوا معه، موضحة أن أسامة "كان معتقلاً بفرع فلسطين في زنزانة تحت الأرض تختلف عن زنازين المعتقلين الآخرين وهي مخصصة للمعتقلين الذين تكون تهمهم كبيرة –حسب ادعائهم- ولذلك لم يكن أحد يخرج منها حياً".
وأردفت أنها التقت به للمرة الأخيرة في منزل خالتهما في حي "الوعر"، وآنذاك -كما تقول- حضر لجلب أغراض له ومنها كاميرته الخاصة، وبعد أن وضع هذه الأغراض سألته إلى أين هو ذاهب، فقال لها إلى تركيا، وتضيف بنبرة مؤثرة: "عندها سألته ماذا تفعل" فقال ساخراً "رايح سياحة"، علماً أن وضعه الصحي لم يكن يسمح له بالسفر أو التنقل.
وتابعت محدثتنا أنها علمت بسفر شقيقها إلى تركيا من أجل لقاء "هيلاري كلينتون" مع مجموعة من ناشطي الثورة، وكان بحوزته –كما تؤكد- هاردات تحوي الكثير من الصور والوثائق التي تدين نظام الأسد وعرضها أمام كلينتون، وربما كان هذا أحد أسباب اعتقاله فيما بعد كما تقول.
وأضافت أن شقيقها سافر من تركيا بعد ذلك إلى لبنان ليكمل علاجه ويجري بعض العمليات الجراحية، وأثناء محاولته العودة إلى سوريا تم اعتقاله على حاجز للأمن العسكري.
وكان أسامة -كما تؤكد شقيقته- كريماً محباً لفعل الخير ومساعدة الناس، ومفعماً بالطيبة والمرح وكانت علاقاته الثورية واسعة جداً، كما امتاز بالجرأة في طرح الأفكار في وقت لم يكن أحد يجرؤ على انتقاد النظام ومسئوليه.
وتروي محدثنا في هذا السياق أن شقيقها كان ذات مرة في اجتماع بفندق "السفير" بداية الثورة حضره بعض أركان النظام كوزير الداخلية محمد الشعار و"آصف شوكت" ومحافظ حمص وعدد من رؤساء الأفرع الأمنية وكان قد تم تشكيل وفود من حمص لمعرفة طلبات الأهالي وإخراج الجرحى من حي "بابا عمرو"، وحينها-كما تقول- وقف أسامة وتكلم بشجاعة قائلاً لآصف شوكت بالفم الملآن: "هل من المعقول ما يحدث ببابا عمرو ويمنع إخراج المصابين والجرحى وعندما يذهب طواقم الهلال الأحمر لإخراجهم من بابا عمرو يمنعهم الحاجز ويبقيهم ساعتين مرفوعي الأيدي على الحائط، وتم بعد الاجتماع إعلان اعتصام مفتوح، وقام أسامة بنقل وقائعه يومها مباشرة على الفضائية عبر تلفونه الخاص، مما أثار حنق النظام تجاهه.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية