ما زال النظام يلعب لعبة الجزرة والعصا مع جيل بأكمله يحلم منذ أن استلم البعث السلطة بوظيفة تبقي بعض الحياة لعموم الشعب السوري، بالرغم من معرفة الأخير بأن القصة بأكملها لا تعدو أن تكون مجرد إضاعة وقت وسنوات من عمر شبابه في مطاردة وهم كبير.
وبالرغم أيضاً من كل ما وصلت إليه البلاد من خراب يستمر النظام بنفس أسلوبه متجاهلاً عظيم البلاء الذي حلّ بالناس، وبالتأكيد ما زالت الجموع تصطف على أبواب مكاتب التشغيل التي يقفلها ويفتحها متى أراد التلويح بالرشوة البدائية.
اليوم تنشر صفحة "دمشق الآن" الموالية صورة لتجمع عشرات الشبان الباحثين عن فرصة عمل في أمام وحدة الترشيح المركزي مكتب التشغيل دمشق التابع لوزارة العمل التي لا تبعد عنه أمتارا في ساحة المحافظة..ومحاطاً بصورتي الأسد الأب وابنه الكيماوي.
نفس المشهد بالضبط تكرر لعقود..الآلاف يتقدمون لوظائف معلنة ومسابقات فيما تكون الخيارات محسومة على عدد معين من الموظفين الذين تم اختيارهم وتعيينهم بقرارات جاهزة.
هؤلاء الحالمون بوظيفة وهمية يدفعون مقابل التقدم لها آلاف الليرات فقط ثمناً للأوراق المطلوبة وطوابع الشهيد والمجهود الحربي وإعادة الإعمار وما هب ودب من الطوابع المستحدثة، ومن ثم تكون النتيجة لمتقدمين يعدون على أصابع اليدين.
بالمقابل وخارج سياق القانون يستمر رأس النظام وحكومته باستصدار مراسيم تعيين زوجات الشبيحة وعناصر النظام الذين يقتلون على الجبهات، ويصرف بلا حساب على دورات إعداد الشبيحات وفصائل الموت تحت مسميات الولاء للوطن والقائد، ومحاربة التطرف والعصابات التكفيرية.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية