قال القيادي في "فيلق الرحمن" الملازم أول "حمزة قزيز" لـ"زمان الوصل" إنّ معركة "يا عباد الله، اثبتوا" تهدف إلى عدم تكرار سيناريو حلب، في الغوطة الشرقية، من خلال تخفيف الضغط عن الأحياء الشرقية في العاصمة، وخاصة في "القابون" و"برزة"، كون قوات النظام تهاجم الغوطة من المزارع، مستخدمة سياسة "الأرض المحروقة".
وانطلقت معركة "يا عباد الله، اثبوا" يوم الأحد الماضي، في حي "جوبر" الدمشقي، بقيادة "فيلق الرحمن"، حيث سيطرت على "كراج العباسين" وعدد من الكتل السكنية والمعامل.
وأشار "قزيز" إلى أنّ سيطرة فصائل المقاومة السورية على حاجزي "التروبيكانا" و"سيرونكس"، إضافة إلى شن الهجمات عبر محور "حرستا" سيجعل عددا من معاقل النظام العسكرية، ومؤسساته الطبية محاصرة، وهي: "وزارة الري (ثكنة عسكرية)، المخابرات الجوية (فرع حرستا)، "ضاحية الأسد"، مشفى "البيروني"، مشفى "الشرطة العسكرية".
وبحسب "قزيز" فإن مقاتلي المقاومة السورية، قادرون على الصمود في المواقع التي سيطروا عليها، رغم التعزيزات الكبيرة التي استقدمها النظام.
من جهته، قال مصدر إعلامي موالٍ لـ"زمان الوصل" إنّ معارك دمشق، جعلت النظام يصرف النظر عن الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في محيط المدينة، بعد تقدم المعارضة الأخير في قلب العاصمة، وقطعها لمحور "العباسيين"، إضافة إلى رصدها نارياً لشارع "فارس الخوري" الممتد من "كراجات العباسين" إلى ساحة "العباسين".
وأشار إلى أنّ طريق "العدوي" مقطوع حتّى "دار الشفاء"، أي على بعد 500 متر من السفارة الروسية، حيث إنه مكشوف من مناطق سيطرة المعارضة في بساتين "برزة"، إضافة إلى قطع شارع "التجارة" وما بعده في المنطقة، لافتاً إلى قطع طريق الضاحية، ما اضطر النظام لتغيير السير من جهته، من خلال الالتفاف عبر مشفى "ابن النفيس"، أو من على طريق "جسر بغداد".
وفي تعليقه على رصد أوتوستراد "فارس الخوري" من قبل مقاتلي المعارضة، أكدّ القيادي في فيلق الرحمن "قزيز" رصده من قبل فصائل المعارضة، منوهاً بأهميته الاستراتيجية للنظام.
من جهته، يرى الناشط الإعلامي "محمد أبو كمال" أنّ ليس من مصلحة فصائل المقاومة التحصن في المواقع التي سيطروا عليها، كونها مناطق مكشوفة، إضافة إلى أنّ الاستمرار في الأعمال القتالية سيشتت من قوة النظام، ويضعف معنويات عناصره، أما التمرّكز في منطقة معينة، سيسمح للنظام بإعادة ترتيب أوراقه.
ويُعتبر "أبو كمال" من أبرز الناشطين الدارسين لطبيعة المعارك في "جوبر" ومحيط العاصمة دمشق؛ كونه كان يشغل إدارة المكتب الإعلامي لأهم فصائل الغوطة الشرقية، وقام بتغطية معارك جوبر خلال 2014، 2015، قبل أن يستقر في حي "برزة" المحاصر.
ويضيف الناشط لـ"زمان الوصل" بأنّ معارك دمشق ستعزز من مكاسب المعارضة السورية على طاولة المفاوضات، كون رأس الحربة فيها "فيلق الرحمن"، هو من أبرز القوى العسكرية التي تفوّض "الهيئة العليا للمفاوضات"، التي تعد الثّقل السياسي الأبرز للمعارضة في محادثات جنيف.
وأعلنت قوات النظام مؤخرا حي "برزة" منطقة عسكرية، يمنع الدخول والخروج منها وإليها؛ بسبب تكرار عمليات الخطف للضباط في النظام السوري، والاشتباكات المتقطعة بين الحين والآخر، إضافة لإحكام حصار الغوطة الشرقية.
ورفض أهالي "حي برزة" الرضوخ لمطالبات النظام في "المصالحة"، للسماح بدخول المساعدات الغذائية؛ بسبب الشروط التعجيزية التي يطلبها، وأبرزها تسوية أوضاع "المسلحين"، والسماح لطلاب الجامعات بالذهاب إلى جامعتهم، في مقابل رفضه لأي شاب يرفض "المصالحة"، وبالتالي خروجهم إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في مناطق أخرى.
واشار "أبو كمال" إلى محاصرة قوات النظام للحي، حيث تقابل ثلاث جهات منه مواقع عسكرية للنظام، فيما ترصد قوات النظام "أو تستراد الحافظ" الواصل بين "برزة البلد"، وحي "تشرين" نارياً، ما أدى اختفاء المواد الأساسية من الأسواق كالطحين والرز والبقوليات.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية