أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا تعاملت مشافي المقاومة السورية مع جرحى "كفريا" و"الفوعا"

من التفجير - جيتي

"عاملناهم بأخلاقنا، لأنهم أبناؤنا، وهذا ما يفرضه علينا ديننا، ومهنتنا الإنسانية، وقسم أبقراط"، بهذه الكلمات استهل مدير مشفى ميداني في الشّمال السوري، حديثه لـ"زمان الوصل" عن تقديم العلاج لمصابين في تفجير "الراشدين" من أهالي بلدتي "كفريا- الفوعا".

ووصل إلى المشافي الميدانية في مناطق المعارضة، بالشمال السوري، أكثر من 200 إصابة، معظمهم أطفال ونساء من أهالي "كفريا، والفوعا"، كون الانفجار استهدف نقطة لتوزيع "أكياس الشبيس" لأطفال البلدتين المواليتين للنظام في نقطة "الراشدين" بريف حلب الغربي.

وبحسب مدير المشفى الميداني، الذي فضّل عدم نشر اسمه، فإنّ ثلاث حالات من الحالات الثماني التي وصلت إلى المشفى، كانت إصاباتهم خفيفة، وهو ما استدعى من إدارة المشفى، بالتعاون مع المجلس المحلي في منطقة المشفى، تسليمهم إلى منظومة الإسعاف السريع في منظمة "الأوسوم"، التي قامت بدورها بتسليمهم لمحكمة معبر "باب الهوى" الحدودي، بانتظار استئناف عملية التبادل، وسط غياب كامل لأي صوت أو دور لمنظمة الهلال الأحمر.

وفيما يتعلّق ببقية الحالات التي وصلت إلى المشفى، أوضح الطبيب أنّ أحد المصابين شاب عمره 17 عاما، وقد أجريت له عملية بتر في القدم؛ بسبب عدم القدرة الطبية على تقديم أي علاج ترميمي لها؛ كون القدم متهتكة.

كذلك وصلت إلى المشفى سيدة، تبلغ من العمر 34 عاما، لديها رض في الصدر، ورضوض متعددة، حيث تم إجراء تفجير في الصدر، إضافة إلى وصول طفلة، تبلغ من العمر 12 عاما مصابة بكسر عضد أيسر، وكسر طرف سفلي أيسر، إضافة إلى تفجير صدر أيسر، بحسب الطبيب مدير المشفى.

كما عاين المشفى الذي يقوم عليه الطبيب في الشمال السوري، شابا من أهالي "الفوعا" يبلغ من العمر 30 عاما، لديه كسر منتصف فخذ، حيث سيتم إجراء عمل جراحي له خلال اليومين القادمين، فيما تم تحويل سيدة أخرى من المشفى الذي يختص بالجراحة العظيمة، تعاني من إصابة عصبية، ولديها توسع في الحدقة إلى مشفى آخر، مختص بالأمراض العصبية.

وبالرغم عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد قتلى ومصابي التفجير، إلا أنّ مدير منظومة الإسعاف المكلف بمتابعة ضحايا تفجير الراشدين "عبيدة أبو بكر" أبان لـ"زمان الوصل" أن العدد التقريبي للضحايا بلغ نحو 50 شخصاً، موزعين بين مقاتلي المقاومة السورية، وأهالي "كفريا" و"الفوعا"، من النساء والأطفال، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ عدد المصابين تجاوز 200 شخص.

ويأتي تقديم العلاج الطبي المتكامل، والإنساني للمصابين من أهالي بلدتي "كفريا والفوعا"، ليُكمل ما قام به مراسلو القنوات المحلية والعربية والأجنبية العاملون في الداخل السوري، إضافة إلى نشطاء المعارضة، من خلال إنقاذهم للعشرات من مصابي التفجير، دون أن تغلب عليهم الرغبة في السبق الصحفي، أو التشفي في قتلى يُحسبون على النظام، كما فعلت طواقم إعلامية محسوبة على النظام في حوادث مماثلة، لم يتورع في بعضها إعلاميو الأسد عن التقاط صورة "سيلفي" مع الجثامين مثل "كنانة علوش"، أو استنطاق الجرحى، كما فعلت "ميشلين عازر" مع ضحايا على حافة الموت في مجزرة داريا.


زمان الوصل-خاص
(109)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي