صدم سكان الفوعتين (كفريا والفوعة) الذين خرجوا من بلدتيهم ضمن صفقة سميت "الاتفاق الرباعي".. صدموا بمستوى الاستقبال و"الرعاية" التي تلقوها من لدن نظام، حاربوا لأجله وضحوا بأولادهم وأموالهم وأخيرا أملاكهم، فكفأهم على ذلك بطريقته.
فقد وصلت قوافل من سكان الفوعتين إلى "حسياء" في ريف حمص، لتجد نفسها ملقاة في العراء، تفترش الأرض، دون أن تلمس من النظام ومسؤوليه الالتفاتة "المرتقبة".
ووثقت صور التقاطها موالون، ما سموه الوضع المزري لأهالي الفوعتين، متسائلين عن سر غياب المسؤولين وحتى المعممين من الشيعة، الذين يفترض بهم أن يراعوا حال أبناء الطائفة ويمدوا لهم يد العون.
وقسم النظام الخارجين من الفوعتين إلى عدة مجموعات، بعضها ذهب إلى اللاذقية، وبعضها إلى حمص، وبعضها ما زال موجودا في محافظة حلب، وتحديدا "جبرين"، حيث تعاني المجموعة الأخيرة أيضا من قلة اهتمام النظام ومسؤوليه، وهو ما دفع أهالي نبل والزهراء (من نفس الطائفة) إلى إرسال مساعدات شخصية لأبناء طائفتهم.
ويرسخ مثل هذا الإهمال تجاه الخارجين من الفوعتين النظرة السائدة التي تقول إن النظام لم يكن راضيا عن اتفاق المدن الأربع الذي فرضته طهران فرضا، وأنه حاول معاقبة الإيرانيين والمحسوبين عليهم من الشيعة، عبر عرقلة هذا الاتفاق بشتى الوسائل، وإذلال أهالي الفوعتين قدر الإمكان.
ويحاول النظام التنصل من أي مسؤولية له عن تفجير الراشدين، رغم أن رواية السيارة المحملة بالأغذية والمتفجرات التي أدخلها النظام إلى مكان وقوف حافلات أهالي الفوعتين.. ما تزال الرواية هي الأقرب للواقع والحقيقة، في ظل توافق الشهادات من موالين ومعارضين حولها.. فهل لدى النظام وأركانه من مخرج وسيناريو يفسر الإهمال الذي تجلى في نوم شيعة الفوعتين بالعراء؟
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية