من المؤكد أن هذا الخبر سيمر سريعاً علينا دون أن يثير فينا سوى الإحساس بأننا صرنا نسير في خطين متوازيين لن يلتقيا أبداً، وأن آلامنا لم تعد مشتركة، وأن ما كان بيننا كان كذب كبيرة كشعب واحد وألم واحد، وفي الخصوصية المرأة السورية مصانة ومحترمة ولها حقوق واحدة، وليست علمانية أو متعصبة، حرة أو أمَة، مؤيدة يستقبلها الوزير، معارضة في مهب الموت واللجوء.
قد تكون هذه بعض المشاعر التي ستنتابنا كلٌّ حسب موقعه ووجعه، وخبر وصول الفنانة "انجي مراد" إلى بيروت للمشاركة في مسابقة ملكة جمال آسيا، برعاية وزارة سياحة النظام له ماله وعليه ما عليه.
لكن التصريح الذي أدلت به فور وصولها العاصمة اللبنانية يثير الاشمئزاز ويحذف صورة المرأة السورية التائهة المتألمة المكلومة طوال سنوات الموت المستمرة.
الفنانة أعربت عن فخرها بأنها "تمثل المرأة السورية". وأضافت "نجاحي اليوم ووصولي هو مسؤولية سورية بلد الحب والسلام والجمال" ...هنا وجع الصورة الأولى لسوريا على سكة قطار في بلاد الهجرة واللجوء بعد مسير أيام ومواجهة الغرق والموت تجر عائلتها وتحمل ما يمكن من صغار القهر...الصورة التي تغيب من مفكرة النظام المجرم وألبوم نساء سوريا.

الصورة الثانية للقاء (انجي) مع "بشر يازجي" وزير سياحة النظام، وصورة لها على سكة القطار بزيها الجميل وابتسامتها النضرة، صورة تنضم لألبوم الجمال والعيش الرغيد.
في الصورتين..بلاد يحاول الجزار تصديرها على أنها فسحة الجمال والهناء، وصورة أخرى لضحايا قتله وتشريده.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية