تناقلت وسائل إعلام نبأ إرسال روسيا البارجة "غريغوروفيتش" إلى سواحل سوريا في البحر المتوسط، مرجحة أن تكون الخطوة الروسية الجديدة بمثابة رد غير مباشر على استهداف أمريكا لقاعدة عسكرية سورية بصواريخ "توماهوك" يوم الجمعة.
البارجة الروسية التي غادرت البحر الأسود صباح السبت تحمل صواريخ من نوع كالبير (بحر- أرض) التي يبلغ مداها 300 كيلو متر، وسبق أن كانت في مهمة في المياه الإقليمية السورية في شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، أطلقت خلالها عشرات الصواريخ، ادعت روسيا أنها استهدفت تنظيم "الدولة"، إلا أنها ضربت ريفي حلب وإدلب.
وحاول مسؤولون ومحللون عسكريون روس الإيحاء بأن تحريك البارجة يأتي لتعزيز تواجد الأسطول الروسي على السواحل السورية تحسبا لتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية في سوريا عقب الضربة الأمريكية على مطار "الشعيرات".
لم يعلن الروس صراحة أنها رد على التصعيد الأمريكي، ولم ينفوا في الوقت نفسه أنها كذلك، ولكن محللين عسكريين يرون أنها فقاعة إعلامية يستخدمها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" للإيحاء بأنه لم يقف متفرجا على "الاعتداء" الأمريكي على مطار لحليفه في المنطقة بشار الأسد.
العميد البحري "أحمد رحال" يرى أن صواريخ البارجة ستضرب فصائل المعارضة إذا استغلت القصف الأمريكي، وحاولت التقدم على حساب قوات الأسد، ولن تتوجه إلى تنظيم "الدولة"، ولا يمكنها بطبيعة الحال التصدي للصواريخ الأمريكية إذا انطلقت مجددا.
وقال رحال في تصريح لـ"زمان الوصل" إن الغاية الأولى لتحريك البارجة "غريغوروفيتش" يأتي للاستهلاك المحلي، ورفع معنويات حلفائه في سوريا، ولن يشكل إضافة مهمة للقوات الروسية في سوريا، أو يكون مؤثرا تجاه تحرك أمريكي محتمل.
لا مصلحة لروسيا بتصعيد إضافي في سوريا، لا سيما مع إشارات صدرت من أكثر من جهة أمريكية لدور لها في القصف الكيماوي على "خان شيخون"، ومن المرجح أن تبتعد عن احتمال المواجهة مع أمريكا التي أعلمتها بنيتها ضرب مواقع للنظام قبل أن تضربها.
ويأتي الإعلان عن توجه البارجة الروسية إلى السواحل السورية عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إرسال بارجتين عسكريتين إلى شرق المتوسط لتنضما إلى اثنتين موجودتين سابقا.
وسبق لروسيا أن أرسلت الفرقاطة "كوزنتسوف" إلى السواحل السورية قبل أشهر، التي تعطّلت وتوقفت عدة مرات خلال الطريق، قبل أن تسحبها بعد أن قالت إنها أنهت مهمتها "بنجاح".
عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية