أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"تحت سماء".. وثائقي يرصد وطأة اغتراب السوريين في أوطانهم الجديدة

تدور فكرة الفيلم حول حياة عدد من السوريين في القاهرة الذين يكافحون كل يوم فى محاولة للتعود على "الوطن الجديد"

يرصد فيلم "تحت سماء" للمخرج الشاب "يامن عبد النور" اغتراب السوريين عن وطنهم وافتقاد الذاكرة التي باتت مغطاة بدخان الحرب.

وتدور فكرة الفيلم حول حياة عدد من السوريين في القاهرة الذين يكافحون كل يوم فى محاولة للتعود على "الوطن الجديد".

ووفق التعريف بالفيلم فإن "القاهرة هي واحدة من مئات الأراضي الجديدة التي رحبت بهم للعثور على سلامة وأمن مع ظروف الحياة الجيدة، ويتحدث أبطال الفيلم عن الصراعات الداخلية تجاه حياتهم الجديدة، وكيف يشعرون إزاء فقدان سوريا بسبب الحرب الحالية القاتلة، وكيف نجحوا عقلياً وجسدياَ في التكيف مع الثقافة الجديدة وكيف تغلبوا على تحدياتها.

وشارك الفيلم، وهو التجربة الإخراجية الأولى لـ"عبد النور" في العديد من المهرجانات العالمية وحصد جائزة "يوسف شاهين" لأفضل مشروع طلابي من شركة "أفلام مصر العالمية".

منذ الصغر كان لدى يامن ميل نحو التمثيل لأنه نشأ في وسط عائلة فنية فوالده الفنان الموسيقي "عبد النور بلكة" وجده -والد أمه- الفنان الراحل "أدهم الملا"، كان ممثلاً معروفا وخاله المخرج المعروف "بسام الملا"، وغرس هذا الوسط في داخله حب الفن والتمثيل، ومع دخوله إلى الجامعة زاد اهتمامه بالتمثيل وكان بصدد التقدم للمعهد العالي للفنون المسرحية، ولكنه لم يفلح بسبب الظروف المعروفة في آلية الانتساب للمعهد والوساطات المنتشرة فيه. 

في العام 2009 عمل يامن مساعد مخرج وكان العمل بالنسبة له -كما يروي- لـ"زمان الوصل" محاولة للاحتكاك بالوسط، إذ لم يكن قد تجاوز 21 عاما من عمره حين بدأ يفكر أبعد من الإخراج والصورة، وخلال ذلك استمرت محاولاته للتقدم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية دون جدوى بالقبول حاله حال الكثير من الموهوبين.

ويضيف يامن أن والده الموسيقي "عبد النور بلكة" عرض عليه في العام 2012 دراسة الإخراج في مصر فاقتنع بالفكرة والتحق على الفور بالمعهد العالي للسينما في القاهرة. 

في السنة الثانية من دراسته في المعهد المذكور كان الشاب القادم من دمشق يدوّن مقاطع نثرية بعنوان "من القاهرة هنا سوري" متضمنة أفكاراً عن "الاشتياق، التعب الغربة، التعامل مع الآخرين في مجتمع يعتبر جديداً نوعاً ما، فخطرت بذهنه فكرة تحويل هذه النصوص والهواجس إلى فيلم سينمائي.


ولفت محدثنا إلى أنه اختار تغيير عنوان الفيلم في اللحظات الأخيرة من إخراجه لأنه في القصائد تكلم -كما يقول- عن السماء ومفهومها العام الموجود في كل مكان، ولكن المتلقي يمكن ان يستقبل هذا المعنى بطريقة مختلفة ومغايرة، وخاصة إذا كان في أرض غريبة وبالتالي تصبح السماء غريبة ولذلك جاء كلمة "سماء" نكرة في عنوان الفيلم.

بعد أن تعززت فكرة الفيلم في ذهنه وحصل على موافقة دكتورة المادة عمل يامن على تحديد الشكل والشخصيات، وبدأ بتصوير فيلمه في شباط فبراير/2015 لأنه -كما يقول- كان بحاجة لجو شتوي لإضفاء أبعاد رمزية أكثر عليه.

ولفت إلى أن "ظروف تصوير الفيلم كانت نوعاً ما لطيفة وسهلة"، حيث استعان بكاميرتي dslr هما 5D mark 1 and mark 2 استعارهما من أحد أصدقائه. وكشف مخرج "تحت سماء" أن أصعب ما واجهه في إنجاز الفيلم هو مرحلة المونتاج التي تعد في الأفلام الوثائقية بمثابة إعادة خلق، وفيها تبدأ صناعة الفيلم، مشيراً إلى أن فكرة الفيلم أو طريقة طرح القصة قد يتغيران خلال هذه المرحلة وتصيح هناك حاجة لاستدراك الخلل وإيجاد الحلول لبعض مشاكل التصوير وترتيب الأفكار.

وأشار محدثنا إلى أن الفيلم عُرض على لجنة تحكيم بتاريخ 31/8/ 2015 وعرض لأول مرة عالمياً في الشهر الخامس 2016 في "بروكسي اكت" بلندن ومهرجانات أخرى مثل "شورت اوزاك" وأمريكا و"ترودوك" في أوكرانيا وعرض بشكل خاص في اليونان وتركيا ومصر، كما نال الفيلم جائزة "يوسف شاهين" لأفضل مشروع طلابي من شركة "أفلام مصر العالمية". 

وحول تأثير البيئة الأسرية التي عاش فيها يقول "يامن عبد النور" إن نشأته في وسط موسيقي لكون والده الفنان "عبد النور بلكة" موسيقي محترف أثر عليه تأثيراً كبيراً وكان داعماً له منذ الصغر في التوجه إلى التمثيل والاهتمام بالسينما عموماً، رغم أنه خريج مخابر أسنان وتعويضات سنية.


وأردف محدثنا أن "الموسيقى وبخاصة إذا كانت راقية تفتح المدارك الذهنية وتوسع الخيال الفني وهذا ما أُتيح له في المناخ العائلي الذي عاش فيه، إضافة إلى أن جده الممثل المعروف أدهم الملا وخاله مخرج مسلسل باب الحارة "أدهم الملا " ساهما في تعلقه بالسينما. 

وعن تقييمه لتجارب السينما السورية الجديدة، لفت المخرج الشاب إلى أن السينما السورية وتجاربها الجديدة بالتحديد تنتشر اليوم في كل أنحاء العالم، ولم تعد حكراً على المؤسسة العامة للسينما، مضيفاً أن "هناك تجارب سينمائية مختلفة باختلاف الثقافات والتأثرات الثقافية للمخرجين، فهناك من ثقافتهم أوروبية وهناك من ينتمون لثقافة شرق أوروبية أو أسيوية أو أمريكية وهذا انعكس– بحسب قوله- على طريقة تقديم الأفلام عموماً.

وأردف محدثنا أن "ما تحتاجه هذه التجارب هو تسليط الضوء إعلامياً عليها والتمويل المادي ومن جهات دعم سورية حصراً كي نستطيع الارتقاء بهذه السينما وتحقيق استقلاليتها ليكون لها طابعها وهويتها ووجودها في العالم".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(227)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي