أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أين وصلت ثورة اللاذقية بعد 6 سنوات على مجزرة "العلبي"؟

أحد عناصر المقاومة في ريف اللاذقية - جيتي

بين ثائر يحمل السلاح في الريف، ومقهور في المدينة، يعيش من تبقى من ثوار اللاذقية الذي خرجوا في مظاهراتها منذ الأيام الأولى للثورة السورية، وكثير منهم هاجر بعيدا، حيث حملتهم القوارب المطاطية إلى أوروبا.

بعد عدة مجازر، ومنها مجزرة ساحة "العلبي" التي تحلّ ذكراها السادسة مع يوم الجلاء واستشهاد المئات منهم، غادر غالبية شبان اللاذقية الذين طالبوا بالحرية إلى الريف، ليحملوا السلاح في وجه النظام الذي قتلهم حينما طالبوا بالحرية سلميا.

هناك سقط منهم كثيرون، وبعضهم ترك السلاح متوجها إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، لكن غالبيتهم ما زالوا على الوعد الذي قطعوه على أنفسهم وعهدهم للشهداء بأن يتابعوا المشوار حتى إسقاط نظام القتل والإجرام.

"استشهد أخي خلال معركة تحرير قرية "دورين" وأنا أصبت عدة مرات، لكني لن أتخلى عن سلاحي حتى نيل الحرية التي خرجنا نطالب بها أو الاستشهاد دونها" هذا ما قاله مدرس الرياضة أبو خالد المقاتل في "الفرقة الأولى الساحلية".

يتوزع شباب المدينة على الفصائل المعارضة المقاتلة في ريف اللاذقية، وساهموا في عمليات تحرير جبلي الأكراد والتركمان وقبلها معركة منطقة "الحفة"، ولا يزالون يخوضون كل المعارك التي يشهدها الريف دفاعا وهجوما.

*في المدينة
أما من لم يغادر المدينة إلى الريف فاضطر لاحقا للهجرة إلى أوروبا هربا من الملاحقة الأمنية ومحاولات تجنيدهم في جيش النظام، ورفضا للوقوف في الجانب الذي لا يرغبون به.

ويختفي عن الأنظار غالبية الشباب الذين لم يلجؤوا لأحد الخيارين السابقين، ويغيّرون أماكن إقامتهم باستمرار خوفا من الاعتقال أو الاقتياد إلى الجيش، وهذا أسوأ الخيارات الذي اختارها شباب ثورة اللاذقية.
اتصلت جريدة "زمان الوصل" بأحد هؤلاء، وهو طالب في السنة الرابعة بكلية الهندسة الكهربائية بجامعة "تشرين"، فأشار إلى أنه يعيش حالة من الرعب القاتل تجعله يلتزم المنزل، ولا يغادره مطلقا، ولا يجري أي اتصال هاتفي أو عبر النت باسمه الشخصي خشية افتضاح أمره.

وأوضح سبب عدم مغادرته المدينة "كنت أرغب بإتمام دراستي الجامعية، لكن ظهوري في أحد مشاهد المظاهرات التي نشرت على يوتيوب جعل الأمن يلاحقني، خسرت كل شيء، لا أستطيع إكمال دراستي، ولم أتمكن من تدبّر أمر الهروب خارج البلد رغم أن والدي حاول مرارا".

ووصف الطالب الجامعي المختبئ حال الشباب المتوارين عن الأنظار بأنه الأكثر مأساوية "كالمساجين تماما لا يرون الشمس، عدا عن أنهم معرّضون للاعتقال إن اكتشف الأمن موقع أحدهم، وهذا ما حصل مع أحد أصدقائنا قبل سنتين، واستشهد تحت التعذيب بعد شهور قليلة على اعتقاله".

قسرا، غابت مشاهد الثورة والمظاهرات عن مدينة اللاذقية، وهذا يعود إلى الكثافة الأمنية في الأحياء المحسوبة على المعارضة والتركيز على مراقبة المساجد والمصلّين، ومنع التجمعات، لكن "جذوة الثورة في صدورنا لن تنطفئ إلا بإسقاط النظام.

عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
(126)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي