قتلوا بصمت، ببصمات "الأسد" وتوقيع أحفاد "ستالين" على الفيتو الدولي، قتلوا اختناقاً بسموم العالم التي جمعها نظام دمشق لإبادة شعبه، هي براءة الضحايا، هي إنسانيتهم نسجوها بالدم "يا ظالم" يقول أحد سكان "خان شيخون" لـ"بشار الأسد"، هي المجزرة والضحية والثورة والحرية تعانق "خان شيخون" التي جددت دفع فاتورة تجاهل ثورة شعب فعلوا كل شيء كي يقضوا عليها.
لكن هذه المرة جاءت فاتورة ممهورة بالكيماوي بعد نحو 3 سنوات ونصف من فاتورة مماثلة دفعها أبناء الغوطة، وانتهت بصفقة سلم بموجبها المجرم أداة جريمته واستمر بقتل السوريين بكل أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوي نفسه، الذي زعم أنه سلم كل ما يملكه لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
عقارب الساعة تشير إلى السادسة و26 دقيقة بتوقيت دمشق 4 - 4 - 2017، أقلعت قاذفة حربية (سوخوي 22) الملقبة بـ"قدس1" من "مطار الشعيرات" بريف "حمص"، حتى وصلت أجواء "ريف إدلب الجنوبي"، لتقصف بصواريخ تحمل "غاز السارين" حي "النبع" في مدينة "خان شيخون"، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين اختناقاً ، فيما هرعت عناصر الدفاع المدني لانتشالهم.
قالوا "يا رب" أثناء فرارهم من رائحة الأسلحة الكيماوية التي عصفت بمدنية "خان شيخون"، يقول "الحاج سالم" أثناء خروجه من المدينة والعشرات معه، بعد أن تلحّف العشرات ببرودة الموت، سقط أكثر من 100 قتيلٍ، ماتوا كما مات مئاتٌ سواهم في الغوطة الشرقية (صيف 2013)، وسقط أكثر من 375 مصاباً بالأسلحة القاتلة، هي الآلام غصت في مشافي خان شيخون، وتجمّد الدّم في عروق المدنيين العزل، وسمعت ضرباتٌ جوية روسية على مركز الدفاع المدني ومشفى "الرحمة" في المدينة حتى تعطلت عدادات الموت في استقبال أحد.
الطبيب أبو عبدالله (منطقة معرة النعمان)، يقول لـ"زمان الوصل" أتى إلى قسم الإسعاف في أحد مشافي المدينة ما بين 40 و50 مصاباً يشتكون ضيق التنفس، وشعور بالاختناق مع سعال وغثيان، إضافةً إلى تهيج واحمرار وحس حرقة في العينين، مضيفاً أنه تم إجراء ما يلزم من غسيل العينين بسيروم ملحي وتأمين الطريق التنفسي للمصابين ودعمه بالأوكسجين والأدوية الانشاقية (الكورتيزونية).
يضيف "الحاج سالم" تعبت مآذن "خان شيخون" من كثرة أسماء الضحايا، وكفى..
هو مانشيت الدم السوري الذي يقرؤه ساسة العالم على أعمدة الصحف في أروقة مكاتبهم يبدأ بالمناشدات والتحذيرات والإدانات والاجتماعات وينتهي بالمفاوضات والمحادثات والمناقشات والمشاورات، لكن لعل تفعيل المادة (21) من القانون الدولي رقم (2118) كان ولا يزال يستثني الربيع الدمشقي.
وتنص المادة المذكورة على أنه في حال استخدام النظام السلاح الكيميائي، على مجلس الأمن أن ينعقد ويتخذ القرار تحت الفصل السابع الذي يجيز التدخل بالقوة.
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية