عادت حرب البيانات والاقتتال الداخلي مجددا إلى الغوطة الشرقية إثر الاحتكاك الحاصل بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، ولكن هذه المرة دخلت "هيئة تحرير الشام" على خط الأزمة إذ اتهمت شخصيات مقربة من "الهيئة" عبر حساباتها على موقع "تويتر" "جيش الإسلام" بقتل 50 من عناصرها وتنفيذ إعدامات ميدانية بحقهم.
تأتي تلك التطورات بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الجمعة في حي "القابون" شرقي دمشق، أحرز خلالها النظام تقدما بسيطا أمام فصائل المقاومة التي تتصدى لواحدة من أشرس الهجمات مصحوبة بقصف الطيران والصواريخ.
الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية جاء بحسب بيان لجيش الإسلام بعد اعتداءات متكررة لـ"هيئة تحرير الشام" مشيرا إلى أنه أطلع الفصائل المحلية على صورة الحدث منعاً للتداعيات.
وذكر "جيش الإسلام" في بيان له نشره مكتبه الإعلامي أن "هيئة تحرير الشام" صعّدت من اعتداءاتها على "جيش الإسلام"، وآخرها اعتقال مؤازرة كاملة ليلة أمس الخميس، كانت متوجهة نحو جبهة القابون وأحياء دمشق الشرقية، الأمر الذي استدعى التعامل مع هذا "الاعتداء" ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية، لإطلاق سراح المؤازرة.
في المقابل قال المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان على صفحته على فيسبوك إن "كل ما يروج عن اعتداء على مؤازرة لجيش الإسلام عارٍ عن الصحة"، متهماً "جيش الإسلام" بأنه كان يجهز منذ أسابيع للاعتداء على الغوطة و إعادة الاقتتال الداخلي فيها، وقد اعتدى على مقرات فيلق الرحمن صباح اليوم الجمعة في عربين و كفربطنا".
ونعى فيلق الرحمن في بيانٍ له القائد العسكري في فيلق الرحمن "عصام القاضي"، فيما نشر ناشطون صورةً لجثة القيادي.
الفيلق من ناحيته قال في بيان رسمي "لقد شهدت معارك القابون لأكثر من ثلاثة أشهر قتالاً شديداً لم تنقطع فيها المؤازرات و طرق الامداد لأي فصيل".
وأضاف "مع اشتداد هذه المعارك يقوم جيش الإسلام بهذا الاعتداء المنكر صباح هذا اليوم (الجمعة) على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة، وأسفرت الاعتداءات حتى الآن عن مقتل عصام القاضي أحد القادة العسكريين في فيلق الرحمن بالإضافة للعديد من الجرحى".
وجاء في البيان كذلك أن جيش الإسلام "أعد و حشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، و حضَّر لذلك الذرائع و الرواية الإعلامية التي يسوق بها لفعلته و غدره".
وتابع في بيانه: "إن المستهدف بهذا الاعتداء الآثم هو فيلق الرحمن و بشكل مباشر، وكل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازراته أو قطع الطرق دونه لا صحة له، كما يشيع عن تواصل مسبق بينه و بين فيلق الرحمن وعن تحييد فيلق الرحمن عن هذا الاعتداء و كل ذلك هو محض افتراء و كذب".
وختم الفيلق بيانه بمناشدة "العقلاء في جيش الإسلام بالتوقف الفوري عن هذه التصرفات الرعناء و الاعتداء الأحمق الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة ولا الثورة السورية".
ويأتي هذا الاقتتال الداخلي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الجمعة في حي القابون شرقي دمشق.
وقال ناشطون "إن قوات النظام تمكنت من إحراز تقدم من محور مؤسسة الكهرباء وحارة السوق بحي تشرين. ولفت إلى أن المسافة تقدر بحوالي 100 متر على طول خط الجبهة، وسط قصف عنيف جداً. لكنه نوه إلى أن "الاشتباكات لاتزال جارية والمعارك بين كر وفر حيث تمكن الثوار من استعادة إحدى النقاط قبل قليل".
وأضافوا أن القصف جرى بالخراطيم المتفجرة وطلقات المدفعية الثقيلة، مؤكدين استهداف المنطقة بـ 16 صاروخ أرض – أرض.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية