انقلبت آراء سكان مدينة اللاذقية خلال هذا الشهر إلى التفاؤل في الشوارع المحسوبة على المعارضة، والخوف والترقب بين الموالين لنظام الأسد، ونزوح غير مسبوق إلى قرى جبلة والقرداحة ولبنان.
*تفاؤل الأحياء المعارضة
كانت الآراء في مدينة اللاذقية خلال الأشهر الأولى من هذا العام تميل إلى ترجيح فوز نظام الأسد في حربه على الشعب السوري، الأمر الذي كان يبعث على الخوف في شوارع "الصليبة" و"الرمل الجنوبي" و"السكنتوري" وعموم أحياء اللاذقية القديمة المعارضة تاريخيا لحكم "آل الأسد"، وخصوصا خلال اليومين التاليين لاستخدام الأسلحة الكيميائية في "خان شيخون"، الذي أعاد للأذهان مجزرة "الغوطة" في عام 2013، وكيف تحولت من تهديد لنظام الحكم إلى تمديد له بطريقة شرعية عبر الأمم المتحدة بحجة التحقيق والتفتيش ونزع الأسلحة الكيميائية وتسليمها.
تغير المزاج فجأة وانقلب القلق والتشاؤم إلى أمل وتفاؤل خلال أيام، بعد أن بدأت تتوضح معالم السياسة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا، والتي قرأ فيها الشعب السوري طريقة جديدة في التعاطي مع الشأن السوري.
نقل الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" لـ"زمان الوصل" آراء العديد من أهالي مدينة اللاذقية حول هذا التغير، فعبر الدكتور "أحمد. م" عن ثقته بتغيير أسلوب التعامل مع منظومة الحكم الأمنية، وتحميلها دوليا كامل المسؤولية عن "جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، سواء كانت بواسطة السلاح الكيميائي أو غيره من وسائط القتل الأخرى".
ورأى الدكتور أحمد "أن وصف (بشار الأسد) بالحيوان والجزار من قبل الرئيس الأمريكي (ترامب) هو مفصلي في هذه المرحلة، وهذا يعني أن أمريكا ستقود المجتمع الدولي سواء بموافقة روسيا أو بدونها للتعاطي مع رأس النظام، فوصفه بالحيوان يعني عدم السماح لحيوان أن يقود بلدا، وتحويل الجزار إلى محكمة الجنايات الدولية، وإلا سيضع (ترامب) نفسه في موقع ضعيف، وهذا يتناقض مع تصريحاته السابقة بأنه سوف يعيد للولايات المتحدة هيبتها".
كما رصد "الساحلي" تغير تعبيرات الوجوه في الشارع المعارض وطريقة الحديث بين الناس في المقاهي والمحلات، ففي مقهى "الشيخ الضاهر" استطاع أن يرصد، في حدود ضيقة، عودة الناس إلى الحديث عن ضرورة التغيير ورحيل الأسد، وأن إنقاذ البلد لن يتم إلا بعد محاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة وإعادة الأموال المنهوبة والتعويض على المتضررين.
*الموالون والأمل المفقود
وفي الجانب الآخر، في الشارع الموالي للأسد انعكست الحالة من التفاؤل والثقة بالنصر إلى فقدان الأمل ببقاء الأسد، مع انقلاب الحديث بين الناس البسطاء، الذين كانوا يتكلمون بالأمس عن تقديم أنفسهم وأبنائهم فداء للأسد ولنظام الحكم، وكيف أصبحوا يعتبرون أن أبناءهم قد ذهبوا ضحية لصراع بين النظام والمعارضة حول السلطة التي "لا ناقة لهم بها ولا جمل"، وعن ضرورة إيجاد حل يحفظ لهم حياتهم ومصالحهم، وإيقاف القتل الذي أدى بالبلد إلى الدمار والخراب، كما عبر عن ذلك لـ "الساحلي" (الشيخ محمود صالح) من حي "الرمل الشمالي".
كذلك شاهد "الساحلي" التغير في السلوب التعاطي مع المعارضين، وكيف تحاول مجموعة من المحامين والأطباء ووجوه الطائفة الموالية لنظام الأسد أن تقوم بمبادرات للتقارب مع من يعتبرونهم معارضين، عبر زيارتهم في مكاتبهم أو عياداتهم أو دعوتهم للجلوس معا في المقاهي، كما حصل بالدعوة التي وجهوها لعدد من الفعاليات من أهالي "الصليبة" و"الرمل الجنوبي" و"السكنتوري" لاجتماع "محبة"، وفقا لتعبيرهم في مقهى "اسبيرو"، بتاريخ 11/4 لتبادل الآراء والأفكار والتقارب وعودة التلاحم إلى المجتمع.
*ارتفاع الطلب على الذهب
وفي سياق آخر يتداول الشارع اللاذقاني أحاديث عن محاولات عائلات مرتبطة بالسلطة، مثل "عائلة مخلوف وعباد" وشخصيات ملوثة بالدم السوري ومخبرين من مدينة اللاذقية لتصفية ممتلكاتها وجمع أموالها وسحب مدخراتها من المصارف وتحويلها إلى سبائك ذهبية وعملة صعبة للخروج من البلد بأسرع وقت ممكن، مع عودة اعداد كبيرة من سكان الأحياء الموالية إلى قراهم الأصلية في جبال "القرداحة" و"جبلة".
وأكد مصدر خاص لـ"زمان الوصل" أن سوق الذهب باللاذقية تشهد ارتفاعا كبيرا بالطلب على السبائك والذهب غير المصاغ، كالسلاسل العريضة والأساور ذات الأوزان الكبيرة لتجنب فارق القيمة بين المبيع والشراء.
ويشهد السوق عجزا في تأمين طلبات كبيرة لبعض المسؤولين والضباط وكبار الشبيحة وتجار الممنوعات الذي برزوا خلال السنوات الماضية.
اللاذقية – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية